«بلا مُخيّمات وأمام الخضراء»: تظاهراتٌ مرتقبة في العراق لإحياء “انتفاضة تشرين”.. فهل تنجح؟

«بلا مُخيّمات وأمام الخضراء»: تظاهراتٌ مرتقبة في العراق لإحياء “انتفاضة تشرين”.. فهل تنجح؟

تستعد تنسيقيات التظاهرات في #العراق لتجديد الحركة الاحتجاجية اليوم الأحد (25 أكتوبر) إذ يصادف الذكرى السنوية الأولى للدفعة الثانية من “انتفاضة تشرين” التي خرجت ضد الفساد السياسي والبطالة ونقص الخدمات والتغلغل الإيراني في الداخل العراقي.

أولى الخطوات نحو تجديد الحراك، بدأت من عوائل ضحايا الانتفاضة العراقية الذين أذاعوا ليل الثلاثاء المنصرم بياناً من #ساحة_التحرير نحو تجديد الحراك مع التأكيد على السلمية، وحَمَلَ البيان العديد من الرسائل منها: «إصدار مذكرة قبض بحق رئيس الحكومة السابقة #عادل_عبد_المهدي وأعضاء حكومته».

كذلك: «رفع كافة الضمانات الممنوحة للحكومة السابقة التي وضعتها الأحزاب، لكي لا تتم محاسبة تلك الحكومة التي أوغلت بالدماء، وتفعيل دور القضاء وابتعاده عن التأثير السياسي ومنحه الاستقلالية والحماية، فضلاً عن تحديد الجهة  التي قتلت وأعاقت آلاف المتظاهرين ورفع الخطوط الحمر عن  تجريمها أملاً بتحقيق العدالة»، وفق البيان.

من “التحرير” إلى “الخضراء”

في السياق يقول “سجاد سلام” (اسم مستعار) لأحد أعضاء تنسيقيات التظاهر في #بغداد إن: «التنسيقيات اتفقت على تجديد الانتفاضة بشكل تنظيمي لا عفوي كما العام المنصرم، على أن تكون هذه المرة قبالة #المنطقة_الخضراء مقر الحكومة والبرلمان، لا من “التحرير”، وذلك للضغط عليهما نحو الإسراع في كشف قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم وتمرير قانون الانتخابات دون أيّ مماطلة أو تسويف».

“سلام” يُضيف في حديثه لـ (الحل نت) أن: «البداية ستكون بوقفة استذكارية لإحياء ذكرى (25 تشرين الأول/ أكتوبر 2019) وإيقاد الشموع لأرواح ضحايا التظاهرات، وبعدها الدعوة لإخلاء ساحة التحرير من المخيّمات لتفويت الفرصة على الأحزاب والميليشيات التي استغلت هذا الموضوع ونصبت العديد من الخيم في الساحة، ليكون التظاهر عند “الخضراء” وبلا أي مخيّمات».

ضغطٌ من نوعٍ آخر

في بقية محافظات الجنوب العراقي التي انطلقت فيها الانتفاضة العام الماضي بالإضافة لبغداد، هناك توجّه لتصعيد سلمي، ففي #البصرة أقصى الجنوب تقول (نور الأحمد) اسمٌ مستعار لناشطة بصرية في حديث لـ (الحل نت) إن: «شباب وشابات المحافظة من المتظاهرين يُحشّدون للتظاهر عند المناطق الاقتصادية بخاصة عند الشركات النفطية والموانئ».

السبب في الانتقال من التظاهر بمركز البصرة نحو المناطق الاقتصادية، هو «لأجل شل وتعطيل الاقتصاد الذي تعتمد عليه الأحزاب من النفط والموانئ، وهذا سيضر بها، وذلك من شأنه الضغط عليها لتنفيذ مطالبنا عند البرلمان في تشريع القانون الانتخابي بشكل عادل، كما سيضغط على الحكومة التي تعاني أصلاً من أزمة اقتصادية، وبذلك من شأن هذه الورقة حصر الحكومة والتضييق عليها في الإسراع بكشف قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم»، تبيّن “الأحمد”.

