في الوقت الذي يجتمع فيه المتظاهرون في #ساحة_التحرير ببغداد، احتفالاً بمرور السنوية الأولى لولادة “انتفاضة تشرين” التي انطلقت في اكتوبر 2019، دخل زعيم التيار الصدري #مقتدى_الصدر، عبر تغريدة ليقلب موازين الرؤى بخصوص التظاهرات.

يُعرف الصدر بتدخله في كل شؤون البلاد، حيث لا يقتصر الأمر على الحياة السياسية، بالرغم من كونه كان قد أعلن في أكثر من مرة اعتزالها، كما يدخل على خطوط الاقتصاد والمجتمع، وأخيراً، صدَّر نفسه راعياً للتظاهرات.

وغرّد الصدر، أمس الجمعة، بمناسبة سنوية “تشرين”، وما ألحق بالمتظاهرين من قمعٍ وعنف تسبب بسقوط مئات الضحايا، فيما قدم مجموعة من المطالب وأخرى من النصائح.

وجاء في التغريدة: «مرت علينا الذكرى السنوية الاولى لما يسمونها (انتفاضة تشرين) تغمد الله شهداءها بالرحمة والرضوان ومنّ الله على جرحاها بالصحة والشفاء وعلى معتقليها بالحرية والخلاص».

مطالباً بأن «تكون الانتخابات المبكرة بإشراف أممي وبآلية لا تتيح للأحزاب الفاسدة التربع على عرش الحكم والتسلط على الرقاب مرة أخرى، وإرجاع الخدمات للشعب العراقي وبأسرع وقت ممكن».

كما طالب الصدر «محاسبة كبار الفاسدين والمخربين والخارجين عن القانون بواسطة القضاء النزيه، ومحاسبة المعتدين على المتظاهرين من عام 2016 حتى عامنا هذا».

وأكمل الصدر: «لذا من هنا أنصح جميع الثائرين بكافة توجهاتهم انتظار تحديد موعد #الانتخابات_المبكرة وبقانون انتخابي عادل وعدم زج #العراق بأتون العنف والغوغاء الأرعن والتصرفات الصبيانية السّمجة».

وتابع الصدر: «وفي حال لم تفِ الحكومة بوعدها الانتخابي.. فإنّ ذلك يعني ضياع العراق».

وقال: «ثم اني أنصح كل من يريد التظاهر أن يلتزم بما يلي: السلمية بأعلى درجاتها، والالتزام بالشرع والأعراف المعمول بها، والحفاظ على السلم الأهلي والصحة العامة، وعدم الاستعانة بدول خارجية فهذا منافٍ لحب الوطن».

وأردف: «الاستعانة بالظالم ولو على الظالم حرام، والتحلي بحكمة وحب الوطن.. فإن مستقبل العراق مجهول وقد يقع بين أفكاك الأعداء من الداخل والخارج».

وذكر الصدر، أنه يجب «عدم التعدي على القوات الأمنية على الإطلاق ومن ضربك على خدك الأيمن فقدم له الأيسر، وعدم زج العناوين الثائرة والشخصيات الناشطة بعنوان سياسي علني أم سري على الإطلاق.. فليس هدف الثائر التسلط وإنما إنقاذ الوطن».

عقب هذه التغريدة، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مئات المنشورات من المتظاهرين الذين عبروا عن استيائهم من تغريدة الصدر، وتحديداً جزئية “ما يسمى بانتفاضة تشرين”، معتبرين الصدر يقلل من شأن التظاهرات.

وكتب متظاهرون على “فيسبوك”، أن «الصدر لا يزال يتدخل في شؤون المتظاهرين ويصف نفسه راعياً لهم، مع العلم أنه أضرّ بهم وتسبب بمقتلهم».

علي عادل، ردَّ على تغريدة الصدر باللهجة العراقية: «يا أخي فكك منا وفكك من تشرين ما الك دخل و لدينا قادة هم من يحددون ما نفعل وما نعمل».

أما دكتور مصطفى، فقد أشار عبر “تويتر” أيضاً، إلى أن الصدر «يريد ركوب موجة التظاهرات مرة أخرى ويُنصب نفسه قائد ناصح للثوار، أقول له بكل صدق؛ أبو هاشم ثوار تشرين لا يتشرفون بوجوكم معهم وخاصة.. إنك كنت سبباً مباشراً في ضياع حقوقهم واندثار أهدافهم وكنت سبباً مباشراً في مقتل الكثير منهم في ساحة الصدرين، والأهم إنك الأب الروحي لكل قاتل وخاطف».

وسعى الصدر خلال الأشهر الماضية إلى حرف مسار التظاهر السلمي في العراق، بحسب متظاهرين، من خلال دعواته بلفصل بين الجنسين وعدم الاختلاط خلال الاحتجاجات في #بغداد ومدن وسط وجنوب البلاد تارة، واستخدام التظاهرات لتنفيذ أهداف سياسية تارة ثانية.

ويُتهم الصدر وميليشياته “القبعات الزرق” التي شكلها لقمع المتظاهرين في #بغداد والنجف، باغتيال عشرات المتظاهرين، واحتلال مواقع مهمة كان قد سيطر عليها المحتجون قبل تفشي فيروس “كورونا” ومنها المطعم التركي، الذي كان غرفة عمليات كبيرة استغلها الناشطون في بغداد، مطلع العام الجاري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.