بعد ارتفاع الإنتاج في آخر موسمين، تضررت حقول #الزيتون في أرياف مدينة #الرقة هذا الموسم، وشهد الإنتاج تراجعاً ملموساً، وذلك لقلة #الموارد المائية عقب انخفاض منسوب المياه في نهر #الفرات، نتيجة تخفيض السلطات #التركية، كمية المياه المتدفقة إلى #سوريا، إضافة لارتفاع أسعار البذور والأدوية الزراعية.

كما زاد الأمر سوءاً بسبب #الأمراض والآفات الزراعية، وأبرزها آفة “حفار الزيتون”، التي انتشرت في هذا الوقت من الموسم بكثافة في حقول المزارعين، مستغلةً قلة المياه فيها، وصعوبة مكافحتها نظراً لتأثيرها صحياً، وسط تخوف الأهالي من تواصل انتشار #الآفة، وإخراج حقولهم عن الخدمة.

آفة “حشرة الساق”.. أضرارها وأسباب الانتشار

“أبو حسين” 55 عاماً مزارع من قرية الكرامة، قال لموقع (الحل نت) إن «حفار الساق، هي حشرة بيضاء مع نقاط سوداء على أجنحتها، لم يكن انتشارها واسعاً بسبب حملات رش المبيدات الدورية، التي كانت تنفذها وزارة الزراعة السورية مسبقاً».

“انتشرت بكثافة هذا العام، نتيجة لقلة المياه في الحقول عقب جفاف أغلب قنوات الري التي توصل المياه لحقولنا، بسبب انخفاض منسوب النهر، إذ أصابت من 3 إلى 10  أشجار زيتون في حقلي، والحقول المجاورة، مسببةً أضراراً كبيرة في المحاصيل»، بحسب “أبو حسين”.

وعن الضرر التي تسببه الآفة، أوضح “أبو حسين” أن «الحشرة تخترق اللحاء ثم الخشب، وتحفر أنفاق داخل ساق الغصن لتتغذى على الخشب الداخلي، ما يؤدي إلى إضعاف الساق، وجعله أكثر عرضة للإصابة بآفات أُخرى، كـ “نيرون الزيتون”، وبالتالي موت الشجرة بالكامل لتنتقل إلى شجرة أخرى في الحقل».

طرق مكافحة “حفار الساق” والوقاية منها

أشار “محسون العلي”، مهندس زراعي من مدينة الرقة لموقع (الحل نت) إلى أن «حفار الساق تعتبر من أخطر الآفات الزراعية، نظراً لصعوبة مكافحتها كيميائياً بسبب تأثيرها الصحي على المحصول، لا سيما الزيتون».

ويُنصح بتقوية الأشجار، ومتابعتها يومياً، واستعمال مصائد لمراقبة أول ظهور للعثة، وفي حال انتشار الحشرة بداخل الأفرع، على المزارع تقليمها، وحرقها لمنع الحشرة من الإنتقال للأفرع الأخرى، إضافة لضرورة قتل اليرقات داخل الأنفاق باستخدام سلك معدني.

وللوقاية من الإصابة بالآفة لفت “العلي” إلى أن «من الضروري رش الأشجار بمبيدات تعمل ضد الحشرة الكاملة للوقاية من الإصابة بها، مرة واحدة كل 3 أسابيع ابتداءً من تموز، ويتوقف الرش قبل جمع الثمار بشهر أو إثنين للحفاظ على المحصول».

انخفاض منسوب الفرات عامل رئيس في تراجع موسم الزيتون

تراجع إنتاج موسم الزيتون للنصف تقريباً في هذا الموسم، مقارنة بالموسمين الماضيين، وأبرز الأسباب انخفاض منسوب مياه نهر الفرات، بحسب “يحيى المصعراني” مزارع من أهالي #عين_عيسى.

وأضاف لموقع (الحل نت)، أن «جميع الحقول الزراعية في الرقة تعتمد في الري بالدرجة الأولى على نهر #الفرات، وأغلب قنوات الري التي توصل المياه إلى أراضي الفلاحين في المناطق البعيدة عن مجرى النهر توقفت لانخفاض منسوب المياه في النهر».

«وخسر بعض المزارعين كامل الموسم لعدم قدرته على تأمين المياه، أما البعض منهم فاضطروا إلى شراء مضخات سحب تعمل على #المازوت لإيصال المياه إلى أشجارهم مما أدى لزيادة تكاليف الإنتاج للضعف تقريباً» بحسب “يحيى المعصراني”.

ولفت إلى أن «ارتفاع أسعار البذور والأسمدة والمبيدات الحشرية، كان له دور في إفشال موسم الزيتون بالنسبة لبعض المزارعين، إذ أدى ارتفاع الأسعار إلى زيادة التكلفة الإنتاجية بشكل لا يتناسب مع سعر البيع، وسبب ذلك خسائراً، وتراكم ديون على أغلب المزارعين».

عضو في مكتب الري في مجلس الرقة المدني، “معتز الحريري”، قال في حديث سابق لموقع (الحل نت) إن «ضخ المياه إلى الأراضي الزراعية في ريفي الرقة الغربي والشرقي، يتم عبر قنوات الري بكميات قليلة جداً، ومن المخزون الرئيسي لبحيرة السد، التي تشهد تراجعاً ملحوظاً في نسبتها لم تشهده من قبل» وفق قوله.

وتنتشر أشجار الزيتون بشكل كثيف على ضفاف #بحيرة_الأسد، ويعد الصنف الصوراني، من أهم الأصناف المنتشرة في المنطقة، إذ يتميز بقدرة إنتاجية عالية وتبلغ نسبة الزيت في ثماره من 22 إلى 30%، كما يتأقلم مع العوامل المناخية.

وبلغ عدد أشجار الزيتون، في الرقة عام 2011، نحو 4104652 شجرة، منها 1078389 مثمرة، تقلصت بشكل كبير بسبب المعارك، والاحتطاب الجائر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.