بعد القمع والعنف والترهيب، وبعد نحو /700/ قتيل وعشرات المُغيّبين منذ انطلاق “انتفاضة تشرين” في أكتوبر 2019، يبدو أن مُتَظاهري #العراق عزَموا على حماية أنفسهم مع ذكرى سنوية الانتفاضة الأولى.

إذ «أعلن بعض من شباب #ساحة_التحرير تكوين فرقة أطلقوا عليها اسم “درع التحرير”، تعمل حائط صدٍّ لحماية المتظاهرين وإبعاد الخطر والعنف عنهم، مع اقتراب انطلاق حراك جديد»، حسب (الجزيرة نت).

«الفرقة يعتبرها المتظاهرون، حائط الصد الأول للذود عنهم في مواجهة أي تصعيد محتمل مع عودة الاحتجاجات، وقد تكونت في أول إطلاق لها من عشرات من الشباب في #بغداد خاصة، وفي محافظات الوسط والجنوب كذلك».

وتهدف الفرقة، حسب تقرير الموقع القطري، لـ «حماية المتظاهرين السلميين من أي عنف قد يتعرضون له في قادم الأيام، خصوصا بعد أن أمهل المتظاهرون الحكومة حتى 25 أكتوبر الجاري لتنفيذ مطالبهم التي خرجوا من أجلها».

«ويخشى كثير من المتظاهرين والناشطين من تعرّضهم للاغتيال أو الاختطاف، ومن بينهم أعضاء “درع التحرير”، لذلك فإنهم لا يستخدمون أسماءهم الحقيقية حفاظا على سلامتهم، ويفضلون عليها الألقاب».

لكل عضو في الفرقة لقَب مُعَيّن وفق التقرير، فهناك من يُلَقّب بـ «ذيب السنك، مستشار، مولوتوف، دخانية» وهكذا، «ويجتمع أعضاء الفرقة في خيمة خاصة بهم وسط “ساحة التحرير”، مركز احتجاجات العاصمة العراقية».

“ذيب السنك”، عضو في الفرقة، (26 سنة)، يقول في حديثه مع (الجزيرة نت): «قرّرت أنا وبعض الأصدقاء تكوين هذه الفرقة بسبب الهجمات التي تعرض لها المتظاهرون من قوات #مكافحة_الشغب والجهات المسلحة الأخرى».

مُضيفاً: «الفرقة تعدّ بمثابة مجموعة دفاعية لصد قنابل الغاز المسيلة للدموع، ولتنبيه المحتجين من أي خطر داهم على “ساحة التحرير”، حتى يأخذ المحتجون حذرهم، إضافة إلى مهام إسعاف الجرحى»، على حد تعبيره.

«ويستخدم أعضاء “درع التحرير”، أدوات صنعوها بأنفسهم، مثل الدروع التي صنعوها من بقايا براميل فارغة متروكة، إضافة إلى قبعات واقية من الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، والقفازات المضادة للحرائق»، يلفت التقرير.

«نحن ننتشر في “ساحة التحرير، #جسر_السنك، #جسر_الجمهورية، #شارع_الخيام، و #ساحة_الخلاني و #ساحة_الوثبة، وشارع #محمد_القاسم، وكل المناطق المحاذية للتحرير؛ لإبعاد الخطر على المتظاهرين المتواجدين بكثافة في هذه المناطق»، يبيّن “ذيب السنك”.

ويُشير التقرير، إلى أن ما قامت به الفرقة، «لاقى الترحيب من قبل المتظاهرين، إذ يقول أحد المحتجين، إن تكوين الفرقة في هذا الوقت شيء مهم جداً، خاصة بعد القمع الذي شهدته ساحات الاحتجاج في بغداد وبقية المحافظات العراقية».

والخميس الماضي، وبمُناسبة مرور عام على “انتفاضة تشرين” في العراق، جدّدَت الجموع تظاهراتها، «إحياءً لهذه المُناسبة، ووَفاءً لدماء الضحايا، ولتذكير #الحكومة_العراقية بمطالبهم التي لم تتحقّق»، بحسبهم.

وحسب عدد من الناشطين ممّن شاركوا في تظاهرات الخميس، تواصل معهم (الحل نت)، فإن التظاهرات ستتجدّد بزخم أقوى بعد نحو ثلاثة أسابيع، في (25 أكتوبر/ تشرين الأول) المقبل.

ويصادف التاريخ الذي ذكروه، ذكرى الدفعة الثانية لانطلاق “انتفاضة تشرين” التي خرجت في (25 أكتوبر/ تشرين الأول 2019) في الوسط والجنوب العراقي، والعاصمة بغداد.

وفي الأول من تشرين الأول 2019، بدأت الانتفاضة على شكل تظاهرة احتجاجية، كما بقية تظاهرات البلاد التي لم تنضَب، لكن قمع السلطة لها، حوّلها إلى انتفاضة عارمة، لم يتوقّعها أحد.

وقُتل نحو /700/ محتج، فيما أصيب قرابة /42/ ألف متظاهر، منهم /5/ آلاف بإعاقة دائمَة، منذ انطلاق التظاهرات في أكتوبر 2019، وفق الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.