كَشَفَ تقريرٌ جديد لمركز (ألما) للبحوث والتعليم الإسرائيلي  عن 58 موقعاً تابعاً لـ #حزب_الله في ظلِّ مشروعه لقيادة الجنوب السوري على حدود #الجولان وبالتالي، فإن حضوره في جنوب سوريا، أكبر بكثير مما كُشف عنه سابقاً للعلن.

التقرير الذي اعتمد على مواقع إلكترونية للمعارضة السورية ومقارنتها مع مواضع فعلية لمواقع (بعضها عسكري) تم تدميرها من قبل إسرائيل، كشف عن 58 موقعاً تابعاً للحزب في محافظتي #القنيطرة و#درعا في جنوب سوريا.

وتُشكّل هذه المواقع المنتشرة على نطاق واسع في جنوب سوريا، البنية التحتية التشغيلية والاستخباراتية لأنشطة حزب الله المستمرة في المنطقة.

واستعادت القوات الحكومية، سيطرتها على جنوب البلاد بعد سبعة أعوام من فقدانها السيطرة على تلك المنطقة لصالح المعارضة المسلحة، وعادت إلى مراكزها مع حزب الله والميليشيات المدعومة من إيران.

وعلى الرغم من كشف الجيش الإسرائيلي لشبكة حزب الله في هضبة الجولان السورية العام الماضي، إلا أن انتشار قوات هذا الحزب لم يكن معروفاً تماماً، حيث لم يعرف سوى 12 موقعاً في محافظة القنيطرة.

وفي التقرير الذي صدر مؤخراً، حدد مركز (ألما) 28 موقعاً لقوات حزب الله المنتشرة كجزء من وحدة “القيادة الجنوبية”، بالإضافة إلى 30 موقعاً آخر يوجد بها خلايا تعمل في إطار “مشروع الجولان”.

وتشكل هاتين الوحدتين، “القيادة الجنوبية” و”مشروع الجولان”، تحدّياً تشغيلياً واستخباراتياً مستمراً لدولة إسرائيل. وقد تمكن (ألما) من الوصول إلى إحداثيات دقيقة لبعض هذه المواقع الـ 58، بالإضافة إلى معلومات عامة عن البقية.

فـ “القيادة الجنوبية”، بقيادة “منير علي نعيم شايتي” هي وحدة حزب الله المسؤولة عن جنوب سوريا، وتتمثّل مهمتها الرئيسة في إنشاء بنية تحتية لحزب الله في المنطقة، وليس فقط جمع معلومات استخباراتية عن الجيش الإسرائيلي. كما أنها تُدرّب الفيلق الأول في الجيش السوري النظامي.

وقد حدد تقرير (ألما) 28 موقعاً تنتشر فيها “القيادة الجنوبية”، انطلاقاً من الحدود مع إسرائيل في الغرب إلى طريق درعا – دمشق السريع في الشرق، ومن #قرية_أرانا شمال محافظة القنيطرة إلى مدينة درعا ومحيطها جنوباً.

وعلى الرغم من أن قادة المقر الجنوبي هم كلهم من حزب الله اللبناني، إلا أن القوات كلها من السوريين المحليين.

و”القيادة الجنوبية” حاضرة ومتكاملة في كل قاعدة ومقر مركزي للجيش العربي السوري في المنطقة، وكذلك في مراكز المراقبة، بما في ذلك خمسة مراكز مراقبة رئيسية تطل على إسرائيل ومقر العمليات الميدانية.

وتعدُّ هذه المراكز بمثابة مقر تنسيق مشترك بين حزب الله والجيش السوري بحضور ممثلين عن #فيلق_القدس الإيراني، أما مشروع الجولان، فهو تحت قيادة “علي موسى دقدوق” ومقره في دمشق وبيروت.

ففي العام الماضي، كان هناك عشرات الناشطين العاملين في بلدات (حضر والقنيطرة وعرنه) السورية، حيث جمعوا معلومات استخباراتية عن إسرائيل والحركة العسكرية في هضبة الجولان.

ومنذ ذلك الحين، يوجد في 10 قرى أخرى في محافظة القنيطرة و في 14 قرية أخرى في محافظة درعا خلايا نشطة تابعة لـ “مشروع الجولان”، وبذلك يصل العدد الإجمالي للخلايا بالقرب من الحدود الإسرائيلية إلى 30 خلية.

وبالإضافة إلى الإحداثيات، كشف تقرير (ألما) كذلك أسماء قادة كل خلية. فهذه الخلايا منتشرة في المنطقة القريبة من الحدود الإسرائيلية من جهة وفي المنطقة المحيطة بمدينة درعا، التي يعرّفها حزب الله بأنها منطقة استراتيجية، من جهة أخرى.

وأعمال جميع عناصر هذه الخلايا مجزأة ومخفية عن بعضهم البعض وكذلك عن السكان المحليين، من أجل دفع المشروع قدماً. وبحسب (ألما)، فإن النشطاء يتقاضون راتباً شهرياً من حزب الله مباشرةً قدره 200 دولار لكل عنصر و 500 دولار لكل قائد.

وهؤلاء الناشطون الذين هم في الغالب أعضاء في الميليشيات السورية الموالية للجيش النظامي أو حتى أعضاء سابقين في المعارضة المسلحة، لديهم أسلحة متاحة من الحرب الأهلية. وإذا لزم الأمر، سيتلقون أسلحة إضافية من لبنان أو من ترسانات موجودة لدى حزب الله وإيران في سوريا.

وبينما شارك بعض الناشطين في عمليات ضد إسرائيل في الماضي، فقد انضم قرويون سوريون آخرون لأسباب مالية. وخضع بعض العناصر لتدريب حزب الله على أعمال التخريب والرماية وإطلاق صواريخ غراد.

كما أن مستوى الاحتراف والاستعداد لخلايا “مشروع الجولان” يسمح بتنفيذ هجوم يمكن أن يلحق أضراراً بالمدنيين وجنود الجيش الإسرائيلي على حد سواء.

وفي غضون ذلك، تعمل “القيادة الجنوبية” حالياً على تنفيذ بنية تحتية عملياتية واستخباراتية بمستوى عالٍ من الاستعداد لعمليات حزب الله في جنوب سوريا، كجزء من فتح جبهة أخرى من الحدود السورية ضد إسرائيل إلى جانب الجبهة اللبنانية.

وقد نفذت خلايا تابعة لـ “مشروع الجولان” و”قيادة المنطقة الجنوبية” بالفعل هجمات ضد الجيش الإسرائيلي. وصرّحت إسرائيل بأنها لن تسمح لحزب الله بالتمركز في هضبة الجولان، ونفذت بحسب تقارير أجنبية، عدة ضربات ضد عناصر من الوحدتين.

وفي حالة اندلاع حرب في الشمال الإسرائيلي، يتوقع الجيش الإسرائيلي ألا تنحصر في جبهة واحدة، بل ستكون على طول الحدود الشمالية بأكملها مع كل من لبنان وسوريا.

 

المصدر: (The Jerusalem Post)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.