نشاط خلايا داعش في الرقة: القوات النظامية تعاني في البادية، ووضع غير مستقر لـ”قسد” في المدينة

نشاط خلايا داعش في الرقة: القوات النظامية تعاني في البادية، ووضع غير مستقر لـ”قسد” في المدينة

تواصل خلايا تنظيم #داعش، المنتشرة في المخابئ الطبيعية المتوافرة في بادية #الرقة، مثل الكهوف الموجودة في المنحدرات الصخرية، عملياتها ضد #القوات_النظامية والميليشيات الموالية لها، ويتركز نشاطها على نصب الكمائن، وتنفيذ التفجيرات، وزرع الألغام والعبوات الناسفة، مستهدفة الحواجز والمقرات العسكرية، فضلاً عن الهجمات المباغتة، التي تستهدف قاطني البادية، سواء من القوات النظامية أو عناصر المليشيات أو المدنيين من أهالي المنطقة.

ولم تمنع التعزيزات الكبيرة، التي تستقدمها القوات النظامية والميليشيات الإيرانية، ولا حتى الضربات الجوية الروسية، التصاعد الكبير في نشاط خلايا التنظيم مؤخراً، التي تستغل كل فرصة ممكنة لإثارة الفوضى الأمنية، وتنفيذ عمليات الاغتيال.

 

 بادية الرقة منطقة محرّمة على المدنيين

“عمر الشحادة”، من سكان ناحية #معدان، الخاضعة لسيطرة #الحكومة_السورية، يقول لموقع «الحل نت» إن «خلايا داعش نشطت، خلال الأسابيع القليلة الماضية، بشكل جنوني في بادية معدان، والقرى القريبة المجاورة لها، وكل يوم نسمع عن تفجير أحد المقرات الأمنية، أو اختطاف أفراد من المسلحين أو المدنيين في وضح النهار، أما البادية فلم نعد نستطيع الأقتراب منها، أو رعاية مواشينا فيها، خوفاً من عناصر تلك الخلايا، فهم يخرجون بشكل مفاجئ، من حفرة أو كهف ما، وينقضّون على أهدافهم بوحشية شديدة، كما أصبح البعض منهم يمتهن رعاية المواشي، لإيجاد مورد غذائي لعناصر التنظيم، أو للاختلاط بالمدنيين، والحصول على معلومات منهم».

“محمود”، عنصر في ميليشيا #الدفاع_الوطني، اكتفى بذكر اسمه الأول، قال لـ«الحل نت» إن «القوات النظامية تعاني من خسائر كبيرة جداً، خلال الاشتباكات الدائرة بينها وبين خلايا التنظيم، في محيط منطقة “الرصافة”. وعلى الرغم من الدعم الجوي، الذي يقدمه الطيران الروسي، تمكنت خلايا داعش من قطع الإمدادت عن القوات النظامية في المنطقة، عبر قطع الطرق الرئيسية، التي تصل قرى الريف الجنوبي الغربي للرقة ببلدة الرصافة»، وأكد “محمود” «مقتل عشرات من عناصر القوات النظامية خلال الأسبوع الفائت».

وفي إطار رد القوات النظامية على عمليات التنظيم، نقلت صحف تابعة للحكومة السورية، الأسبوع الفائت، عما وصفته بـ”المصدر الميداني”، أن «قوات الجيش العربي السوري، والقوات الرديفة، العاملة في بادية معدان ـ الرقة، تصدت لهجمات إرهابية عدة من خلايا تنظيم داعش، على نقاطها العسكرية المثبتة في البادية». وزعم المصدر أن «الجيش تعامل مع تلك المجموعات بالأسلحة المناسبة، بمؤازرة الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، ما أدى للقضاء على عشرات من عناصر التنظيم الإرهابي، في بادية الرصافة الجنوبية بمحافظة الرقة».

ووثّق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” «مقتل ثمانية عناصر من القوات النظامية، والمسلحين الموالين لها، وأحد عشر عنصراً من داعش، إثر هجوم شنه التنظيم على مواقع للقوات النظامية جنوبي محافظة الرقة».

 

 “الرقة ليست مدينة آمنة”

«يقتصر نشاط خلايا التنظيم في مدينة الرقة، الخاضعة لسيطرة #قوات_سوريا_الديمقراطية “قسد”، على عمليات الإختطاف والاغتيالات، لأن المدينة عبارة عن أحياء سكنية، لا يمكن الاختباء بها، إضافة للجهد الذي تبذله القوى الامنية، التابعة لـ”قسد”، في متابعة خلايا التنظيم، ومحاولة القضاء عليها»، بحسب “يحيى الحمود”، من وجهاء مدينة الرقة.

وأضاف “الحمود”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «حراك خلايا داعش تقلّص بشكل كبير عن العام الماضي، وتقتصر اعمالهم الآن على زرع العبوات الصوتية، وعمليات اختطاف المدنيين، ومطالبة ذويهم بفدىً مالية مقابل الإفراج عنهم».

من جهته قال “عثمان الحافظ”، تاجر جملة من المدينة، لموقع «الحل نت»: «خلال الفترة الماضية، وعلى خلفية الانفلات الأمني في مدينة الرقة، صعَّدت خلايا التنظيم عملياتها في أطراف المدينة، إذ حدثت عدة عمليات خطف في قرى “الطبقة” و”المنصورة”، لطلب الفدى المالية، كما شهدت المدينة عدة حوادث اغتيال، إضافة لتهديد بعض التجار، وإجبارهم على دفع إتاوات»، وفق وصفه.

“هيفان شروان”، قائد وحدة مسؤولة عن ملاحقة خلايا داعش في قوات سورية الديمقراطية، قال إن «أغلب أمراء التنظيم، الذين كانوا يحركون عمليات الاغتيال والتفجيرات، انتقلوا إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة التركية في محافظة #حلب، بينما يُعتقد أن آخرين يختبئون في منطقة البادية، الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية».

وأضاف “شروان” في حديثه لموقع «الحل نت»: «لم نلقِ القبض على أي من العقول المدبرة لعمليات التنظيم، لذلك لا يمكننا تأكيد أن الرقة باتت مدينة آمنة».

ولا يزال تنظيم داعش يسيطر في سوريا على مساحة تُقدر بنحو 3283 كلم مربع، أي ما يعادل 1.8% من إجمالي مساحة البلاد، ويواصل نشاطه في البادية غربي نهر #الفرات، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، عبر هجمات وكمائن متواصلة في بادية #السويداء والرقة ودير الزور وحمص.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.