حملة “مكافحة الفساد” في العراق تراوح مكانها، والكاظمي في مواجهة الكتل السياسية الداعمة للفاسدين

حملة “مكافحة الفساد” في العراق تراوح مكانها، والكاظمي في مواجهة الكتل السياسية الداعمة للفاسدين

يشن رئيس الوزراء العراقي مصطفى #الكاظمي حملة لمكافحة الفساد ‏المستشري في مفاصل الدولة، استجابة للمطالب الاجتماعية بهذه الشأن.‏

استهل “الكاظمي” حملته بتفعيل أوامر اعتقال المسؤولين المتهمين بالفساد، وكان ‏آخرهم “شاكر الزاملي”، رئيس هيئة استثمار #بغداد. إلا ان كثيراً من المتابعين للشأن العام يشككون بخطوات رئيس الوزراء العراقي في مكافحة الفساد. ‏

قدرات محدودة

“أدهم ابراهيم”، المحلل السياسي العراقي، يرى أن «جميع المؤشرات ‏تؤكد رغبة حكومة “الكاظمي” الجادة في مواجهة وإنهاء الفساد، واعتقال ‏الرؤوس الكبيرة، المتنفذة في موارد الدولة منذ عام 2003».‏

ويضيف “ابراهيم”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «خطوة مكافحة الفساد لاقت معارضة شديدة ‏من قبل بعض الأحزاب والكتل السياسية، الأمر الذي سيحدّ من قدرة “الكاظمي” على اعتقال كبار الفاسدين».‏

من جهته يرى المحلل السياسي “حمزة مصطفى” أن الخطوة التي أقدمت عليها ‏حكومة “الكاظمي” «جادّة، ومختلفة عن حملات مكافحة الفساد ‏السابقة».‏

ويبين “مصطفى” لـ«الحل نت» أن «خطوة الكاظمي هذه بحاجة إلى دعم من أجل ‏الانتقال إلى تصفية حيتان الفساد الكبيرة»، حسب تعبيره.‏

ويشير المحلل السياسي إلى أن «الصعوبة التي سيواجهها “الكاظمي”، في حملته ‏لمكافحة الفساد، هي عدم وجود كتلة سياسية تابعة له تدعم تحركاته، ‏فضلا عن تركيزه على توفير أجواء مناسبة لإجراء الانتخابات المبكرة وإعادة ‏هيبة الدولة، وهذا ما قد يشتت انتباهه في اتمام مهمة محاسبة ‏الفاسدين».

 

مجرد تصريحات إعلامية

“علاء مصطفى”، الخبير بالشأن السياسي العراقي، يقول إن «عمليات الفساد  تحتمي بجدار صلب، ويصعب على أي حكومة مكافحتها».‏

ويتابع “مصطفى”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الكتل السياسية في العراق ‏هي من يتحكم بالقرار السياسي، وما يشاع حول وجود ترتيبات بين #الحكومة_العراقية ومجلس القضاء ‏للقبض على رموز الفساد، واحتجازهم في أماكن خمسة نجوم، ومن ثم ‏مساومتهم لإرجاع الأموال مقابل تخفيف العقوبات، هي محض خيال» ، ‏متسائلاً: «من ذا الذي يتجرأ على زعماء كتل وقادة أحزاب بيدهم مفاتيح ‏البرلمان؟».‏

إلى ذلك يقول “غائب العميري”، النائب عن كتلة “سائرون”، التابعة للزعيم الشيعي “مقتدى الصدر”، إن «قرارات لجنة مكافحة الفساد مجرد تصريحات ‏إعلامية، وعلى “‏الكاظمي” محاسبة الفاسدين بقصاص حازم، ليتمكن من إعادة ثقة الشعب بالحكومة العراقية» .‏

وبيّن “العميري” لموقع  «الحل نت» أن «الشكوك التي تراود الجميع حول جدية “الكاظمي” لا يمكن ‏تجاوزها إلا بعد أن يتم اعتقال كبار الفاسدين، الذين يعرفهم الجميع ‏بشكل جيد»، حسب تعبيره.‏

 

دعم نيابي لمكافحة الفساد

«توجد كتل سياسية عديدة في #البرلمان_العراقي تدعم حملة الحكومة العراقية لمكافحة ‏الفساد»، بحسب “محمود الزجراوي”، عضو #مجلس_النواب_العراقي.

ويبين “الزجراوي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «”الكاظمي” مطالب باتباع مسار ‏معين من أجل الإطاحة بكبار الفاسدين، المحميين داخل العراق وخارجه، و‏الذين يمتلكون أدوات كثيرة في مواجهة أي محاولات للتصدي لهم. ولذلك عليه التوافق مع القوى الوطنية التي تتبنى الإصلاح الوطني»، حسب قوله.‏

ويضيف أن «أي خطوة ستتخذها الكتل السياسية الداعمة للفاسدين الكبار، حيال حملة رئيس ‏الوزراء العراقي، ستفقد خطورتها آنذاك، لأن القوى السياسية الوطنية ستكون في صف “الكاظمي”».‏

 

الحملة تراوح مكانها

“جاسم العلياوي”، القيادي بـ”ائتلاف النصر”، تحدث عن آخر تطورات الحملة ‏الحكومية لملاحقة الفاسدين، وفيما كشف عن سببين يعرقلان سير ‏العملية، أكد أن «المعركة مع رؤوس الفساد طويلة ومعقدة، وهي معركة ‏الشعب العراقي»، حسب تعبيره.‎

“العلياوي” قال في تصريح صحفي إن «معركة اجتثاث الفساد في الدولة ‏العراقية صعبة ومعقدة جداً، والحكومات السابقة حاولت ولكنها لم تصل ‏إلى نتيجة نهائية»، لافتاً إلى أن «”الكاظمي” نجح في تحقيق نتائج جيدة في هذا ‏السياق، بعد الإطاحة ببعض الأسماء، ضمن طبقة الفاسدين الوسطية، لكنها ‏تبقى الأعدادا قليلة جداً قياساً للقائمة الطويلة للفاسدين»‎ .‎

ويضيف أن «الحملة تراوح مكانها منذ أيام، لسببين: الأول ضغط بعض ‏الكتل السياسية؛ وثانياً ما يسمى بـ«الدولة العميقة»، التي استشعرت الخطر، ‏وبدأت تحاول إعاقة قرارات مكافحة الفساد المالي والإداري، كونها تمتلك ‏قدرات كبيرة داخل المؤسسة الحكومية العراقية».‏

وأشار “العلياوي إلى أن «الرؤوس الكبيرة من الفاسدين مرتبطة بشكل وثيق بالدولة ‏العميقة، واي مساس بها سيؤدي إلى إشكالية كبيرة للنظام السياسي ‏العراقي».‏

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.