تحذيرات من كارثة صحية: معسكرات الميلشيات الموالية للقوات النظامية بؤرة انتشار “كورونا” في الرقة

تحذيرات من كارثة صحية: معسكرات الميلشيات الموالية للقوات النظامية بؤرة انتشار “كورونا” في الرقة

يزدادُ الوضعُ الصحي سوءاً في القرى والبلدات الواقعة على أطراف ناحية #معدان بريف #الرقة الشرقي، الخاضعة لسيطرة #القوات_النظامية والميلشيات التابعة لها، جراء انتشارٍ ملحوظ لفيروس #كورونا، بالتزامن مع ازدياد حالات الإصابة بين عناصر الميلشيات في المعسكرات، وتكتّم الجهات الحكومية عن الأعداد الحقيقية للمصابين، وغياب التدابير الوقائية اللازمة، وضعف الإمكانيات الطبية، ما يُنذر بكارثةٍ صحية في المنطقة.

 

أسباب التفشي

(أ.د)، طبيب من ناحية “معدان” رفض الكشف عن اسمه الصريح، أكد لموقع «الحل نت» أن «الوضع الطبي في الناحية سيءٌ جداً، في ظل غياب الإجراءات الوقائية وحملات التعقيم والتوعية حول الفيروس ومخاطر الإصابة به. وينتشر وباء “كورونا” بين عناصر القوات النظامية، نتيجة اختلاطهم بمقاتلي الميلشيات الإيرانية، الذين يتنقلون بين المزارات الدينية في #إيران والعراق وسوريا، دون إجراء فحوص طبية، إضافة لعدم عزل المُصابين في جناح طبي مجهّز بمعدات طبية مناسبة»، وفق قوله.

مضيفاً أن «عدم تقيّد الأهالي بإجراءات الوقاية اللازمة، مثل ارتداء الكمامة والقفازات واستخدام المعقمات، وقيامهم بالتجمع في الأسواق والأماكن العامة بالمئات، دون الالتزام بالتباعد الاجتماعي، يُعدّ أيضاً من أهم أسباب تفشي الفيروس في الناحية».

من جهته عبّر “عمار الطيار”، من سكان بلدة “السبخة”، لموقع «الحل نت»، عن «استياء الأهالي من ارتفاع أسعار الكمامات الطبية والقفازات ومواد التعقيم، وتحكّم الصيادلة والتُجّار بأسعارها، إذ بلغ سعر الكمامة في البلدة ألفاً وسبعمئة ليرة سورية، وتبيعها بعض الصيدليات بألفين وخمسمئة ليرة، كما بلغ سعر لتر المعقم اليدوي والمنزلي سبعة آلاف، في ظل ازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا في المنطقة، وانعدام فرص العمل».

 

أكثر من خمسين إصابة جديدة في معسكر للقوات النظامية

“أسامة”، عنصر في القوات النظامية بناحية “معدان”، اكتفى بذكر اسمه الأول فقط، أكد لـ«الحل نت»، إصابة «ثلاثين عنصراً من #الدفاع_الوطني ومليشيا #جيش_العشائر بفيروس كورونا، خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أثناء تأديتهم لمهمة في مدينة #دير_الزور، نتيجة لاختلاطهم بعناصر من #الحرس_الثوري الإيراني، وتم حجرهم جميعاً في جناح واحد، بمعسكر “البعث” الواقع على أطراف الناحية. وازدادت أعداد الحالات مؤخراً، نتيجة لإنعدام الرعاية الطبية في المعسكر، فتضاعف العدد ليتجاوز خمسين مصاباً خلال الشهر الجاري، توفي منهم خمسة، والبقية لا يزالوان محتجزين في المعسكر»، على حد قوله.

وأضاف “أسامة” أن «الجهات المختصة قامت بتطبيق حجر صحي على جميع العناصر المُصابين والسليمين في المعسكر، الذي يفتقر للنظافة والتعقيم، وتغيب عنه الإجراءات الوقائية. وقد انضم إلى المعسكر، قبل عدة أشهر، أكثر من ثمانين شاباً من قرى وبلدات ريف الرقة، تم سوقهم إلى الخدمة الإلزامية، ولم يُفحصوا إلى الآن، نتيجة لعدم توفر كميات كافية من فحوصات “PCR”. وكل هذا يحدث في ظل النقص الهائل بأعداد اسطوانات الأوكسجين، ماينذر بكارثة قد تؤدي إلى تفشي الفيروس بجميع أنحاء المعسكر، ومن ثم إلى القرى القريبة منه».

مشيراً إلى أن «عناصر من مليشيا الحرس الثوري كانوا يتمركزون في المعسكر، وتم تسجيل عدة حالات إصابة بالفيروس ضمن صفوفهم، ولكن الجهات المعنية لم تقم بنقل المصابين إلى مراكز حجر مخصصة، ولم تهتم بتعقيم المعسكر أيضاً. وعقب إنسحاب المليشيا من المعسكر قامت بترك المصابين السوريين فيه، ونقلت المصابين الإيرانيين إلى مشفى “القدس” بمدينة #البوكمال، تاركة  خلفها وباءً أودى بحياة عدة عناصر من القوات النظامية، عُرف من بينهم “نوري الحسن” من مدينة #حمص، و”علاء خضور” من مدينة  #اللاذقية».

 

انشقاقات خوفاً من الوباء

يقول الحاج “زياد”، من وجهاء ناحية معدان، لـ«الحل نت»، إن «عدداً كبيراً من شبان الناحية، المتطوعين في صفوف ميلشيا جيش العشائر، انشقوا خلال الشهر الجاري، وفرّوا إلى مناطق سيطرة #قوات_سوريا_الديمقراطية “قسد”، خوفاً من إصابتهم بالوباء، الذي ينقله العناصر الإيرانيون إلى المنطقة. إذ تفشى الفيروس في معسكرات الميلشيا في الناحية، ولا يُعالج العنصر المصاب، وتقتصر الإجراءات على حجره في مكان منعزل لمواجهة مصيره»، حسب تعبيره.

وكانت آخر عملية انشقاق حدثت أوائل شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاي، إذ قام خمسة عشر عنصراً، من صفوف جيش العشائر، برمي أسلحتهم وزيهم العسكري على ضفاف نهر #الفرات، بالقرب من قرية “الشريدة”، وسلموا أنفسهم لعناصر “قسد”، على الضفة الأخرى من النهر.

وتفتقر القرى الواقعة تحت سيطرة القوات النظامية شرقي الرقة لأيّة إجراءات وقائية لمجابهة الفيروس، إضافة إلى قيام #الحكومة_السورية بفتح المعابر الحدودية أمام الوافدين، دون أية فحوصات طبية، ولا سيما معبر #القائم الحدودي مع العراق، الذي يُعتبر منفذ المليشيات العراقية والإيرانية إلى سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة