تيه الجهاديين بعد سقوط “الدولة”: إلى أين سيهاجر المتطرفون السوريون والعراقيون عقب استقرار الأوضاع في ليبيا؟

تيه الجهاديين بعد سقوط “الدولة”: إلى أين سيهاجر المتطرفون السوريون والعراقيون عقب استقرار الأوضاع في ليبيا؟

ظهر عديد من الكتائب المسلحة في #ليبيا، بعد سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، منها ميلشيات قبلية، أو ذات توجهات إسلامية راديكالية، اتُهمت بالقيام بأعمال إجرامية وانتهاكات لحقوق الانسان، وصُنف كثير منها ضمن التنظيمات الإرهابية.

الفوضى التي ضربت البلاد دفعت كثيراً من أعضاء تنظيم #داعش، في سوريا والعراق، إلى التوجه إلى ليبيا. إلا أن المصالحة المرتقبة بين الأطراف السياسية الليبية، والتي قد تنهي الحرب الأهلية في البلد الشمال إفريقي، تدفع هؤلاء للبحث عن موطن آخر لنشاطهم، فما هي الخيارات المتاحة أمامهم؟

 

الساحل الإفريقي؟

«الساحل الافريقي أفضل خيار لهم، لأسباب عديدة، منها قربه من أماكن تواجدهم الحالية»، بحسب “بدره قعلول”، رئيسة “المركز الدولي للدراسات الأمنية والعسكرية”.

وأضافت “قعلول”، في حديثها لموقع «الحل نت»، أن «المشهد الليبي ذاهب الى مصالحة بين الجهات السياسية المتحاربة، تتضمن إخراج المرتزقة والجهاديين، الذين يقاتلون مع الميلشيات الليبية المختلفة، ووقف إطلاق النار».

واوضحت رئيسة المركز، الذي يقع مقرّه في #تونس، أن «المصالحة الليبية تسعى إليها #الأمم_المتحدة، ودول عديدة، وكذلك أطراف الصراع السياسي الليبي أنفسهم».

وبيّنت أن «وجود مقاتلين سوريين وعراقيين في ليبيا أصبح غير مرغوب فيه، ولذلك سيتجهون غالباً إلى دول الساحل الافريقي، ومنهم من اتجه حالياً الى جنوب غرب ليبيا، تمهيداً للعبور إلى دول الساحل».

مؤكدةً أن «عبور الجهاديين سيكون سهلاً جداً، بسبب صعوبة مراقبة الصحراء، التي تربط ليبيا مع الساحل الإفريقي، ووجود عناصر في التنظيمات المتطرفة تعرف طرق الصحراء جيداً».

وأوضحت أن «هناك أكثر من تنظيم سينضم إليه المتطرفون السوريون والعراقيون في منطقة الساحل، وإن لن ينالوا على الأغلب مراكز قيادية في التنظيمات الإفريقية، لأن المناصب العليا فيها محتكرة لأبناء المنطقة أنفسهم، من ذوي البشرة السوداء»، حسب تعبيرها.

وترتبط ليبيا بأكثر من دولة عبر حدودها البرية، منها تشاد والنيجر، وتشكل هاتان الدولتان، مع جمهورية #مالي ودولة بوركينا فاسو، معقلاً كبيراً لمختلف التنظيمات الجهادية.

 

الساحل ليس الخيار الوحيد

“باسل ترجمان”، الخبير في الشؤون الإفريقية، يرى أن «منطقة  الساحل الإفريقي قد تكون إحدى خيارات الجهاديين السوريين والعراقيين، ولكنها ليست الخيار الوحيد».

وقال “ترجمان”، في حديثه لموقع «الحل نت»، إن «عناصر تنظيم داعش، بعد هزيمتهم، وانكسار مشروعهم في سوريا والعراق، بدأوا بالانتقال إلى ليبيا عن طريق #تركيا، فالنظام التركي استطاع بناء نفوذ له في ليبيا، عن طريق التنظيمات الجهادية التي يدعمها»، حسب تعبيره.

وبيّن أن «التنظيمات المتطرفة في ليبيا تحوي عديداً من الجنسيات، وليس فقط الليبيين والأفارقة. وبالنسبة للسوريين والعراقيين فأعدادهم بليبيا لا تتجاوز المئات، ولكنهم خطيرون جداً، ويمتلكون خبرة قتالية عالية».

لافتاً الى أن «مصير العناصر السورية والعراقية سيكون مماثلاً لمصير رفاقهم من الجنسيات الأخرى، وسيُجبرون على  الخروج من ليبيا، ولديهم كثير من خيارات الانتقال والهجرة، وليس فقط إلى الساحل الإفريقي».

وبيّن أن «أمام هذه التنظيمات ثلاث خيارات: أولها الذهاب للساحل الافريقي، والتمركز بدولة مالي، التي يغيب عنها الاستقرار الأمني، وصارت ساحة مفتوحة للتطرف؛ وثانيها البقاء على الحدود الليبية مع تونس أو #الجزائر، والتعاون مع متطرفين من هاتين الدولتين».

 

الدول الأوروبية؟

ويواصل “ترجمان” حديثه بالقول: «الخيار الثالث للمتطرفين السوريين والعراقيين هو الذهاب إلى أوروبا، عن طريق #إيطاليا، لتنفيذ عملياتهم الإرهابية هناك».

موضحاً أن «من سينتقلون إلى أوروبا سيكونون عناصر غير معروفة، ولم تُدرج أسماؤها ضمن قوائم الإرهابيين».

وتعد ليبيا إحدى أهم مناطق انطلاق الهجرة السرية إلى أوروبا، عبر البحر المتوسط، لقربها من ايطاليا، التي استقبلت، في السنوات الماضية، أعداداً كبيرة من اللاجئين.

من جهته أوضح “أحمد عطا”، الباحث المصري المتخصص في السياسة الدولية، أن «التنظيمات الجهادية غير مُكلفة للجهات الداعمة لها، وبالتالي تمتلك مرونة في الحركة، ويسهل عليها التنقل من منطقة لأخرى، على خلاف جيوش الحروب الكلاسيكية».

وقال “عطا”، في حديثه لموقع «الحل نت»، إن «الميلشيات المتطرفة، التي كانت في سوريا والعراق، وانتقلت للأراضي الليبية، تتوزع اليوم على أكثر من مدينة ليبية، وتتلقى دعماً مالياً كبيراً، وينال مقاتلوها رواتب مرتفعة». متهماً الاستخبارات التركية بأنها «على صلة وطيدة بهذه التنظيمات».

وتنقسم الساحة الليبية بين #حكومة_الوفاق، برئاسة “فايز السراج”، المُعترف بها من الأمم المتحدة وتركيا، و”الجيش الوطني الليبي”، بزعامة خليفة #حفتر، المدعوم من المملكة العربية السعودية ومصر وبعض الدول الأوربية، كما توجد فصائل ومليشيات، غير تابعة لهاتين الجهتين، تسيطر على مناطق عديدة، أعلن بعضها ارتباطه بتنظيمي #القاعدة وداعش.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.