“زكاة” واغتيالات: “داعش” تنشط من جديد في مناطق سيطرة “قسد” بدير الزور

“زكاة” واغتيالات: “داعش” تنشط من جديد في مناطق سيطرة “قسد” بدير الزور

تواصل خلايا تنظيم #داعش تحركاتها في قرى وبلدات ريف #دير_الزور الشمالي الشرقي، الخاضع لسيطرة #قوات_سوريا_الديمقراطية (قسد)، في محاولة من التنظيم للنهوض من جديد، وفرض وجوده بين أهالي المنطقة، فيما تداهم “قسد” بين الحين والآخر بعض مقرّات التنظيم السرية، بتغطية جوية من #التحالف_الدولي، وتعتقل عشرات من عناصره.

 

إرهاب “الزكاة”

وأكدت مصادر محلية  لموقع «الحل نت» أن خلايا التنظيم «ترهب الأهالي بشكل مستمر في قرى وبلدات “خط الجزيرة” بدير الزور عبر طرقٍ مختلفة، منها تفجير قنابل صوتية أمام أبواب بيوتهم، وكذلك تهديدهم بالقتل، لإرغامهم على دفع الإتاوات، تحت مسمى “الزكاة”».

ونشر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في الخامس والعشرين من آب/أغسطس، أن «ملثمين، يتبعون لتنظيم “داعش”،  استهدفوا بقنبلة يدوية منزل المدعو “علي السطم”، وهو تاجر مواد بناء في بلدة “الطيانة”، دون إلحاق خسائر بشرية. وكان هذا الاستهداف الثاني من نوعه خلال شهر آب/أغسطس الفائت».

ووفقاً للمرصد الحقوقي فإن «القنبلة لم تهدف لقتل “السطم”، بل للضغط عليه بغية الخضوع لمطالب التنظيم، المتمثلة بدفع مبلغ عشرين ألف دولار أمريكي، “زكاةً” عن أمواله».

من جهته يقول “صبحي”، وهو مواطن من ناحية “البصيرة”، رفض الكشف عن اسمه الكامل لأسباب أمنية، إن «منطقة ريف ديرالزور الشمالي الشرقي غير آمنة، فعناصر “داعش” السابقون يطالبون التجّار والأشخاص ميسوري الحال بدفع الأموال لهم بالإجبار، وحين يرفضون ذلك، يقدمون على قتلهم في ظروفٍ غامضة، أو يفجّرون بيوتهم».

وأشار، في شهادته لموقع «الحل نت»، إلى «قيام مجموعة تابعة للتنظيم بإطلاق نار عشوائي تجاه منزل المدعو “سلوم العبيد”، وهو تاجر سيارات من “البصيرة”، بعد امتناعه عن دفع مبلغ مالي، قدره سبعة آلاف دولار».

 

إلقاء الكفن

ولفت “صبحي” إلى طريقة أخرى يتبعها عناصر التنظيم لترهيب الأهالي، وهي« إلقاء “كفن”، يُكتب عليه اسم الشخص الذي يمتنع عن دفع المال لهم، تحذيراً له، ويتم التواصل مع الشخص المطلوب، أما عبر الحديث معه وجهاً لوجه، بعد القدوم إلى منزله تحت جنح الظلام، وتهديده بشكل مباشر، أو من خلال رسائل نصيّة على هاتفه المحمول».

وذكرت شبكة “فرات بوست المحلية”  أن «عناصر من التنظيم ألقوا كفناً كُتِب عليه “أبو إسماعيل”، في إشارة إلى أحد مالكي مشفى “الشحيل” بريف دير الزور، في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2019،  تهديداً له بالقتل، في حال عدم دفع “الزكاة” المقررة عليه من قبل التنظيم».

لم تقتصر نشاطات خلايا التنظيم في المنطقة على جمع أموال الزكاة بالسر، بل تعدت ذلك إلى التهديد علناً بقتل كل من يتعامل مع قوات سوريا الديمقراطية ولتحالف الدولي في المنطقة، سواء في المجال المدني أو العسكري، إضافة لفرض إتاوات على تجار النفط، مقابل عدم التعرّض لهم ولصهاريجهم وعبّاراتهم النهرية.

 

اغتيالات بالجملة

وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان” فقد «قُتل “مختار” قرية “الدحلة”، المدعو “علي الويس”، بريف دير الزور، في الأول من آب/أغسطس، جراء إطلاق النار عليه من قبل مسلحين اثنين، يستقلان دراجة نارية، أثناء ذهابه إلى المسجد، وسبق مقتل “الويس” بيوم واحد، مقتل المدعو “سليمان الكسار”، على يد مجهولين، في مدينة “البصيرة” أيضاً، ويشغل “الكسار” منصب رئيس لجنة عشيرة “البكير”، والمتحدث باسم قبيلة “العكيدات”، وقد اتهم أهالي البلدتين خلايا “داعش” باغتياله».

وأصدرت وكالة «أعماق»، الناطقة باسم تنظيم “داعش”، في الثاني من حزيران/يوينو الماضي، بياناً تبنّت فيه عملية اغتيال كومين (مختار) بلدة “غريبة” بريف دير الزور. وأفاد البيان أن «مقاتلي التنظيم أطلقوا النار على الكومين “حميد الضعيف”،  في قرية “ابريهة”، التابعة لناحية “البصيرة” بريف دير الزور الشرقي».

وقد وثّق مراسل «الحل نت» في المنطقة حينها واقعة الاغتيال، فقد «قضى “الضعيف” في سوق أغنام بلدة “ابريهة”، لدى حضوره لبيع أغنام عائدة له، وكان “الضعيف” قد تلقى تهديدات في وقت سابق من تنظيم “داعش”، لاتهامه بالعمل بمنصب كومين تابع لـ”قسد”»، وفقاً للمراسل.

و”الكومين” هو موظف تكلفه “قسد” بإدارة أحوال مجموعة من المدنيين في حي أو قرية، في المجالس المحلية التابعة للإدارة الذاتية، ويقوم بإصدار أوراق رسمية، والمصادقة على وثائق قانونية، و توزيع المعونات.

وتأتي هذه الحوادث جميعها دليلاً على عودة نشاط خلايا التنظيم، وتواجدها الكبير ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرقي الفرات، على الرغم من الحملات الأمنية اليومية، التي تنفذها “قسد” ضد التنظيم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.