“المرأة عدوة المرأة”.. ناشطات نسويات يُرجعن السبب إلى التربية الذكورية

“المرأة عدوة المرأة”.. ناشطات نسويات يُرجعن السبب إلى التربية الذكورية

هل المرأة عدوة المرأة؟ سؤالٌ طرحته على عدد من الناشطات النسويّات السوريّات، وكان من المفاجئ أن تتفق أغلب الإجابات على “نعم”، المرأة عدوة نفسها، وهي عدوة المرأة الأخرى، ولكن ليس لأسباب الغيرة التي ورثناها من جداتنا حريم الرجل المتنافسات عليه، بل تُرجع الصحفية المهتمة بشؤون المرأة “هدى أبو نابوت” في حديثها لـ (الحل نت) السبب الأول إلى «احتفاظ النساء بالأفكار الذكورية، وتغلغلها بتفكيرهن اللا واعي المبني على تفوق الرجل، وذلك بسبب التربية والثقافة والمجتمع».

وفي ذات الوقت لا تنكر “أبو نابوت”، العوامل الشخصية كغيرة بعض النساء من نماذج نساء أخريات نجحن في كسر الصورة النمطية السائدة للنساء في التبعية، وامتلاكهنّ أدوات النجاح والاستقلال، موضحةً أنه «قد تحاول بعض النساء، تكسير صورة النساء الناجحات كي يشعرن بالرضا عن أنفسهن».

كذلك توافق المُعيدة السابقة في قسم دراسات اللغات السامية، والناشطة في قضايا النساء والفتيات “لارا المحمد”، على صحة العبارة بقولها: «قد تكون المرأة إلى حد كبير عدوة نفسها، والسبب تماهي بعض النساء مع القواعد الذكورية المفروضة عليهن بحكم العادات والتقاليد المجتمعية، كالتربية التمييزية التي تمارسها الأم اتجاه ابنتها دون إدراك واع منها، وذلك بسبب خشيتها من كسر القواعد الجندرية التي تستدعي عقاب ولوم المحيط».

وتضيف “المحمد” لـ (الحل نت): «أحياناً قد تكون المرأة عدوة نفسها عندما ترضى عن حالة الحرمان من الموارد وعن العنف الذي تتعرض له، لقناعتها أنها لا تريد عصيان أسرتها ومخالفة ما تعتقده أوامر مقدسة، وربما في مكان آخر هي عدوة امرأة أخرى، ويتجلى ذلك أحياناً في مواقف إقصائية كثيرة تمارسها بعض النساء اتجاه النساء المطلقات أو الأرامل أو العازبات لسن متأخرة».

لماذا نقول المرأة عدوة المرأة ولا نقول الرجل عدو الرجل؟

تُرجع الباحثة في المجال السياسي “ديما دهني”، في قولها لـ (الحل نت): «المرأة عدوة المرأة وعدوة نفسها، نتيجة التربية الذكورية التي تشربتها النساء وصارت جزءاً من تركيبتهن الذهنية اللا واعية»، ولكنها في ذات الوقت تشير إلى “الفروق الفردية” وهو جانب بحسب ما تراه دهني «لايمكن إسقاطه»، وترى الباحثة في المجال السياسي أن «طبيعة بعض الرجال والنساء تميل إلى الأذية والتشهير والتنمر والتلاعب، أو يمكن القول أنها تميل إلى إسقاط عقدها ومشاكلها النفسية على الآخر، وهذا أمر قد يمارسه الرجال والنساء».

وتضيف “دهني” متسائلةً: «لماذا عندما  تتعرض امرأة للأذية بسبب امرأة أخرى نتذكر هذه الجملة، في حين أن معظم حالات الأذية التي يتعرض لها الرجال تكون على يد رجال آخرين، ولا أحد يقول (عدو الرجل هو الرجل، أو الرجل عدو نفسه)؟!».

وتطرح الناشطة النسوية “إلهام” نفس التساؤل، مشيرةً إلى أنه وفق هذا المنظور، فإن «الرجل هو عدو الرجل أيضاً»، موضحةً أن «تسليط الضوء على القضايا النسوية دفع البعض إلى استخدام مثل هذه المقولات، لأن التنافس موجود بين الرجال والنساء، بل وحتى بين الأطفال، إلّا أنَّ دخول المرأة العربية بشكل كبير إلى سوق العمل في السنوات الأخيرة فتح المجال للعلاقات التنافسية بين النساء، والأمر ذاته كان موجود سابقاً بين الرجال».

 


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.