يُشبّه كثير من المراقبين سياسة #إيران، ضمن مناطق سيطرة ميلشياتها في #دير_الزور، بسياسة تنظيم #داعش خلال سيطرته السابقة على المنطقة ذاتها، سواء من ناحية تجنيد واستغلال المدنيين ونشر الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة، أو حتى باستنساخ أساليبه في التمويه والتخفي، لتجنّب الاستهدافات الجوية المتكررة، التي تتعرض له مواقعها بشكل مستمر.

وقامت الميليشيات الموالية لإيران، مؤخراً، بتمويه نقاط تواجدها وانتشارها في ريف ديرالزور الشرقي، أمام الضربات الجوية الموجعة التي تتعرض لها، من خلال نشر راياتها على أسطح المباني المدنيّة، في أسلوب يُعرف باسم  “حرب الرايات”، كان تنظيم داعش قد ابتدعه في العراق وسوريا قبيل نهايته، تجنباً لغارات طيران #التحالف_الدولي، وفقاً لأهالي المنطقة.

 

المدنيون دروعٌ بشرية

“أبو محمد”، من سكان حي “الكتف” بمدينة #البوكمال، نزح من منزله مع عائلته للمرة الثانية، بعدما وضع عناصر من #الحرس_الثوري الإيراني رايتهم فوق سطح منزله، القريب من مقر للحرس داخل الحي.

يقول “أبو محمد” لموقع «الحل نت»: «ميلشيا “الثوري الإيراني”، والميلشيات الأخرى التابعة لها، باتت تستخدمنا دروعاً بشرية، لتجنّب الغارات الجوية. الأمر الذي روّع عشرات العوائل، التي لا تستطيع معارضة تلك المليشيات، فتكتفي بترك منازلها وأحيائها، لأن من يبقى في منزله، أو في مكان قريب منه، سيكون مصيره الموت المحتوم بغارة جوية قريبة، كما حصل أثناء سيطرة تنظيم داعش، وأودى بحياة مئات المدنيين».

بينما تقول “أم عمر”، من سكان منطقة “السوق” في مدينة البوكمال، إن «مليشيا “الثوري الإيراني” باتت تستخدمنا طُعماً للطيران المغير، مستغلةً ضعف الأهالي المتواجدين في المدينة، وعدم قدرتهم على المقاومة، لأن من يعترض على تلك الممارسات سيعرّض نفسه للاعتقال المباشر، وربما يتهمونه بالتخابر مع جهات معادية لهم».

وأضافت، في حديثها لموقع «الحل نت»، أنها مازالت «تعيش مع أطفالها في منزلهم، على الرغم من الخطر المحيط بهم، بعد رفع عناصر #الحشد_الشعبي العراقي رايتهم فوق المنزل»، وتستدرك بالقول: «رحلة النزوح السابقة كانت مريرة بالنسبة لامرأة مثلي،  أفقدتها الحرب زوجها. وبما أنه لا يوجد مكان آخر أنزح إليه فقد وكّلت أمري إلى الله»، على حد تعبيرها.

 

استثمار “البنية التحتية” لداعش

تحدثت مصادر خاصة، من ريف ديرالزور الشرقي، لموقع «الحل نت» عن «قيام الميلشيات التابعة لإيران مؤخراً باستثمار الأنفاق، التي حفرها تنظيم “داعش” فيما مضى، واستخدمها للتنقل بمأمن من غارات طيران التحالف الدولي، كما قامت بحفر عدة أنفاق وخنادق جديدة، وخاصة على أطراف مدينتي #الميادين والبوكمال، وذلك بعد الغارات الجوية المتكررة، التي استهدفت عدة مقرات ونقاط لها، وتسببت بمقتل العشرات من عناصرها».

وأشارت المصادر إلى أن «أهم الأنفاق، التي قامت تلك الميلشيات بترميمها أو حفرها في مدينة البوكمال، هي الأنفاق المتواجدة في منطقة “الحزام الأخضر”، والتي تستخدمها مستودعات للذخيرة والأسلحة. ويشرف “مهدي الإيراني”على عمليات الحفر والترميم، وهو أحد أبزر القادة العسكريين في الحرس الثوري الإيراني بالمدينة، إلى جانب “أبو حسن العراقي”، أحد أهم قادة #حزب_الله_العراقي في البوكمال».

 

أنفاق سرية

وكشفت شبكة “عين الفرات الإخبارية”، المهتمة برصد انتهاكات وتجاوزات الميلشيات الموالية لإيران في المنطقة الشرقية، عن أهم الأنفاق التي قامت  المليشيات بحفرها في ريف دير الزور الشرقي، خلال الشهرين الماضيين، وهي: «الأنفاق الواقعة خلف منطقة “الحمدان” بمدينة البوكمال، حيث توجد ثمانية أنفاق تحت الأرض، فيها حوالي خمسة وعشرين عنصراً، جميعهم من الجنسية العراقية، والمسؤول عنهم شخص يدعى “أوس العراقي”، والموقع تابع للحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر. كما قامت الميلشيات أيضاً بحفر خنادق وأنفاق بين البيوت السكنية في مدينة الميادين، إضافة لحفرها أنفاقاً وخنادق كثيرة على أطراف  المدينة، وتحديداً في منطقة “المزارع” و”الحيدري”، وبالقرب من موقع  “عين علي” الأثري، كما توجد أنفاق في بادية الميادين، تابعة لميلشيا حزب الله العراقي، تحتوي على كميات كبيرة من السلاح، وعشر آليات عسكرية، عليها مضادات طيران، إضافة إلى ثلاثين مقاتلاً، ويشرف عليها “أبو آية العراقي”، و”إبراهيم حاج حسن العلي” من الساحل السوري. أما في بلدة “بقرص”، التابعة للميادين، فيوجد نفق ضخم، كان تنظيم داعش يستخدمه سابقاً، ويحتوي الآن على سيارات وسلاح، ويشرف عليه “أبو حيدر العراقي”، و”أبو العباس” من منطقة الرمادي بالعراق».

وسبق أن ذكرت مصادر مقرّبة من الحرس الثوري الإيراني لموقع «الحل نت» أنّ «هناك أنفاقاً للميليشيات الموالية لإيران على الحدود السورية-العراقية، وحتى داخل العراق، لا يمكن لأحد الوصول إليها سوى مقاتلي تلك الميلشيات، وتدخل عبرها سيارات وآليات عسكرية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة