أثارت أعمال العنف، التي مارستها جماعة ظهرت مؤخراً في العراق، تحمل اسم #ربع_الله، مخاوف كثير من المتتبعين للشأن السياسي والأمني بالبلاد، خصوصا بعد تهديدها كل من ينتقد #إيران، والمليشيات التي تعمل ضمن #الحشد_الشعبي.
لم يكن اسم هذه الجماعة معروفاً قبل حزيران/يونيو من العام الجاري، عندما اقتحم مسلحون تابعون لها مبنى قناة ”mbc عراق”، وقاموا بحرقه. لتتالى بعدها عملياتهم، ومنها إحراق مبنى قناة “دجلة” الفضائية، مطلع أيلول/سبتمبر من العام الجاري، بعدما كتبوا على جدرانها عبارة “ربع الله”. ومؤخراً قاموا بحرق مقر #الحزب_الديمقراطي_الكردستاني في #بغداد، ورفع علم الحشد الشعبي عليه، بعد تصريحات أطلقها “هوشيار زيباري”، القيادي في الحزب ووزير الخارجية العراقي الأسبق، ضد الحشد.
من هم “ربع الله”؟
أصدرت الحركة بياناً تعريفياً عن نفسها، تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، ومنصات مقرّبة لها. تؤكد فيه أنها «حركة شعبية ثورية كبيرة، تضم آلاف الثائرين، الذين لا يؤمنون بالديبلوماسية مع الأعداء، ويخالفون الساسة، ويتخذون قرارهم بشكل مستقل عن أي جهة رسمية».
ويضيف البيان أن الحركة «تأسست على يد شباب عراقي، نتيجة إساءة قناةmbc #السعودية لأحد الرموز الشيعية، ولم تحمل الجماعة آنذاك هذا الاسم، الذي ظهر بشكل عفوي، بعدما خطّ احد أنصارها، على جدران مقر قناة “دجلة”، عبارة “ربع الله”، بصورة عفوية».
ويتابع البيان أن هدف الحركة «الدفاع عن المستضعفين في العراق، والرموز الوطنية والدينية والعشائرية في وسط و جنوب البلاد ، والتصدي للمشاريع الإمبريالية الأمريكية في العراق وفضحها».
وتشير الحركة في بيانها إلى أن «المنصات الإعلامية المقرّبة منها هي “صابرين نيوز”، “ترى” ، ”فريق فاطميون” ، “المجاميع الخاصة”، “قدسنا”».
محاولة لتصحيح أخطاء السياسيين الشيعة
“أحمد عبد السادة”، الكاتب والإعلامي، يرى أن «حركة ربع الله جاءت لتصحيح أخطاء الأحزاب السياسية الشيعية، التي أدارت البلاد، وفشلت بالدفاع عن الحشد الشعبي، عندما احترقت مقراته خلال مظاهرات انتفاضة تشرين».
ويضيف “عبد السادة”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «هذا العام شهد اعتداءً غير مسبوق على قوات الحشد الشعبي، وحرق مقراته بشكل ظالم، وسحل قادة النصر في محافظة ميسان، ومنهم “وسام العليلاوي”، دون أن يكون هناك تحرك أمني من قبل الجهات المعنية لمحاسبة المعتدين»، حسب تعبيره.
ويكمل أن «الضعيف في البلاد يؤكل، ويسقط من حسابات الجميع. وعلى هذا الأساس انطلقت حركة ربع الله، لتدافع عن تضحيات الحشد الشعبي، خلال معاركه ضد تنظيم داعش».
تكرار لتجربة “الباسيج” الإيراني
“هيوا عثمان”، الباحث بالشأن السياسي، يشير إلى أن «ما يحدث في العراق استنساخٌ لتجربة #الحرس_الثوري الإيراني، الذي يسعى الحشد الشعبي للتمثل به، فيما تشبه الجماعات التي تناصر الحشد ميلشيا “الباسيج” الإيراني (قوات تعبئة الفقراء والمستضعفين)».
ويضيف “عثمان”، في حديثه لموقع “الحل نت”، إن «جماعة ربع الله، وغيرها من الميلشيات التي ظهرت مؤخراً، تمثل قوى اللادولة، التي تريد فرض سيطرتها على العراق، وتحاول عبر أفعالها، من حرق المقرات وحتى قصف السفارات، إظهار قوتها وقدرتها في مواجهة الدولة العراقية».
ويردف: «الحشد الشعبي مطالب بالتبرّؤ من هذه المجاميع، والعمل فعليا على محاسبتها وتقديمها للقانون، لينال عناصرها جزاءهم على الأعمال التخريبية التي قاموا بها».
مواقف رافضة
بعد حرق مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد، خرج “مقتدى الصدر”، زعيم #التيار_الصدري عن صمته، ووصف منفذي عملية الحرق بـ«الملوصين بالدنيا الدنية»، مؤكداً أن «هكذا افعال تهدد السلم الأهلي، ولا يُبنى من خلالها الوطن».
وذكر “الصدر”، في تغريدة له في موقع “تويتر”، أن «العراق أمانة يجب أن تحفظوها، لا أن تحرقوها. إلى متى يحكم العنف؟ ومتى يكون الحوار والسلم حاكماً؟».
“عدي الناصر”، الخبير الأمني في الجماعات المسلحة، يبدي تخوّفه من «عدم تحرّك #الحكومة_العراقية بشكل جدي تجاه المجاميع المتطرفة، التي تملك المال والسلاح، وتتصرف كما يحلو لها»، حسب تعبيره.
ويضيف “الناصر” في حديثه لموقع «الحل نت»: «لم يعد وجود هذه الجماعات من أجل تصفيات سياسية أو ما شابه ذلك، لأن خطرها اتسع، وصارت تنتشر بأسماء وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتهدد كل من يتحدث برأي مخالف لتوجهاتها، وعلى رأسها مناصرة إيران».
ويتابع أن «عجز الدولة العراقية، والسلطات الأمنية، عن محاسبة هذه الجماعات، بات امراً يثير مخاوف الجميع، لأنها تمارس إرهاباً فعلياً وحقيقياً ضد أغلب المخالفين لها».
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.