“غزوة جديدة في العراق”: داعش يستهدف السُجونِ العراقية وتحذيرات من “عمليات كبرى” للتنظيم

“غزوة جديدة في العراق”: داعش يستهدف السُجونِ العراقية وتحذيرات من “عمليات كبرى” للتنظيم

شهدتْ الأيّامُ الماضية زيادةً في هجمات تنظيم #داعش، وتحرك عناصره بمناطق مختلفة من العراق، وسط قيام القوات الأمنية العراقية بعدة عمليات عسكرية لإيقاف تحرك التنظيم المتطرف.

ونقلتْ وسائل إعلام محلية عن مصدر استخباراتي «استعداد عناصر تنظيم داعش للقيام بغزوة كُبرى في عدة محافظات من العراق».

وفي السياق نفسه حذَّر مراقبون ومختصون في الشأن الأمني من «احتمالية قيام التنظيم المتشدد باستغلال الوضع السياسي في البلاد، وانشغال #الحكومة_العراقية بمعالجة أزماتها المختلفة، اقتصادياً وأمنياً وسياسياً، للقيام بعملية كبرى تهدف للسيطرة على عدة مناطق في محافظات #نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى».

وأطلقتْ القوّات الأمنية العراقية مؤخراً، بناءً على أمر مباشر من رئيس الحكومة العراقية مصطفى #الكاظمي، عملية عسكرية واسعة في منطقة جزيرة “كنعوص”، جنوبي مدينة #الموصل، مركز محافظة نينوى، فيما تستعد للقيام بعمليات أُخرى في #كركوك وديالى، ومناطق ممتدة بين #أربيل والموصل.

حربُ السُجون

يؤكد “هاوكار الجاف”، الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، أنَّ «تنظيم داعش استعاد ثقله وقوته، وهنالك ضعفٌ استخباري في كشف مخططات التنظيم المتشدد».

مبيناً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «الخطاب الأخير للمتحدث باسم التنظيم يؤكد نية داعش القيام بعمليات كُبرى في العراق وسوريا، ولكن التنظيم يحتاج للمزيد من العناصر البشرية، ليتمكن من تنفيذ غزواته».

وأضاف أنُّه «في عام 2013، وقُبيل الهجوم الكبير الذي شنَّهُ تنظيم داعش، وسيطر من خلاله على محافظات #الأنبار ونينوى وصلاح الدين، قام بعمليةٍ استباقيةٍ، وحرّر معتقليه من سجون “التاجي” و”أبو غريب”».

موضحاً أنّ «الغزوة المتوقعة لتنظيم داعش ستكون على عدة سجون، في محاولة لتهريب عناصر وقادة التنظيم، ولن تكون العملية صعبة عليه، في ظل ضعف الأجهزة الأمنية والاستخبارية، وانسحاب #التحالف_الدولي من محافظات مختلفة، بسبب قصف صواريخ الكاتيوشا، الذي تقوم به المليشيات الموالية لإيران».

وأشار إلى أنَّه «يجب الاستفادة من منظومة التحالف الدولي الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، وأجهزة المراقبة التي تمتلكها، وإلَّا فإنَّ البلد مقبلٌ على مرحلةٍ صعبةٍ جداً، سيقوم داعش باستغلالها أفضل استغلال، للانقضاض على محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك مجدداً»، حسب تعبيره.

فسادُ الأجهزة الأمنية

يرى “مزاحم الحويت”، المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، أنَّ «الأجهزة الأمنية، وخاصة تلك المكلفة بحماية السجون، تعاني من فساد كبير، وبإمكان تنظيم داعش بسهولة تهريب أي معتقل».

لافتاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، إلى أنَّ «الضباط والعناصر المكلفين بحماية السُجون، وحتى القضاة، يتقاضون رُشىً كبيرة، مقابل إطلاق سراح وتهريب عناصر داعش، والمرحلة المقبلة قد تشهد عملية كبرى، لتهريب المعتقلين من سجون محافظتي نينوى وكركوك».

وأشار إلى أنَّ «تنظيم داعش تمكّن خلال الفترة الماضية من استعادة قوته، ولم يَعُدْ يعاني من النقص العددي، كون كثير من أبناء المناطق المحررة، الذي عانوا من ظلم المليشيات المسلحة، القريبة من #إيران، انضموا للتنظيم، فضلاً عن تهريب عناصره من سوريا، ودخولهم الأراضي العراقية».

وأضاف: «نتوقع أن يكون الشهر المقبل حافلاً بالهجمات الكبيرة لتنظيم داعش، إذا لم تقم الحكومة العراقية بوضع خطة مناسبة، بالتعاون مع التحالف الدولي، وتنفيذ ضربات موجعة لمواقع التنظيم».

وبيَّن أنَّ «داعش يستغل سوء الأوضاع السياسية في البلد، وضعف الدولة العراقية بشكل عام، وكذلك تلويح الولايات المتحدة بسحب قواتها من العراق، فضلاً عن نفوذ المليشيات الموالية لإيران في مناطق الوسط والجنوب، والانتهاكات التي تقوم بها ضد المواطنين في المناطق المحررة، وجميعها عوامل تصبّ في صالح التنظيم المتشدد، وستساعده في تنفيذ مخططاته في الأشهر المقبلة».

خطوطُ التماسِ هي الخطرُ الأكبرُ

يقول “نوري حمه علي”، مسؤول محور #البيشمركه في كركوك، إنَّ «تنظيم داعش بات يستغل الفراغات الأمنية الموجودة في المناطق المتنازع عليها، نتيجة عدم التنسيق بين البيشمركه والقوات العراقية على إدارتها».

ويضيف، في تصريحاته لموقع «الحل نت»، أنَّ «الخطر الأكبر في كركوك هو تلك المناطق، لذلك طالبنا الحكومة العراقية بالإسراع بإنشاء غرف التنسيق المشتركة بين #الجيش_العراقي وقوات البيشمركه الكردية».

وختم حديثه بالقول: «قدَّمنا تقريراً مفصلاً عن تحركات تنظيم داعش في جنوب كركوك و”الحويجة” و”الدبس” و”الرشاد”، وأشرنا إلى أنَّ التنظيم المتشدد يستعيد قوته الضاربة، ويجب القيام بعمليات مشتركة بين #بغداد وأربيل، تفادياً لوقوع كارثة أمنية في الفترة المقبلة».

ضربةٌ موجعةٌ

اللواء “إسماعيل المحلاوي”، قائد عمليات نينوى، أشار إلى أنَّ «القوات الأمنية العراقية، بمختلف صنوفها، وبمساعدة التحالف الدولي، وجهت ضربة موجعة لعناصر تنظيم داعش، بعد تحريرهم لمنطقة جزيرة “كنعوص”  جنوبي الموصل».

موضحاً، في تصريحٍ خصّ به موقع «الحل نت»، أنَّ «جزيرة “كنعوص” كانت مقراً مهماً لعناصر تنظيم داعش، ومنه يتسللون بين المحافظات، وهي منطقةٌ معقدةٌ جغرافياً، ولكن بعد تحريرها، من قبل القوات الأمنية، فإنَّ شوكة التنظيم المتشدد قد تم كسرها في محافظة نينوى»، حسب تعبيره.

ولفت إلى أنَّ «عودة داعش لاحتلال مناطق ومدن كُبرى يُعد أمراً مستحيلاً، لأنَّ الأجهزة الأمنية والاستخبارية تراقب تحركاته، ولايستطيع التنقل بسهولة، بسبب شل حركته، وما يقوم به من هجمات هي محاولاتٌ لإثبات وجوده فقط».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.