بعد سيطرة #القوات_النظامية على الجنوب السوري ازدادت الأوضاع المعيشية صعوبة على معظم المواطنين. وتبدو وطأة الفقر وسوء الأوضاع الاجتماعية أكثر تأثيراً على نساء المنطقة، اللواتي يكافحن لأجل لقمة العيش.

نداء كثير من الجهات الإنسانية لتوفير المساعدة لنساء محافظة #درعا لم يلق آذاناً صاغية، فالحكومة السورية، بدلاً من العمل على تحسين الأحوال، اكتفت ببعض التصريحات الإعلامية عن أهمية دور النساء في المجتمع، فيما لم  تعد المنظمات الإغاثية والمدنية قادرة على القيام بدورها، بسبب المضايقات الأمنية، والصعوبات التي تواجهها خلال عملها.

 

النساء يملأن الفراغ

تقول “لمى أبازيد”، سيدة تعيل ثلاثة أطفال في مدينة درعا، إنه «بعد اعتقال #القوات_النظامية لزوجها عام 2014، دون توجيه أي تهمة له، بدأت بالبحث عن عمل في ورشات الخياطة بالمدينة، لتأمين المدخول المادي للعائلة».

وأضافت “أبازيد” في حديثها لموقع «الحل نت»: «معظم المتزوجات، اللواتي فقدن أزواجهن خلال سنوات #الحرب_السورية، بدأن يعملن في مجالات مختلفة، مثل التدريس، ونقل الطلاب للمدارس عبر مركبات خاصة، والزراعة، فضلا عن أن بعضهن أجبرن على بيع مستلزمات وأثاث بيوتهن».

“نهى المحاميد”، سيدة أخرى من درعا تعمل لإعالة أسرتها، أوضحت لموقع «الحل نت» أنها «استأجرت أرضاً، بمساحة ألفي متر، لزراعتها، وتعمل على جني محصولها الشهري من البندورة والكوسا والباذنجان، للمساهمة في تعليم بناتها الخمس، بعد أن فقدت زوجها في الحرب. ويُلزمها عملها بالزراعة، الذي يدفعها لبذل جهد كبير لم تعتد عليه، لترك البيت من السادسة صباحا حتى الرابعة عصراً».

“مروان السالم”، صاحب محل مفروشات في مدينة #جاسم، يؤكد لموقع «الحل نت» أن «النساء أصبحن يملأن الفراغ الذي تركه الرجال، سواء بسبب الاعتقال أو الموت في الحرب، أو حتى بسبب السوق إلى الخدمة الإلزامية، وأصبح جنوب سوريا يعتاد على  حضور النساء في وظائف غير مألوفة، مثل خدمة المقاهي، والبيع في الأسواق، والعمل في الورشات والمعامل».

ويضيف “السالم”: «في السابق كانت الهيئات الاغاثية ومنظمات المجتمع المدني توفر للنساء آلاف فرص العمل في مجالات مختلفة، أبرزها الإنقاذ والإسعاف والإحصاء، إضافة للورشات مهنية، إلا أن معظم هذه الهيئات اندثرت مع سيطرة القوات النظامية، بدعم #روسيا، على محافظة درعا عام 2018».

 

طغيان الطابع الأنثوي

«من يتجول في أسواق المدن التابعة لمحافظة درعا يلاحظ بشكل جلي طغيان الطابع الأنثوي على الذكوري في الأماكن العامة، لدرجة أن ما يقارب 80% من الكتلة الاقتصادية في السوق أصبحت نسائية، بعد أن كانت مشاركة النساء في سوق العمل بالمحافظة شكلية»، بحسب “مراد شمس”، الأستاذ في جامعة درعا.

ويشرح “شمس”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «انهيار المنظومة الاقتصادية في البلاد أدى لظهور فئة عاملة جديدة، على رأسها النساء، والسبب الأساسي لذلك فقدان المعيل، وهو غالباً ذكر في العائلة السورية التقليدية، وحملات التهجير والاعتقال التي قامت بها القوات النظامية. وقد أثبتت النساء قدرتهن على تحمل أعباء العمل، ما دفع المجتمع لقبول دورهن الجديد».

الأرقام الرسمية اتشير إلى أن عمالة النساء كانت لا تشكّل أكثر من 16% من قوة العمل السورية، قبل عام 2011، وأن نسبة البطالة وصلت بين الإناث آنذاك إلى نحو 22.1%.

 

لا دور للمنظمات في الجنوب

“مريم الجوابرة”، المنسق السابق لـ«جميعة الأيتام في درعا»، تؤكد أن «ازدياد نسب عمل النساء في درعا أمر متوقع، فالمحافظة تحوي أكثر من عشرة آلاف يتيم، يعيشون بلا مساعدات منذ عامين، نتيجة هروب المنظمات المانحة والجمعيات الخيرية، عقب سيطرة #الحكومة_السورية على جنوب سوريا، فضلا عن أن الحكومة لم تستحدث أي مشروع لكفالة هؤلاء الايتام».

وتوضح “الجوابرة” في حديثها لموقع «الحل نت»، أن: «إعادة عمل الجمعيات للمحافظة تواجه صعوبات كبيرة، نظرا للتخوف من اعتقال العاملين فيها، إضافة لخشية الجهات المانحة، وخاصة في الدول الخليجية، من المضايقات والخضوع للمساءلة القانونية، بسبب إرسال الأموال لسوريا».

ويشير تقرير صادر عن #الأمم_المتحدة إلى أن «أكثر من مئة وخمسة وأربعين ألف أسرة سورية تعيلها نساء، يكافحن بمفردهن من أجل البقاء على قيد الحياة، وتناضل كثير من النساء، اللواتي يعشن تحت خطر العنف والاستغلال، للحفاظ على كرامتهن، والاهتمام بأسرهن في منازل متداعية ومكتظة».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.