عامٌ على وفاة “أيقونة تشرين”: “السرّاي” من الألف إلى الياء

عامٌ على وفاة “أيقونة تشرين”: “السرّاي” من الألف إلى الياء

كان من أوائل المشاركين في تظاهرات الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2019 التي عُرفَت فيما بعد بـ “انتفاضة تشرين”، #صفاء_السراي الناشط الذي قُتل في مثل هذا اليوم قبل عام أثناء مشاركته في تظاهرات #بغداد.

كذلك هو أول مُتظاهر صرّح للإعلام عن التظاهرات في يومها الأول، وعندما سأله موقع (الجزيرة نت) عن السبب الذي دفعه للتظاهر أجاب: «اللقمة بلا شرف سكّين في الحنجرة».

تحوّلت هذه الجملة إلى وسم/ هاشتاغ في منصّات #التواصل_الاجتماعي لتحفيز الجمهور على دعم التظاهرات كلَّما قلّ زخمها، كما طبعت بشكل يافطات ورفعت في ساحات الاحتجاج.

في بيتٍ بغدادي عَتيق بـ #حي_جميلة التجاري في بغداد، وُلدَ “السراي” في 28 يوليو/ تموز 1993، ثم انتقلت عائلته للسكن في #حي_الشعب شمالي العاصمة العراقية.

 سرق الموت والد السراي باكراً، ليترعرع دونه، ويعمَل “حَمّالاً” في #سوق_جميلة من أجل توفير المال الذي يُمَكّنه من إكمال دراسته.

أكمل “صفاء” دراسته رغم الصعوبات المادية، وتخرّج مُبرمجاً بعلوم الحاسبات من “الجامعة التكنولوجية” ببغداد، وقبل بحثه عن وظيفة من صلب تخصّصه، توفيّت أمّه في عام 2017.

شارك “صفاء” في كل تظاهرات بغداد التي بدأت في 2011 لأول مرة بعد سقوط نظام حزب البعث عام 2003، ولعب دوراً هاماً فيها، رغم محاولات منعه المتعدّدة واعتقالاته المتكرّرَة.

لم يجد التعيين/ الوظيفة بعد تخرّجه، الأمر الذي دفعه للعمل في كتابة العرائض أمام إحدى مباني مديريات المرور في بغداد، ليُعيل نفسه بمواجهة الحياة كما كان يذكر.

“صفاء” شاعرٌ شعبي، ورَسٖامٌ أيضاً، رسم العديد من الشخصيات الأدبية العراقية بدءاً من “محمد مهدي الجواهري”، وليس انتهاءً بـ “بدر شاكر السيّاب”.

عندما جاءت تظاهرات “تشرين” شارك بها، ولم يتركها رغم القمع بالرصاص الحي وبقنّاص الميليشيات، وفي مساء (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2019) أُصيب “السرّاي” بقنبلة دخانية.

نُقل “صفاء” للمستشفى وأزال الأطباء الشظية التي اخترقت رأسه من القنبلة التي أصابته عند #جسر_الجمهورية قرب #ساحة_التحرير، من قبل قوات #مكافحة_الشغب.

لم تنفع العملية التي أجريت لـ “السراي” في إزاحة الخطر عنه، إذ سُرعان ما توفّي بُعَيد ساعات من إصابته بنفس اليوم مُتأثّراً بجراحه، ليفارق الحياة عن عُمر /26/ سنة.

أُصيب “السراي” في يوم (26 أكتوبر 2019) بجرح خفيف في يده، بعدها أوصى بتشييع جثمانه من ساحة التحرير في حال موته أثناء التظاهرات، ليُصاب بعدها بيومين بالقنبلة التي أدت إلى مقتله.

نُفّذَت وصيّته، ووصل جثمان “السراي” إلى قلب “التحرير” في فجر (29 أكتوبر) وطاف بهِ أصدقاؤه مع المتظاهرين تحت #نصب_الحرية الذي يتوسط الساحة، وهم يهتفون باسمه.

حصل “صفاء” على وظيفة في اختصاصهِ قبل أسبوع من وفاته بجامعة أهلية في العاصمة بغداد بعد سنوات من بحثه عن التعيين، لكن الموت كان سريعاً في اختطافه.

لُقّب “السراي” بعد وفاته بـ “أيقونة تشرين”، ووصفته صحيفة (نيويورك تايمز) بـ: «جيفارا العراق»، ووضعَت “حمامَة السلام” على لحيته، بعد أيّام من رحيله.

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) تقريراً مصوراً عن “السراي” كما اعتبرته منذ /10/ أيّام بأنه: «من بين أهم /5/ وجوه للاحتجاج حول العالم».

يستذكر العراقيون اليوم عبر حساباتهم في منصات التواصل الاجتماعي ذكرى رحيل “السراي”، حتى أن منصّتي #تويتر و #فيسبوك اكتَظّتا بصوره في التظاهرات وبمقاطعه الفيديوية.

كذلك قرّر المتظاهرون الخروج في مسيرة ستنطلق عصر اليوم  في ساحة التحرير، مركز احتجاجات العاصمة بغداد، لإحياء ذكرى وفاة “صفاء السراي” وإيقاد الشموع، واستذكار مشاركته بالانتفاضة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.