تراجع قدرة داعش على التجنيد في العراق: هل فقد التنظيم إمكانية استثمار “مظلمة أهل السنة”؟

تراجع قدرة داعش على التجنيد في العراق: هل فقد التنظيم إمكانية استثمار “مظلمة أهل السنة”؟

بعد أعوام من المعارك الشرسة، التي شنها #التحالف_الدولي وقوات الأمن العراقية ضد تنظيم #داعش في العراق، يعانى التنظيم من تراجع كبير في الدعم والتمويل والتجنيد، رغم استمراره بشن عمليات في عدة محافظات عراقية، وتزايد التحذيرات من عودته للسيطرة على مناطق متعددة في البلاد.

 

بوادر ضعف التنظيم

«يمكننا الجزم بعدم قدرة تنظيم داعش على تنفيذ هجمات بالفاعلية ذاتها، التي كان يتمتع بها سابقاً، فهو لم يعد قادراً على التواجد إلا من خلال ما يُعرف عسكرياً بحرب العصابات»، بحسب “سرمد البياتي”، الخبير في الشؤون الاستراتيجية، الذي يعتقد أن «عناصر التنظيم باتوا منهكين عسكرياً، بسبب سيطرة القوات العراقية على مساحات واسعة من خطوط إمدادهم، في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، واضمحلال مصادر التمويل والتجنيد الخارجية، ووقوع عديد من قياداته البارزين في قبضة القوات العراقية».

ويتابع “البياتي” في حديثه لموقع «الحل نت»: «ترسخ قناعة المحاور المتصارعة في العالم العربي وأوروبا، برفض التنظيم والتبرؤ من جرائمه، لعب دوراً في انهاكه وتدمير معنوياته وإمكانياته، وقطع دابر التعاطف معه ومساعدته عينياً ومالياً».

من جهته يقول “عزام الخير لله”، القيادي في “الحشد العشائري” بمحافظة صلاح الدين، إن «داعش يسعى إلى توظيف الصراع المذهبي، لمحاولة خلط الأوراق، واستمالة طرف مذهبي على حساب آخر»، مؤكداً أن «حكومة #الكاظمي ملزمة بقطع دابر مسببات ديمومة التنظيم الارهابي، عبر السيطرة على سلاح الميلشيات المنفلت، وإخراج العراق من سياسة المحاور، للخشية من توظيف هذه الملفات ضد هذا الطرف أو ذاك».

ويخلص “الخير لله”، في حديثه لموقع «الحل نت»، إلى التحذير من «انشغال قوات الأمن العراقية بملفي #كورونا والتظاهرات»، مبدياً قلقه من «محاولة داعش إعادة بناء نفسه، وتنفيذ بعض الهجمات ضد المدنيين».

وأقدم عناصر داعش، أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، على قتل “علي فضالة”،  شيخ قبيلة “بني كعب”، وابنه وثلاثة من أحفاده، في قضاء “المقدادية” بمحافظة #ديالى، ومن ثم قاموا بتفخيخ جثته.

 

قطع الامدادات بين المحافظات

«خسارة التنظيم الارهابي للمدن والطرق الحيوية، الرابطة بين المحافظات العراقية الغربية، التي سيطر عليها سابقاً، جعلته غير قادر على مواصلة العمليات التي يشنها، وهذا سبب مباشر لتراجع قوته»، بحسب ما يعتقد “ميزر حمادي سلطان”، النائب عن “اتحاد القوى الوطنية” في #البرلمان_العراقي، الذي يؤكد لموقع «الحل نت» أن «داعش في العراق يعاني من ضعف ملحوظ في العدة والعدد».

ويضيف النائب المنحدر من محافظة الأنبار: «الضربات العسكرية، التي وُجهت للتنظيم في العراق، وسيطرة القوات الأمنية على الطرق الاستراتيجية، أسهمت إلى حدٍّ كبير في منع وصول الإمدادات إلى مفارز التنظيم، وخلاياه المنتشرة داخل المدن، ولعبت دوراً في تراجع العمليات الإرهابية بشكل كبير»

وليس بعيداً عن هذا الرأي، يرى “نايف الشمري”، نائب رئيس اللجنة الأمنية البرلمانية، أن «انحسار التعاطف مع داعش، في الداخل والخارج، جعله يواجه مصيره المحتوم»، راداً ذلك إلى «حجم الارهاب الذي مارسه بحق الأبرياء، وطبيعة الأجندات التي يسعى لتنفيذها».

