نعت الأوساط الثقافية داخل وخارج #سوريا، الأحد، وفاة “طه الطه” الناشط الثقافي والبيبلوغرافي السوري- المعروف باسم “وراق الرقة وموسوعتها”- في مدينة “أورفا” التركية، عن عمر ناهز الـ73 عاماً.

و”الطه” من مواليد #الرقة 1947، بدأ العمل في مجال التوثيق منذ عام 1975، بعدما حول بيته في المدينة إلى متحف يقيم فيه الندوات الأدبية والثقافية.

وقال المحامي “إبراهيم الحسن”، من أصدقاء الراحل “الطه”، لـ(الحل نت)، إنه «كان رجلاً عصامياً، ومؤسسة ثقافية مختزلة برجل»، بحسب تعبيره.

وأضاف، «”الطه” كان قد حول بيته إلى متحف شعبي يزوره أبناء الرقة وأبناء المحافظات الأخرى، وكان يجري فيه الندوات الأدبية والثقافية ويعمل بشكل متواصل دون كلل أو ملل».

وأشار، أن «سيطرة تنظيم #داعش على المدينة، أجبرته على الخروج من الرقة عام 2014، ليستقر في مدينة “أورفا” التركية».

وكان متحف “الطه” الذي حمل اسمه، يضم آنذاك أربعة أقسام، منها قسم الفلكلور الشعبي وكان يضم الأدوات المنزلية والزراعية والحلي والأزياء الشعبية، وقسم الأرشيف الخاص بالصحف العربية،إذ رصد فيه 200 سنة من تاريخ الصحافة العربية.

كما وضم متحفه قسماً للآثار، حيث كان يحوي 102 قطعة من اللقى الأثرية تبرع بها لدائرة الآثار والمتاحف (متحف الرقة الرسمي)، بالإضافة إلى قسمٍ للفن الحديث، جمع فيه 250 لوحة فنية، لأكثر من 156 فناناً سورياً وعربياً وأجنبياً.

ويقول “الحسن” الذي يترأس فريق الاستجابة الأولية في مجلس الرقة المدني، أن «”الطه” كان يعمل على تكريم الفنانين والمبدعين في الرقة وفي مختلف المحافظات السورية، بالإضافة إلى تكريم المبدعين العرب».

ويتابع بالقول، إنه كان لديه «تواصل ثقافي كبير مع شخصيات كبيرة مشهورة في الأدب والرسم والشعر والفن».

ويشير “الحسن” إلى أنهما التقيا في مدينة “أورفا” واتفقا على إطلاق مشروع مشابه لمشروعه في مدينة الرقة.

ويؤكد أن “الطه” كان يعمل بشكل دؤوب ويتواصل مع الكل ويتعرف على الكل ويعرف كل معلومة، ورغم أنه لا يجيد التركية كان يتوصل مع الفنانين الأتراك ويبني علاقات شخصية معهم.

ويقول “الحسن”، «قمنا معاً بإطلاق مشروع أرشفة، وثقنا من خلاله عن بعض الشخصيات الأدبية والثقافية في الرقة، بالإضافة إلى بعض العشائر وبعض الشخصيات المشهورة فيها، كما وقمنا بتوثيق إصدارات مجلة “الكرمل” التي كانت تصدر باللغة العربية في “أورفا” بكوادر رقاوية».

ويضيف، أنه عاد إلى سوريا بعد إخراج “داعش” من تل أبيض، ومن ثم عاد إلى الرقة، لكن “الطه” بقي يعمل بنفس العمل الذي كان يقوم به في الرقة.

وقال” الحسن”، «كنت أتمنى أن يأتي إلى الرقة ويتم تكريمه على حياته، لكن للأسف طالت الأزمة وبقي هناك، وشعر أنه بعد تدمير متحفه لم يعد بإمكانه العودة، كما أنه أنشأ في “أورفا” عمل مشابه لما قام به في الرقة».

وتشير تقارير صحفية إن “الطه” الذي عرف بـ”وراق الرقة” أرشف لنحو ألف مبدع عربي، من بينهم 11 من أدباء الرقة، و38 أديباً من سوريا، و27 أديباً عربياً.

كما أقام 12 معرضاً فنياً، منذ عام 1988 إلى عام 2000، وكان يقيم تلك المعارض في كل سنة، بمناسبة تكريم عالم أو فنان أو أديب أو باحث، وفق المصادر.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.