تهديدات تركية وتطمينات أميركية: ما موقف القوى الكردية من اجتياج تركي محتمل لشمال وشرق سوريا؟

تهديدات تركية وتطمينات أميركية: ما موقف القوى الكردية من اجتياج تركي محتمل لشمال وشرق سوريا؟

هددت #تركيا، في الأسابيع القليلة الماضية، بشن عملية عسكرية جديدة في سوريا ضد #قوات_سوريا_الديمقراطية، لـ«تحقيق الأمن والاستقرار على حدودها»، على حد وصف المسؤولين الأتراك، في الوقت الذي أكد فيه “جيمس جيفري”، المبعوث الأميركي الخاص لسوريا، للقوى السياسية الكردية السورية، أن «تركيا لن تطلق عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا»، خلال تواجده، في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، في إحدى الاجتماعات التي تجري بين القوى الكردية، لتأسيس مرجعية كردية موحّدة في سوريا.

وأثار التهديد التركي جدلاً في مناطق شمال وشرق سوريا، نتيجة تزامنه مع الحوار الكردي الجاري بين “أحزاب الوحدة الوطنية” و”المجلس الوطني الكردي”، وخاصة بعد نجاح المرحلتين الأولى والثانية من الحوار.

حسابات انتخابية أميركية

وفي هذا الصدد تقول “نارين متيني”، رئيسة “تيار المستقبل الكردستاني”: «”جيفري” أعطى تطمينات للأحزاب الكردية خلال حضوره الحوار، ولكنّ هذه تطمينات نتيجة قرار الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” بتمديد حالة الطوارئ في سوريا، وليست من أجل إنجاح الحوار الكردي-الكردي».

تأكيد “جيمس جيفري” بأن تركيا لن تهاجم المنطقة، يعود، بحسب “متيني”، في تصريحاتها لموقع «الحل نت»، إلى «ضرورة بقاء القوات الأميركية في سوريا، بموجب قرار تمديد حالة الطوارئ، الذي أصدره “دونالد ترامب” مؤخراً، ولا علاقة له بالحوارات الجارية بين الأحزاب الكردية».

من جهته أكد المحلل السياسي “وليد جولي” أن «التهديدات التركية الأخيرة ماهي إلا محاولة لاستغلال الانتخابات الأميركية، لفرض الأمر الواقع، عن طريف احتلال مناطق جديدة في سوريا».

ويعتبر “جولي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «التصعيد التركي الأخير حيال المنطقة يتزامن مع فترة الانتخابات الأميركية. وتحاول كلٌ من #روسيا وتركيا، وفي ظل انشغال دائرة القرار السياسي في أميركا بالانتخابات الرئاسية، فرض واقع سياسي جديد على شمال سوريا».

تقدم الحوار الكردي-الكردي

تزامنت التهديدات الأخيرة مع نجاح الجولة الثانية من المفاوضات بين الأطراف الكردية، بالاستناد على بنود اتفاقية #دهوك، في تشرين الأول/أكتوبر 2014، بين #المجلس_الوطني_الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي.

واتفق المتحاورون على أن يكون عدد أعضاء المرجعية الكردية ثلاثين ممثلاً: اثني عشر ممثلاً من #حزب_الاتحاد_الديمقراطي، ومثلهم من المجلس الوطني الكردي، وستة من القوى السياسية الأخرى، في حين بقيت الملفات الخلافية الأخرى قيد النقاش، ومنها مسائل التعليم، التجنيد الإجباري، الارتباط بين الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني، ومسألة تواجد المجلس الوطني الكردي ضمن #الائتلاف_السوري_المعارض.

“بدران جيا كرد”، نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية، أكد أنه «لا بد من وجود موقف ورؤية سياسية موحّدة للكُرد في سوريا، أمام التطورات والتغيُرات التي تمرّ بها المنطقة، وأهمها التهديدات التي تشكّلها القوى الإقليمية على شمال وشرق سوريا، لذلك تتركز الجهود على هذا الحوار، لما له من أهمية كبيرة، وتظهر نتائج إيجابية حول قضايا مثل حقوق الكُرد، المناطق المحتلة من قبل تركيا، ومستقبل شمال وشرق سوريا».

وأكد “جيا كرد”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنه «تم التوصل إلى رؤية موحدة مع المجلس الوطني الكردي حول المناطق التي تسيطر عليها تركيا، وهي #عفرين وتل أبيض ورأس العين، واعتبارها مناطق محتلة».

وبخصوص النقاط الخلافية العالقة بين الطرفين أكد “جيا كرد” أن «هناك نقاشات مستمرة حول ملف المعتقلين والدفاع الذاتي والمناهج التعليمية، ولكن هناك اتفاقاً بهذا الخصوص، ألا وهو تشكيل لجنة مشتركة من أعضاء المرجعية المعلن عنها، ستتفق مع #الإدارة_الذاتية حول صيغة معينة لحلحلة هذه الملفات الخلافية».

أما بالنسبة لمصير قوات “بيشمركة روج آفا”، التي يطالب المجلس الوطني الكردي بدخولها إلى مناطق الإدارة الذاتية، فـ«الأمر يتوقف على إمكانيات المجلس الوطني في الاشتراك بحماية المنطقة، وعليه مناقشة هذا الملف مع قوات سوريا الديمقراطية»، حسب قول “جيا كرد”.

ويبدو أن هناك تفاهماً حول هذا الموضوع، وفقاً لما أكده “محمد اسماعيل”، القيادي في المجلس الوطني الكردي، لموقع «الحل نت»: «سنعمل على إعادة بيشمركة روج آفا إلى المنطقة، وانضمامهم إلى قوات سوريا الديمقراطية، في الفترة المقبلة»، حسب قوله.

لماذا تهدد تركيا في هذا التوقيت؟

وأمام هذه التطورات في الحوار الكردي- الكردي تتصاعد التساؤلات عن توقيت التهديدات التركية، وهل هي موجهة أساساً ضد الحوار أو لتعديل مساره؟

“آلدار خليل”، عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، يرى أن «المجلس الوطني الكردي يعارض نظام التعليم ونظام الرئاسة المشتركة في مناطق الإدارة الذاتية، وهذا يعدّ تغييراً في وجهات نظر المجلس ومطالبه، بعد زيارة مسؤوليه الأخيرة إلى تركيا».

ويضيف “خليل” في حديثه لموقع «الحل نت»: «مطالبة المجلس الوطني الكردي بإلغاء نظام التعليم والرئاسة المشتركة يثبت أن مواقفه وقراراته جزءٌ من مخططات القوى المعادية للإدارة الذاتية»، حسب تعبيره.

فيما ترى “بريفان حسن”، عضو الهيئة الإدارية لحزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم الفرات، في حديثها لموقع «الحل نت»، أن «التهديدات نابعة من تخوّف تركيا من تحوّل الكُرد في الساحة السورية إلى قوة تهدد طموحاتها التوسعية، ولذلك ترفض الحوار الكردي- الكردي، وتحاول الضغط على الأحزاب الكردية، قبل الوصول إلى الصيغة النهائية لتحقيق الوحدة الكردية».

“نارين متيني”، من تيار “المستقبل الكردستاني”، تقول إن «هدف تركيا من وراء هذه التهديدات هو خلق ضغوطات على كافة الأطراف لإفشال الحوار، وإبعاد الأطراف الكردية عن بعضها، ومحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة». حسب تعبيرها.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.