في خطابها أمام مؤتمر “الحزب الجمهوري” عام 2016، أصبحت “ميلانيا ترامب” موضع سخرية الجمهور ووسائل الإعلام، وذلك لأن مقاطع كاملة من خطابها كان مأخوذاً دون أي تعديل، من خطاب قديم للسيدة الأولى السابقة “ميشيل أوباما” خلال سنوات حكم زوجها.

لم تستطع السيدة الأولى السابقة أن تتمرد على صورة الزوجة الحزينة وعارضة الأزياء الجميلة التي رسمتها لها وسائل الإعلام، فكاميرات الصحافة كثيراً ما رصدت ردود أفعال تنم عن علاقة متوترة بين “ميلانيا” وزوجها، وعن تصرفات ربة “منزل” جميلة غير راضية عن زواجها، فضلاً عن عدم قدرتها على أداء الدور الاجتماعي والسياسي الذي اعتاد الأميركيون على رؤية سيدتهم الأولى وهي تقوم به.

ملابس السيدة الأولى رسائل سياسية

بحسب “موسوعة الملابس والأزياء في التاريخ الأميركي”، كان للأزياء التي ارتدتها “جاكلين كندي” دورٌ كبيرٌ في التأثير على المجتمع الأميركي، فاختيارها للأزياء الحديثة عبّرت عن عهدٍ سياسيٍّ جديدٍ في أميركا وساعدت في تغيير نمط الأزياء السائد بين النساء في ذلك الوقت.

كما ووصفت صحيفة (تلغراف) السيدة الأولى: «لقد دفعت “كندي” النساء إلى استبدال الفساتين والتنانير الداخلية المعقدة و تصفيفات الشعر ذات التصميم المفرط في الخمسينيات، إلى تصاميم أكثر أناقةً وعصريةً».

وقالت مؤرخة الأزياء “فاليري ستيل” لـ(ABC NEWS): «استخدمت “كندي” حداثة الأزياء لتدل على أن إدارة زوجها تسير بأميركا نحو الحداثة».

وإذا كانت أزياء “جاكلين كندي” عبّرت عن دخول أميركا في عهدٍ حديثٍ، فإن “ميشيل أوباما” أدخلت الموضة إلى البيت الأبيض بطريقةٍ مختلفةٍ تماماً، حيث اختارت “أوباما” ارتداء ما لم يكن حصراً للأثرياء فقط، بل وحرصت على ارتداء ما كان في متناول الجميع، ففي حياتها اليومية ارتدت “أوباما” من شركات ملابس تناسب أسعارها الفئات الفقيرة والمتوسطة مثل  H&M و J. Crew و Target!

وعن سبب ابتعاد السيدة الأميركية الأولى عن البذخ في ملابسها، بينّت مصممة الأزياء Narciso Rodriguez لصحيفة (نيويورك تايمز): «لقد جاءت “أوباما” في وقتٍ كان فيه الاقتصاد قاسياً للغاية، فلم يكن من المنطقي أن ترتدي السيدة الأولى ملابس فاخرة في حين يعاني اقتصاد بلادها من ظروفٍ صعبة!».

وفي مقارنة سريعة بين أزياء “أوباما” و”ميلانيا”، فيمكن القول إن أزياء الأخيرة فضحت ضعف ثقافتها، بينما حملت أزياء “أوباما” منذ ظهورها الأول رسائل اجتماعية تُعنى بالسلام ودعم حقوق المرأة.

فيما تكلمت الصحافة عام 2018، عن سترة “ميلانيا” المكتوب عليها «أنا حقا لا أبالي، وأنتم؟»، والتي ارتدتها أثناء زيارتها للأطفال المهاجرين على الحدود مع المكسيك!

السيدة الأولى الجديدة تدعو إلى الوحدة

بعد خسارتها في الانتخابات الرئاسية عام 2016، ألقت “هيلاري كلينتون” خطاباً ارتدت فيه اللونين الأسود والأرجواني، ووفقاً للمستشارة السياسية “لورا شوارتز”، يشير اللون الأرجواني إلى الوحدة، وكانت “كلينتون” قد بدأت خطابها بقولها: «لقد رأينا أن أمتنا منقسمةٌ بشكلٍ عميقٍ أكثر مما كنا نظن، لكنني لا أزال أؤمن بأميركا».

وكذلك، تدعو السيدة الأميركية الأولى الجديدة “جيل بايدين” أيضاً إلى الوحدة، ظهرت ذلك مؤخراً وهي تضع شالاً لونه أرجواني، مشيرةً إلى ضرورة تنحية الخلافات السياسية لمواجهة الظروف الاقتصادية وفايروس #كورونا، ويبدو أن معلمة اللغة الإنكليزية ذات الـ59 عاماً ستعيد إلى منصب السيدة الأولى ثقله وأهميته.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.