مع تصاعد الدعوات لإقالة رئيس البرلمان العراقي: هل أصبح مصير “الزعيم السني” بيد برزاني والصدر؟

مع تصاعد الدعوات لإقالة رئيس البرلمان العراقي: هل أصبح مصير “الزعيم السني” بيد برزاني والصدر؟

يقود عدد من الأحزاب السياسية السنيّة حراكاً لإقالة “محمد الحلبوسي”، رئيس #البرلمان_العراقي، لاعتراضها على سياساته، وتدخله المباشر ‏ببعض خيارات تشكيل #الحكومة_العراقية الحالية والسابقة.‏

الحراك السياسي، السني لغاية الآن، لم يحصل على مباركة الأطراف السياسية الأخرى، خصوصا ‏وأن الحلبوسي تحرك بشكل عاجل، وطلب مساندة حلفائه من الأحزاب الشيعية. إلا أن مصادر سياسية مطلعة أكدت ‏لموقع «الحل نت» أن خيار الإقالة وراد جداً، إذا ما نجحت الأطراف التي تتبناه بكسب الأحزاب الكردية إلى صفها، وإقناع الزعيم الشيعي مقتدى #الصدر، الداعم ‏لكتلة “سائرون” النيابية، بتأييد حراك الإقالة.‏

 

أسباب تدفع للإقالة

وتؤكد كتلة “الجبهة العراقية”، في #مجلس_النواب_العراقي، استكمالها «جمع التواقيع اللازمة وفق القانون، لتقديم طلب، إلى هيئة رئاسة ‏البرلمان، للتصويت على سحب الثقة عن الحلبوسي».‏

إلى ذلك يقول “جواد الموسوي”، عضو مجلس النواب العراقي، إن «هناك ملاحظات كثيرة على ‏أداء “الحلبوسي”، فهو يتدخل ويعطّل عمل بعض اللجان الفعالة والمهمة في البرلمان، مثل لجان الاقتصاد والنزاهة ‏والصحة».‏

ويضيف، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «هذه الأسباب دفعت كتلاً سياسية للمطالبة بضرورة تغيير رئيس البرلمان، لذلك ‏سنقوم بعرض ورقة إصلاحات، وإعطاء الحلبوسي مهلة لتنفيذها، وفي حال عدم قيامه بذلك ‏سنسعى لتغييره».‏

“أحمد الجربا”، رئيس كتلة “المشروع العربي” النيابية، يؤكد أن «نواباً من مختلف الكتل، السنية ‏والشيعية والكردية، وقعوا على طلب إقالة الحلبوسي، وقد يصل عدد التواقيع، خلال الأيام المقبلة، إلى مئة وعشرة توقيع. وذلك بسبب تحركات الحلبوسي المشبوهة، التي ينوي من خلالها إقامة إقليم السني في محافظة #الأنبار، وفشله في إدارة مجلس ‏النواب»، حسب تعبيره.‏

ويضيف، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الجبهة العراقية، التي تشكلت بخمسة وثلاثين نائباً، برئاسة “أسامة النجيفي”، والتي تعتبر من أبرز الكتل السياسية السنيّة، لم تصل، لغاية الآن، إلى خطوات ملموسة لإقالة رئيس مجلس النواب العراقي».‏

 

إيران والزعامة السنيّة

المحلل السياسي “أحمد إبراهيم” يرى أن «الحلبوسي يحاول طرح نفسه زعيماً على المكون السني، ‏من خلال شراء ذمم نواب برلمانيين، واستغلال منصبه بوصفه رئيساً للبرلمان».‏

ويتابع “إبراهيم”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الحلبوسي يمثل الحليف المقرّب لمحور التشيع ‏السياسي الإيراني، والقوى القريبة من #إيران لا ترغب بالإطاحة به».‏

من جهته يؤكد “رياض المسعودي”، النائب عن تحالف “سائرون” النيابي، أن «ترشيح الحلبوسي لمنصب رئاسة ‏البرلمان كان بأغلبية بسيطة جداً، وحال تسلمه المنصب استحوذ على أغلب المناصب لكتلته البرلمانية، ضارباً ‏عرض الحائط بمصالح الكتل البرلمانية السنيّة الأخرى، مما سبب حالة استياء بينها، فقامت بتشكيل جبهة سياسية، مدعومة من بعض القوى الشيعية، للإطاحة به».‏

ويبّن “المسعودي” لموقع «الحل نت» أن «كتلة “سائرون” النيابية كان لها موقف سلبي من الحلبوسي، قبل ستة أشهر، وذلك لاستغلاله ‏منصبه، واستئثاره ببعض القرارات السياسية».‏

 

تحت رحمة بارزاني والصدر

إلى ذلك بيّن مصدر سياسي مطلع لـ«الحل نت» أن «قرار إقالة الحلبوسي صار بيد الزعيم الكردي “‏مسعود برزاني”، وكذلك زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر”. فإن دعما حراك الإقالة لن يبقى الحلبوسي طويلاً في منصبه».‏

المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، يضيف أن «برزاني قد يوافق على إقالة الحلبوسي، بسبب ‏مضي الأخير في تشريع قانون تمويل العجز المالي، دون موافقة الكُرد؛ أما بالنسبة للصدر فتحالفه يرى ‏أنه من الصعب التوافق على رئيس جديد لمجلس النواب العراقي، في ظل الانقسامات السياسية الكبيرة التي تشهدها البلاد».‏

ويتابع المصدر أن «”تحالف الفتح”، الموالي لإيران، يؤيد بقاء الحلبوسي في رئاسة البرلمان، لأنه دعم المحافظات الجنوبية، من خلال قانون تمويل العجز المالي» .‏

 

صراع سني لتحقيق مكاسب شخصية

“رعد الدهلكي”، النائب عن “تحالف القوى العراقية”، يقف بالضد من خيار إقالة الحلبوسي، ويرى أن هذه ‏الخطوة «تأتي في سياق صراع زعماء القوى السنيّة لتحقيق المكاسب الشخصية».‏

ويقول “الدهلكي”، في حديثه لموقع «الحل نت» ، إن «”الجبهة العراقية”، ارتأت المضي بخيار إقالة الحلبوسي، ضمن ‏صراع لتحقيق مكاسب شخصية، بعنوان فئوي سني، على منصب لا يقدم شيئاً لأهالي المفقودين ‏والنازحين من أبناء المكون السني»، حسب تعبيره.‏

ويتابع أن «الإقالة لا تزال، حتى الآن، عنواناً خالياً من الفحوى، ترتكز عليه بعض الجهات السياسية، ‏دون مبررات حقيقية، ولا إشارات واضحة على الإخفاق التشريعي للحلبوسي».‏

من جهته يرى “وائل حازم”، السياسي العراقي المستقل، أن «إقالة الحلبوسي، قبل موعد الانتخابات بسبعة ‏أشهر، ليست لصالح العراق، ولا حتى لصالح العملية الديمقراطية، لأنها ستساهم بتأجيل الانتخابات، وهذا ما ‏تريده الكتل السياسية، التي تقود حراك الإقالة».‏

وأضاف “حازم”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «”الجبهة العراقية”، التي اطلقت حراك الإقالة، لم تقدم، إلى الآن، خطة سياسية مقنعة للتغيير، أو بدائل واضحة لسياسات الحلبوسي» .‏

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة