في التاسع من كانون الأول/ديسمبر 2017، اعلن رئيس الوزراء العراقي الأسبق “حيدر العبادي” «تحرير العراق من تنظيم #داعش بالكامل»، بعد سيطرة القوات الأمنية العراقية على مدينة #الموصل القديمة، آخر معاقل التنظيم في البلاد.

لم تتم عملية التحرير بين ليلة وضحاها، بل احتاجت قوات الأمن العراقية قرابة أربع سنوات لإعادة تأهيل نفسها وبناء الثقة بينها وبين المواطنين، التي انكسرت خلال اجتياح التنظيم ثلثي أراضي البلاد، لتبدأ عمليتها من منطقة “جرف الصخر” الواقعة شمالي محافظة بابل، وتنتهي في مدينة الموصل.

 

 حطام كبير ودمار شامل

خلّف تنظيم “داعش” دماراً كبيراً في محافظة #نينوى، يُقدر بثمانية ملايين طن من الركام، بحسب #الأمم_المتحدة، التي أكدت أن «مدينة الموصل القديمة التاريخية لن تعود كما كانت عليه قبل تحريرها».

ويقول “أبو أحمد الموصلي”، وهو مواطن كان شاهداً على عملية تحرير محافظة نينوى، إن «آثار المعركة، التي استمرت تسعة أشهر، ما تزال تُرى إلى يومنا هذا في الأزقة الضيقة لمدينة الموصل».

ويضيف لـ«الحل نت» أن «”داعش” هُزم عسكرياً، إلا أن آثاره ما تزال موجودة على أرض الواقع، من خلال غياب كل سبل الحياة، ومنها الخدمية والاقتصادية، وحتى الأمن».

وتُعد معركة الموصل، حسب رأي خبراء عسكريين، من أشد المعارك ضراوة في منطقة مأهولة بالسكان منذ الحرب العالمية الثانية، وتقدر #الحكومة_العراقية تكلفتها بملياري دولار على الأقل.

وعن الدمار الذي خلفه “داعش” في محافظة #الأنبار، قال “فهد الراشد”، عضو مجلس محافظة الأنبار المنحل، إن «نسبة الدمار في المحافظة بلغت 80%”».

ويذكر “الراشد”، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «محافظة الانبار تعدّ من المحافظات المنكوبة، نتيجة الدمار الذي لحق بها جراء المعارك العسكرية ضد تنظيم “داعش”».

ويختم “الراشد” حديثه بالقول: «المحافظة بحاجة لأربع سنوات لإعادة اعمارها».

اما عن محافظة #ديالى، التي احتل تنظيم “داعش” جزءاً من مناطقها، يقول “عبد الخالق العزاوي”، عضو #مجلس_النواب_العراقي عن المحافظة، إن «”داعش” سيطر على ثلاث مدن كاملة في ديالى، بعد حزيران/يونيو 2014، هي “السعدية” و”جلولاء” و”العظيم”، فضلاً عن أجزاء من “المنصورية”، وعشرات القرى شمالي “المقدادية”»، مضيفا أن «نسبة الدمار الذي خلّفه التنظيم في المؤسسات الخدمية تجاوز الـ70% بشكل عام، إضافةً لهدم آلاف المنازل السكنية، وقرى تعرضت للتدمير بنسبة 100%».

ويوضح “العزاوي”، في حديثه لـ”الحل نت”، أن «ملف إعادة إعمار المناطق المحررة يجري ببطء شديد جداً، فيما لم تعد آلاف الاسر النازحة إلى مناطقها لغاية الآن»، مشيراً إلى أن «التنظيم تسبب بارتفاع نسبة الفقر في تلك المناطق إلى نحو 40%، وربما أكثر».

من جهته يؤكد “مضر الكروي”، نائب آخر عن المحافظة في #البرلمان_العراقي، أنه «في ناحية “جلولاء” فقط هنالك أكثر من خمسة آلاف منزل مدمر بالكامل، وقرابة اثني عشر ألف معاملة تعويض للمدنيين عن الأعمال الإرهابية، لم ينفذ منها اي شئ حتى الآن، ما يوشّر إلى حجم المأساة الإنسانية التي يعانيها المواطنون هناك».

“الكروي” يتابع قائلا أن «50% من مصادر رزق الاهالي ضاعت بعد احتلال تنظيم “داعش” لمناطقهم، خاصة في ملف الزراعة والصناعة والمهن الاخرى».

 

“احتلال جديد” وتغييب قسري بالمناطق المحررة

ويتهم نائب في البرلمان العراقي، رفض الكشف عن اسمه، المليشيات الموالية لإيران، بـ«السيطرة على بعض المناطق التي تم تحريرها من قبضة “داعش”».

ويقول النائب لموقع «الحل نت» إن «بعض المناطق، التي تم تحريرها من “داعش”، سقطت بيد المليشيات الموالية لإيران، مما أعاق عودة الاهالي اليها، بعد قيام تلك المليشيات بفرض الإتاوات، والاستحواذ على جميع الممتلكات العامة والخاصة».

ويبيّن أن «أكبر الأدلة على سيطرة هذه المليشيات هو منطقة “جرف الصخر”، الواقعة شمال محافظة بابل، التي لا يستطيع قائد أمني أو قائد عام للقوات المسلحة العراقية دخولها».

إلى ذلك قال “أحمد الجبوري”، عضو مجلس النواب العراقي، إن «أعداد المفقودين في المناطق المحررة بلع أكثر من اثني عشر ألف مفقود».

وأكد “الجبوري”، في تغريدة على حسابة الشخصي بموقع “تويتر”، أن «كثيراً من المفقودين تمت تصفيتهم على يد “داعش”، وأخفيت جثثهم في مقبرة “الخسفة”، ومعظمهم من منتسبي الجيش والشرطة (أكثر من ألف وستمئة منتسب)، الذين لم يتمكنوا من الهرب»، مبيناً أن «الحكومة العراقية اعتبرتهم هاربين من الخدمة وليس شهداء».

 

أزمة إعادة الاعمار

وتطالب “انتصار الجبوري”، النائب عن محافظة نينوى، مجلس النواب والحكومة العراقية بـ«إنصاف نينوى، وتحسين أحوال المواطنين المعيشية والخدمية، وإعادة إعمار المدن والبنى التحتية التي دمرتها الحرب».

وتضيف “الجبوري”، في حديثها لموقع «الحل نت»، أن «الحكومة العراقية مطالبة بالعمل بنظام قروض دون فوائد في المحافظة، ليتسنى للمواطنين إعادة إعمار منازلهم، وضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الخدمية، لإعادة الحياة الى الموصل وبقية مدن المحافظة».

فيما اتهم “أحمد الجبوري” المسؤولين عن “صندوق إعمار المناطق المحررة” بـ«تبديد الأموال في اطار التنافس السياسي».

ويكمل “الجبوري”، في تصريح صحفي: «مشكلة الصندوق أن 60% من أمواله لا تذهب لإعادة إعمار المناطق المحررة، بل الى مناطق المسؤولين، من أجل تحقيق غايات سياسية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.