أحيت #فرنسا اليوم الذكرى الخامسة للهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة #باريس وضواحيها في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، والتي راح ضحيتها 130 قتيلاً و350 جريحاً، وعدد لا يحصى من الآثار النفسية والمآسي الشخصية التي لحقت بالضحايا وعائلاتهم.

صباح اليوم توجه رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس ترافقه رئيسة بلدية باريس آن إيدالغو لوضع أكاليل الزهور في المواقع التي هاجمها المتطرفون.

بدأت الجولة من ستاد دو فرانس شمالي العاصمة #باريس، ثم اتجهت إلى شرفات عدد من المطاعم والمقاهي في الدائرة الحادية عشرة من العاصمة الفرنسية باريس، لتنتهي عند قاعة موسيقا ومسرح باتكلان.

بينما تتزامن هذا العام ذكرى الهجمات الدامية مع حالة تأهب قصوى تشهدها #فرنسا، نتيجة سلسلة من الهجمات الإرهابية التي هزّت البلاد منذ نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، إذ بدأت عندما هاجم شاب باكستاني بالسكين شخصين بالقرب من المكاتب القديمة لصحيفة شارلي إيبدو، وبعدها في منتصف أكتوبر قطع شاب شيشاني رأس مدرّس التاريخ صاموئيل باتي في إحدى الضواحي غرب #باريس، تلاها اعتداء على كنيسة نوتردام في مدينة #نيس جنوب #فرنسا، نفّذه شاب تونسي وصل إلى المدينة قبل يوم من تنفيذه اعتداءه الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص، وحسب مركز تحليل الإرهاب شهدت الأراضي الفرنسية 14 هجوماً في الفترة الواقعة ما بين 2013 وحتى 2019.

وقائع راهنة

لا يبدو أن حدّة المواجهة مع المتطرفين الإسلاميين ستهدأ خلال الفترة القادمة، بل إن الإجراءات التي ستتخذها #فرنسا ودول أوروبية أخرى ذاهبة نحو قرارات أكثر صرامة، خاصة بعد اعتداءات #فرنسا واعتداء #فيينا مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

إذ أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات أثناء انعقاد قمة أوروبية مصغّرة جمعته بقادة أوروبيين يوم الثلاثاء الماضي على :” الحاجة إلى ردّ سريع ومنسق في مواجهة التهديد الإرهابي.” كما أضاف أن هذا الرد يجب أن يشمل تطويراً لقواعد البيانات المشتركة وتبادلاً للمعلومات وتعزيزاً للسياسات العقابية، ما يوضح أن التوجّه الفرنسي سيذهب خلال الفترة القادمة إلى توسيع نطاق التعاون الأمني والسياسي مع الدول الأوربية، خاصة تلك الدول التي شهدت اعتداءات إرهابية مماثلة لما تعرضت له #فرنسا.

إلى ذلك ما زال الخوف قائماُ في #فرنسا وعدد من الدول الأوروبية من عودة الهجمات المنسقة المشابهة لاعتداءات 13 نوفمبر التي شهدتها #باريس قبل 5 سنوات، وهو ما يثير خشية السلطات الأمنية أكثر من الهجمات الفردية التي ينفذها متطرفون بالسكاكين حالياً.

من جهته الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا أولاند والذي كان يتابع المباراة في ستاد دو فرانس يوم استُهدفَ الملعبُ من قبل الإرهابيين، قال في تصريحات لجريدة لو باريزيان اليوم الجمعة :” الحرب على أرضنا لم تنته بعد ولكن تم كسب العديد من المعارك منذ عام 2015.”

مقاربات جديدة بعد 5 سنوات على الاعتداءات

من الواضح أن المستوى الأول من المواجهة مع الجماعات المتطرفة والمتطرفين عموماً كانت مواجهة أمنية، وفي هذا اكتسبت الأجهزة الأمنية في #فرنسا وأوروبا عموماً خبرات واسعة في مواجهة المتطرفين سواء كانوا جماعات أو أفراد، إضافة إلى رفع مستوى التنسيق والتعاون فيما بينها.

كذلك توسع التعاون الأمني بين الدول الواقعة على ضفتي البحر المتوسط، خاصة بعد هزيمة تنظيم داعش في #سوريا و #العراق، وانتقال عدد من الجهاديين باتجاه دول الشمال الإفريقي، واحتمال انتقالهم إلى أوروبا في قوارب المهاجرين، إذا لم يستطيعوا الوصول إليها عن طريق البر من #تركيا.

إضافة إلى هذا يبدو أن توجهاً جديداً ستشهده #فرنسا في الفترة القادمة، من خلال التأكيد على أهمية المواجهة الفكرية مع المنابع الفكرية للجماعات المتطرفة، يضاف إلى هذا العمل على تكوين الأئمة وتعليمهم في #فرنسا، وهو مشروع يوقف عملية استقبال أئمة من دول إسلامية والذين تورط بعضهم ببث خطاب متطرف أو يحرض على الكراهية أو معاد لقيم المساواة وحقوق الإنسان.

في الخلاصة، يتضح أن الهجمات التي شهدتها #فرنسا، والتي سيطفئ برج إيفل اليوم أضواءه إحياء لذكرى ضحاياها، تركت عميق الأثر ليس فقط على المستوى الشخصي وحجم الخسارات الإنسانية التي لا تعوض والتي تعرّض لها الضحايا وعائلاتهم، بل كذلك على المستوى السياسي والقانوني والأمني وصولاً إلى المؤسسة التربوية والتعليمية التي تلقت صدمةً مفجعة بمقتل أحد كوادرها الشهر الماضي بطريقة وحشية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة