بعد تعرّض قضاء #سنجار في محافظة #نينوى العراقية لدمار كبير، بفعل معارك تحريره من تنظيم #داعش، أعلنت #الحكومة_العراقية، في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، التوصل إلى اتفاق شامل مع حكومة #إقليم_كردستان، لإعادة الاستقرار وتطبيع الأوضاع في القضاء.
وتضمّن الاتفاق نقاطاً إدارية وأمنية وخدمية عديدة، على أن يتم الجانب الإداري بـ«التنسيق بين حكومة إقليم كردستان ومحافظة نينوى، وأخذ مطالب أهالي القضاء بعين الاعتبار».
ونصّ على أن «الجوانب الأمنية تدخل ضمن نطاق وصلاحيات الحكومة الاتحادية العراقية، بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان، أما الجانب الخدمي فسيكون من مسؤولية لجنة مشتركة، بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم ومحافظة نينوى».
بداية لمعالجة الخلافات العالقة
الاتفاق لاقى ترحيباً دولياً كبيراً، خاصة من #الأمم_المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا، كما أنه حظي بأصداء محلية إيجابية، كان أولها ترحيب “نيجيرفان بارزاني”، رئيس إقليم كردستان، الذي اعتبر الاتفاق «خطوةً وطنية صحيحة، لإعادة بناء الثقة، وتعزيزها بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، ما سيكون بدايةً لمعالجة الخلافات العالقة».
“سعد سلوم”، خبير التنوع في العراق، قال في تغريدة له على موقع “تويتر”: «منح سنجار وضعا إدارياً مستقلاً، أو تحويلها إلى محافظة، يجب أن ينظر إليه، من الحكومة العراقية والمجتمع الدولي، بوصفه شكلاً من أشكال التعويض عن الإبادة التي تعرض لها الإيزيديون. ويدخل في هذا السياق تكريم الضحايا، وتعويض الإيزيديين بمنحهم استقلالاً إدارياً، يحررهم من الصراع السياسي على أراضيهم وهويتهم، ونعتقد بأن هذه خطوة مهمة في إعادة بناء ارتباط الإيزيديين بهويتهم الوطنية الأوسع».
من جهته يقول المحلل السياسي “أمير ابراهيم” إن «هذه الاتفاقية مهمة جداً لتخفيف معاناة أهالي قضاء سنجار، كما أنها ستكون بداية لعودة النازحين إلى ديارهم».
ويضيف “ابراهيم”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «هذه المبادرة خطوة مبشّرة لحل المشكلات في المناطق المتنازع عليها في عموم العراق».
رفض شيعي
إلا أن اتفاق سنجار شهد رفضاً من الكتل السياسية الشيعية، فيما شككت به كتل سياسية أخرى، واعتبرته «ضبابياً وغير واضح».
“قيس الخزعلي”، الأمين العام لمليشيا “عصائب أهل الحق”، رأى أن «الاتفاق بشأن قضاء سنجار، وإخراج قوات #الحشد_الشعبي منه، ما هو إلا مُجاملة سياسية، ومُكافئة انتخابية على حساب الإيزيديين».
وأضاف “الخزعلي” في بيان رسمي: «هذا الاتفاق سيزيد ويفاقم من معاناة الإيزيديين، لذلك يجب على القوى الوطنية إبداء رأيها في هذا الموضوع، واتخاذ موقف يتناسب مع أهمية وخطورة الاتفاق».
إلى ذلك اتهم “قصي عباس”، النائب عن “تحالف الفتح”، اتفاق سنجار بـ«إغفال دور المكون العربي في المنطقة»، مبيناً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «البرلمان العراقي لا يعلم التفاصيل الدقيقة لآلية تنفيذ البنود الإدارية والأمنية للاتفاق».
وأردف “عباس” أنه «على الرغم من كون القرار ضبابياً، إلا أنه يعتبر بادرة خير من الناحية الإنسانية، لأنه سيساهم في عودة النازحين الإيزيديين، وإنهاء معاناتهم».
انقسام إيزيدي حول الاتفاق
ولم يقتصر الانقسام في المواقف والآراء على الطبقة السياسية فقط، بل وصل إلى المستوى الأهلي في قضاء سنجار، فقد أصدر عدد من سكان القضاء بياناً يرفضون فيه الاتفاق.
وقال الأهالي في بيانهم إنهم «يؤيدون القرارات الخاصة بعودة النازحين وإعمار المدينة وحل المشاكل الإدارية، ولكنهم ضد اتخاذ قرارات مصيرية بشأن المستقبل الإداري للمدينة، إن لم تكن بعلم وإشراك أهاليها، وذوي الضحايا والمخطوفين والشهداء ومن دافع عن المدينة، فضلاً عن ضرورة تشكيل لجنة للتباحث والتشاور في كل ما يتعلق بالقضاء، وبمشاركة فعّالة من أهل المدينة».
بالمقابل يرى “ميرزا دنايي”، الناشط المدني الإيزيدي، أن «اتفاقية سنجار خطوة مهمة وحيوية لعودة الحياة بعد الإبادة الإيزيدية»، مؤكداً أن «العبرة بالتطبيق».
ويتابع “دنايي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الحكومة العراقية مطالبة بتبني آليات واضحة للعدالة الانتقالية، ومنها تحويل سنجار إلى محافظة، ضماناً لبناء السلام والخروج من الصراعات؛ وضرورة إشراك المجتمع الدولي في عملية إعادة الإعمار».
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.