في التاسع عشر من آذار/ مارس 2019 فقد تنظيم #داعش آخر معاقله في سوريا، بعد سيطرة #قوات_سوريا_الديمقراطية، المدعومة بطيران #التحالف_الدولي، على بلدة #الباغوز، التي تحصّن فيها التنظيم.

منذ ذلك الوقت قُتل من قُتل من عناصر التنظيم، بينما اعتُقل قسمٌ آخر، في حين فرَّ الباقون نحو البادية السورية، وما زالوا يعيشون هناك حتّى الآن، ويقتاتون على ما يغنمونه من اعتراض القوافل العسكرية التي تمرّ من المنطقة.

ولكن الحلقة المفقودة في سيرة التنظيم بسوريا هي مصير قيادات الصف الأول فيه، والسؤال: أين تبخّر قياديو تنظيم “داعش” بعد هزيمته؟

ويعكس اختفاء قادة “داعش” بشكلٍ مفاجئ مستوى الهوّة بينهم وبين العناصر العاديين في التنظيم، الذين لا يملكون نفوذاً يمكّنهم من النجاة، فقد اتضح أن القادة، الذين أشعلوا المعارك والجبهات، وقادوا آلاف المقاتلين، لم يبدوا اهتماماً كبيراً بمصير مقاتليهم بعد الهزيمة، بل تركوهم ليواجهوا مصيرهم، وفرّوا بأنفسهم. فإلى أين فرّوا؟

 

الشمال السوري؟

نفّذت ووحدة عسكرية من الاستخبارات الأميركية، بشكل مفاجئ، عملية أمنية، عُرفت باسم “كايلا مولر”، قتلت فيها “أبا بكر البغدادي”، زعيم تنظيم “داعش” ، في أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2019، بقرية “باريشا”، التابعة لناحية “حارم”، أقصى ريف #إدلب الشمالي.

وبما أن الرجل الأول في التنظيم نجح بالتسلّل إلى الشمال السوري، فإن هذه الحادثة تعكس مستوى تسرّب قيادات “داعش” إلى تلك المنطقة. ويتعزّز احتمال وجود عدد كبير من القيادات هناك، مع حالة الفوضى الأمنية التي تعيشها مناطق الشمال، نتيجة تعدّد الجهات المسيطرة، وغياب القدرة على ضبط الأمن فيها.

واستهدفت صواريخ من نوع R9X، في السابع من ديسمبر/ كانون الأول 2019، ثلاثة قياديين في قرية “كفر جنّة” بريف #عفرين، ما أسفر عن مقتلهم.

وبحسب مصادر خاصة لـ”الحل نت” فإن «القياديين كانوا قد انتحلوا صفة مقاتلين في “حركة أحرار الشام”، وزعموا أنّهم في مهمّة رسمية، ولكن الحركة نفت علاقتها بهم، موضحةً أنّهم استخدموا بطاقات تعريف مزوّرة».

وبحسب ما ذكر “مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا” فإن «الأشخاص الذين تم استهدافهم كانوا يرتدون أحزمة ناسفة».

وتحدّث ناشط من محافظة إدلب، يسمّي نفسه “ابراهيم”، لموقع «الحل نت»، عن حالة الفلتان الأمني في الشمال السوري، واحتمالية وجود قيادات من التنظيم هناك، قائلًا: «قد يحتوي الشمال السوري على أي مقاتلين وأية فصائل، لأن الرقابة على مداخل ومخارج مناطقه تكاد تكون معدومة».

وأضاف الناشط ذاته أنّه «على الرغم من عدم وجود أدلّة على وجود قياديين من تنظيم “داعش” في الشمال السوري، ولكن من الناحية المنطقية لا يوجد ما يمنع أي قيادي في التنظيم من الوصول إلى تلك المناطق لو أراد».

كما لفت إلى أن هناك «كثيراً ممّن بايعوا داعش وبقوا في ريف إدلب بعد انسحاب التنظيم، وعادوا إلى حياتهم الطبيعية، وهؤلاء قد يصبحون أدوات لتسهيل تنقّل قياديي التنظيم في أية لحظة».

 

الداخل العراقي؟

ما تزال السلطات العراقية، حتى الآن، تصدر بياناتٍ متواصلة، توضّح فيها أنّها تلاحق مزيداً من الخلايا التابعة للتنظيم في العراق، وهو ما يشير إلى تسرّب كثير من قياديي “داعش” إلى هناك.

ويبدو أن البيئة في العراق أكثر أمانًا بالنسبة لهم مقارنةً مع سوريا، التي بات المئات من العناصر محاصرين في باديتها.

وقال صحفي سوري يعيش في #دير_الزور، رفض الكشف عن هويته، إنه  «بمجرّد ظهور بوادر هزيمة التنظيم في شرق سوريا، انتقل عددٌ كبير من قياداته إلى العراق، بسبب وجود كثير من الخلايا الأمنية التابعة لهم هناك، والتي أمّنت لهم ملاذًا آمنًا».

الصحفي، الذي عاش فترةً تحت حكم التنظيم، أكّد لموقع «الحل نت» أن «خروج قياديي التنظيم من سوريا إلى العراق بدأ بعد هزيمتهم في معركة #الرقة، وانتقالهم إلى محافظة دير الزور، فقد غيّرت معركة الرقّة من نهج هؤلاء القياديين، وهو ما ظهر إلى العلن من خلال تخبّطهم في إدارة المناطق التي تبقت تحت سيطرتهم بعد المعركة، وتسرّبهم المستمر إلى العراق».

 

الأراضي التركية؟

يُعتبر الهروب من سوريا والتوجّه إلى خارجها من أكثر الخيارات أمانًا لقياديي تنظيم “داعش”، الذين يريدون الابتعاد عن الأعين، ولا سيما أن وجودهم داخل سوريا قد يجعلهم أمام احتمالية الاستهداف المستمر في أي لحظة، كما أن بقاءهم فيها قد يؤدّي إلى التعرّف عليهم من قبل السكّان المحلّيين، الذين عاشوا تحت حكمهم لفترةٍ من الزمن، خلال أوج قوّة التنظيم.

وفي هذا السياق أعلنت السلطات التركية، عدّة مرات، عن إلقائها القبض على قياديين من تنظيم “داعش”، في عمليات أمنية متواترة.

كان من  أبرز تلك العمليات إلقاء القبض على من  يلقب بـ”أمبر داعش” في #تركيا، وبحوزته «مخطّطات خطرة»، حسبما ذكر وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو”، مطلع أيلول/سبتمبر من العام الجاري.

وذكر موقع “CNN TÜRK”، نقلًا عن “صويلو”، أنَّ «القوات الأمنية ألقت القبض على أمير التنظيم في تركيا، المدعو “محمود أوزدان”، في منزله بولاية أضنة جنوبي تركيا، وعلى أعضاء من التنظيم مرتبطين به».

وقال الوزير التركي إن «القوات الأمنية صادرت مواد رقمية وأجهزة حاسوب، تحتوي على معلومات، مفادها أن القيادي في التنظيم تلقى تعليمات بشكل مستمر من سوريا والعراق، وقام بتشكيل مجموعة له في تركيا».

وقبل ذلك بأيام أعلنت مديرية الأمن في #اسطنبول أنها ألقت القبض على أحد عناصر التنظيم في المدينة، وأنّه «كان ينوي تنفيذ هجوم إرهابي، وبحوزته سلاح رشاش، وخمسة مخازن، ومئة وخمسين رصاصة»، حسب بيان المديرية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة