أول عملية انشقاق جماعية في الرقة: لماذا يهرب عناصر “جيش العشائر” إلى مناطق “قسد”؟

أول عملية انشقاق جماعية في الرقة: لماذا يهرب عناصر “جيش العشائر” إلى مناطق “قسد”؟

تشهد القرى والبلدات الواقعة على أطراف ناحية #معدان بريف #الرقة الشرقي، الخاضعة لسيطرة #القوات_النظامية والميلشيات التابعة لها، انفلاتاً أمنياً، وتعمّ المنطقة عمليات القتل والسرقة والسطو المسلح، التي تستهدف المدنيين بالدرجة الأولى.

وتصاعدت حالة الفوضى، عقب انشقاق مجموعة مكونة من خمسة عشر عنصراً من ميليشيا #جيش_العشائر، بقيادة “تركي البوحمد”، التابعة للقوات النظامية، وتوجههم نحو مناطق سيطرة #قوات_سوريا_الديمقراطية “قسد”، عبر نهر #الفرات.

 

سابقة في المنطقة

“ابراهيم الحمشو”، من سكان ناحية معدان، قال لموقع «الحل نت»، إن «عمليات الانشقاق في المنطقة كانت تقتصر على عنصر أو اثنين، أما انشقاق خمسة عشر عنصراً من صفوف جيش العشائر، كما حدث مؤخراً، فيعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة، وتسبب بموجة غضب بين  القوات النظامية والميليشيات الإيرانية التابعة لها، فردت بحملات دهم واعتقال، طالت أغلب القرى القريبة من الناحية، إضافة لحملة تفتيش منازل عدة عناصر في صفوف جيش العشائر، واعتقال البعض منهم بتهمة تحريض المنشقين ومساعدتهم».

يضيف “الحمشو” أن «الاعتقالات شملت أيضاً عوائل المنشقين، من القرى الخاضعة لسيطرة القوات النظامية، إذ أقدم عناصر تابعون للميليشيات الإيرانية على اعتقال عدة أفراد، ومن ضمنهم نساءٌ وأطفال، إضافة لمصادرة أملاكهم في الناحية بشكل كامل، الأمر الذي أثار ردة فعل لدى عناصر آخرين في ميليشيا جيش العشائر وأقارب المنشقين، وقاموا بمهاجمة أحد المقرات الإيرانية في الناحية، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى في صفوف الطرفين»، وفقاً لقوله.

لافتاً إلى «ضباطاً من القوات النظامية ووجوهاً من العشائر تدخلوا لحل الخلاف، فتم الإفراج عن النساء والأطفال، في حين ما يزال عدة شبان من المنطقة قيد الاعتقال»، وفق وصفه.

 

أسباب الإنشقاقات

«تشن خلايا تنظيم #داعش، المتمركزة في كهوف بادية معدان، كل أسبوع، هجمات على مواقع القوات النظامية والميليشيات التابعة لها، وعقب انتهاء كل هجمة يرسل قادة من جيش العشائر عدة عناصر لتتبع المهاجمين، ومعرفة أماكن تمركزهم، إلا أنهم أحياناً لا ينجون من كمائن التنظيم المنتشره في الصحراء والطرق»، حسبما يقول “أبو جابر”، من وجهاء المنطقة، والذي أضاف لموقع «الحل نت» أن «العناصر المنشقين أُرسلوا في مهمة إلى البادية السورية لتأمين المنطقة، والبحث عن خلايا نائمة لداعش، إلا أنهم لم ينفذوا المهمة المطلوبة، نظراً لخطورتها، وخشيةً من مصير مشابه لمصير نظرائهم فيما سبق».

منوهاً إلى «قيام العناصر المنشقين بالتخلي عن أسلحتهم وزيهم العسكري على ضفاف نهر الفرات، بالقرب من قرية “الشريدة”، شرقي الرقة، وسلموا أنفسهم لعناصر “قسد” المنتشرين على الضفة الثانية من نهر الفرات»، وفقاً لقوله.

من جهته يقول “أحمد الشمري”، ناشط من بلدة “السبخة”، إن «للإنشقاقات في المنطقة أسباب عدة، منها يعود إلى انتشار فيروس #كورونا، وإصابة عدة عناصر من الميليشيات به، وانقطاع الدعم المادي عن العناصر، فأغلب المنضوين في الميليشيات هدفهم المنفعة المادية فحسب، ومعظمهم معيل لعوائل وأطفال ونساء، وعقب انقطاع الرواتب عنهم، اتجه بعضهم للسرقة وفرض الإتاوات والسطو المسلح، أما القسم الآخر فلجأ للانشقاق، وقصد مناطق “قسد” لكسب الرزق، نظراً لشح فرص العمل في الناحية».

وأشار “الشمري”، في حديثه لموقع«الحل نت»، إلى أن «انتشار المحسوبيات والمعاملة العنصرية والتفرقة داخل الناحية، كان لها دور في انشقاق عدة عناصر من أبناء المنطقة أيضاً، ويهدف ضباط القوات النظامية إلى السيطرة على الناحية، والمسروقات والإتاوات التي يمكن تحصيلها، وسحب البساط من تحت جيش العشائر، من خلال إرسال عناصره إلى حتفهم في البادية وكهوف معدان، حيث الكمائن والخلايا النائمة لتنظيم داعش»، وفق قوله.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.