ويكشف “الشمري”، في حديثه لموقع «الحل نت»، عن «تراجع كبير في أعداد مقاتلي التنظيم، خصوصاً بعد الافلاس الذي يعاني منه، وخسارته لبعض المواقع الاقتصادية التي كان مسيطراً عليها».

ويخلص النائب البرلماني إلى التأكيد على أن «إرهابي داعش باتوا في عداد القتلى، باستثناء مجموعة من المقاتلين المتواجدين في أنفاق منطقة الشريط الحدودي بين سوريا والعراق»، مطالباً #الحكومة_العراقية بـ«شن عملية عسكرية موجعة، للقضاء عليهم بشكل نهائي».

 

فشل التجنيد

الخبير العسكري “أحمد الشريفي” يؤكد أن «العمليات العسكرية، التي شُنت ضد داعش، لم تنجح في تدميره وتفكيكه وتجريده من مقومات بقائه فحسب، بل أوقفت حملات التجنيد والدعم اللوجستي، التي كان يعتمد عليها في استدامة عملياته». مضيفاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «التنظيم فقد عسكرياً قواعد الاشتباك المباشر، إلا من خلال الإغارة والكمائن، وتحريك الخلايا النائمة».

ويتابع: «المعلومات الاستخباراتية تشير إلى تراجع أعداد المقاتلين العرب والأجانب الملتحقين بداعش، بعد انتشار قناعة مفادها انهيار التنظيم، وعدم فائد الالتحاق به».

«تحريك البعد الطائفي داخل الساحة العراقية خيارٌ يلجأ إليه الداعشيون»، وفقاً لـ”الشريفي”، الذي يحذّر من «أي تصعيد بين الدول الاقليمية في الساحة العراقية، الأمر الذي سيكون له انعكاسات خطيرة على الداخل العراقي».

 

تشتت القرار الحكومي

وعلى الرغم من هزيمة داعش في العراق، وتحرير المدن التي كانت تحت سيطرته، إلا أن الأشهر الماضية شهدت وقوع بعض الهجمات الإرهابية، التي استهدفت المدنيين، وهو ما دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للقول، في تصريحات صحفية، إن «العراق لا يزال بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة في مكافحة تهديد الجماعة الإرهابية»، مشددًا على أن «التعاون سيعكس الطبيعة المتغيرة لتهديد الإرهاب، بما في ذلك التدريب المستمر ودعم الأسلحة».

الهجمات الإرهابية، التي وقعت في بعض المحافظات العراقية، يراها المحلل السياسي “أمير الساعدي” «نتيجةً حتمية لعوامل التشتت السياسي، وغياب الجدية في توحيد الجهود لمكافحة التنظيم الارهابي، وضبابية القرار السياسي».

وحول المقاتلين الأجانب، الذين لايزالون يقاتلون مع داعش، يقول “الساعدي” لموقع «الحل نت»: «الضربات التي وُجهت لأجهزة التنظيم، المختصة بالتجنيد واستضافة “المهاجرين”، حالت دون عودة المقاتلين الأجانب إلى العراق»، مبيناً أن «مشاركة جهاز مكافحة الارهاب في معارك التحرير كان لها دور ايجابي في الإطاحة بقدرات التنظيم على تجنيد عناصر أجنبية».

 

فتاوى غير فعالة

يقول الشيخ “محمد الهراط”، نائب رئيس “مجلس العشائر المتصدية للإرهاب”: «الوقائع تشير إلى أن الجهات التي موّلت داعش هي ذاتها من قطعت عنه الامداد، لفشله في تحقيق ما هو مطلوب منه، وانتفاء الحاجة اليه».

وفيما إذا كان لفتوى “هيئة علماء المسلمين”، التي تضمّنت تكفير داعش، أثرٌ في إضعاف التنظيم، يتهم “الهراط” الهيئة ومشايخها بـ«التسبب بإرجاع المناطق السنية إلى الوراء، بعدما حالت دون مشاركة أبناء السنة في العملية السياسية منذ البدء»، حسب تعبيره,

ويضيف في حديثه لموقع «الحل نت»: «الجرائم التي ارتكبها التنظيم، وحوادث القتل والاعدامات غير المبررة، كلها أسباب لإنهاء التعاطف معه، وتوليد ردات فعل انتفامية ضده من قبل الأهالي في المحافظات السنية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.