قيادة مُنظّمَة

في #النجف لا يختلف الأمر عن بقية المحافظات، هناك تحشيد لتظاهرة اليوم، وحسب موقع (المجلس الأطلسي) الإلكتروني، فإنه: «ثمّة إدراك بضرورة وجود قيادة للاحتجاجات وتنظيمها هذه المرّة لمنع الميليشيات والقوى السياسية من التغلغل بعمق التظاهرات المرتقبة، والنجف كانت سبّاقة في توحيد الصفوف».

لذلك «استطاعت النجف بوساطة مجموعتها المؤثرة من المجتمع المدني والنخب الدينية وضع خارطة طريق للمظاهرات عبر تنظيم التجمعات وتقديم مجموعة من المطالب، وسمحت خارطة الطريق التي قامت بمشاركتها النجف مع المحافظات الأخرى بتطوير هوية أكثر انسجاماً تتماشى مع الواقع السياسي العراقي، يُنتظر منها أن تتبلور في الاحتجاجات المقبلة»، وفق تقرير (المجلس الأطلسي).

الخشية واليأس

بالمُقابل هُناك خشية من مشاركة ضئيلة في التظاهرات التي يتم التحشيد لها مقارنةً بتظاهرات 2019، وهذا ما يتفق معه الباحث السياسي “علاء العَوّادي” الذي يقول لـ (الحل نت) إن: «التظاهرات لا شك بعودتها، لكنّها لن تكون بقوة التي سبقتها، لأن التي سبقتها كانت فورة عاطفية، أمّا الآن فاليأس هو الذي يُغذّي الشارع العراقي».

لكن “العوادي” يرجع ويستدرك بالقول: «مع ذلك، هذه الاحتجاجات المرتقبة من الممكن أن تصير بشكل جيّد ومحترم وبشكل منظّم، قد يتمخض عنها خروج قيادات للحركة الاحتجاجية وهو ما لم يُصار في الحراك السابق، لكن كل هذا سيستمر لفترة محدودة، وسرعان ما تنتهي الاحتجاجات، لأن اليأس هو الغالب»، على حد تعبيره.

تشتيت التظاهرات

تزامُناً مع كل ذلك، يبيّن مصدر خاص في حديث لـ (الحل نت) أن: «الحكومة تسعى لتشتيت التظاهرات المرتقبة عبر  فتح عدة ساحات للاحتجاجات ببغداد، لا ساحة مركزية واحدة، منها ساحة في جانب #الكرخ بالعاصمة، وأخرى تبقى في التحرير، بالإضافة إلى ساحة للاعتصام أمام مبنى #البرلمان_العراقي، مما سيضمن لها ضعف التظاهرات ويقلّل من ضغط المتظاهرين عليها».

لا تراجُع

أمام تلك التحرّكات، يؤكّد ثلاثة من أعضاء خيمة “إعلاميو تشرين” التي انبثقت في انتفاضة العام المنصرم بساحة التحرير لـ (الحل نت) أن: «كل المساعي لإنهاء واستغلال “تشرين” لن تنفع».

قائلين: «نعلم أن هناك العديد من الأحزاب السياسية، خصوصاً التي تملك فصائل مسلّحة تحشّد أنصارها لتظاهرات الأحد والمشاركة بها لاستغلال حراك “تشرين” الجديد ضد شخص رئيس الحكومة #مصطفى_الكاظمي، لكن أسلوبهم بات مكشوفاً ولن ينطلي علينا».

كما أضافوا بتأكيدهم أن «التنسيقيات اتفقت جميعها على التظاهر في بغداد عند “المنطقة الخضراء” وفي مكان واحد في منطقة #العلاوي فقط، وبلا مخيّمات، على أن تتظاهر المحافظات المتبقية في نفس الساحات السابقة مع إخلاء المخيّمات بالكامل، وهذا ما سيقضي على كل الجهات التي تنتظر الفرص من هنا وهناك لاستغلال التظاهرات، ولا تراجع هذه المرة قبل تمرير القانون الانتخابي وكشف قتلة المتظاهرين».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.