وسط مخاوف من عودة داعش: هل سينعكس الانسحاب الأميركي الجزئي على المكونات الأضعف في العراق؟

وسط مخاوف من عودة داعش: هل سينعكس الانسحاب الأميركي الجزئي على المكونات الأضعف في العراق؟

كلَّما تمَّ طرح قضية الانسحاب الأميركي من العراق زادتْ التحذيراتُ الأمنيةُ والسياسيةُ من عودة محتملة وقريبة لتنظيم #داعش، والذي يعتبر هذه الخطوة فرصة مهمة وتاريخية، ليستعيد ما فقده من نفوذ على الأراضي العراقية، خلال الأعوام الماضية.

وقرَّر #البنتاغون خفض التواجد الأميركي من العراق، وسحب حوالي خمسمئة جندي، من قواعده المنتشرة في مُدن البلاد المختلفة.

ويأتي قرار البنتاغون، بحسب مجموعة من المراقبين، نتيجة «استمرار استهداف القواعد والسفارة الأميركية، من قبل المجاميع المسلحة الموالية لإيران، فضلاً عن التوجه العام للولايات المتحدة لتقليص أعداد الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان».

وبالتزامن مع القرار الأميركي أصدرتْ قيادة العمليات المشتركة العراقية مجموعة قرارات، حول إعادة انتشار القوات الأمنية العراقية في المناطق الساخنة، والتي يُشكل تنظيم داعش فيها تهديداً حقيقياً.

 

الفرصةُ المنتظرةُ

يؤكد الخبير الأمني “ربيع الجواري” أنَّ «تنظيم داعش يعتبر خطوة الانسحاب الأميركي من العراق، سواءً كان كلياً أو جزئياً، فرصةً مهمةً، وينتظرها بفارغ الصبر».

مبيناً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «القوات الأمنية العراقية لا تستطيع صدَّ هجمات تنظيم داعش، وربما سيتكرر ما حدث عام 2014، لعدم وجودة قوة جوية، قادرة على توجيه الضربات القاصمة لتحركات التنظيم المتشدد».

وأضاف أنَّ «القوات العراقية، باستثناء جهاز مكافحة الإرهاب، ما تزال تفتقد الخبرة في حرب الشوارع، وهي بحاجةٍ للتدريب والتأهيل، فيما بدأ تنظيم داعش، في الفترة الأخيرة، باستعادة قوته، وكسب آلاف من العناصر الجدد».

موضحاً أنّ «ما يقف بوجه داعش، ويمنعه من الهجوم على مراكز المدن، خوفه من القوة الجوية الهائلة، التي تتمتع بها القوات الأميركية، كما أنَّ هذه القوَّات لديها أجهزة رصد قادرة على كشف تحركات التنظيم، قبل وقوع الهجمات».

 

مجازرٌ دمويةٌ جديدة

“مزاحم الحويت”، المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، يرى أنّ «قوة داعش ازدادت، وبات يمتلك عناصر تتدرب بشكلٍ يومي، في منطقة جزيرة #نينوى، وتتحرك بسهولةٍ تامَّةٍ بين سوريا والعراق».

وقال في حديثه لموقع «الحل نت»: «تقدمنا بطلبٍ إلى القاعدة العسكرية الأميركية، وسفارة الولايات المتحدة في العراق، من أجل التأني في تنفيذ قرار تخفيض قوَّاتها المتواجدة في البلاد».

وأشار إلى أنَّ «تنظيم داعش ينتشر الآن بشكلٍ مُرعبٍ في محافظات #كركوك ونينوى والمناطق المتنازع عليها، وانسحاب القوَّات الأميركية من العراق يعني عودة عناصر التنظيم المتشدد إلى الواجهة مجدداً»، حسب تعبيره.

وبيَّن أنَّ «هذه المناطق تسكنها مجموعة من الأقليات الدينية، مثل الإيزيديين والمسيحيين والشبك والصائبة، وانسحاب القوَّات الأميركية يعني مجزرة جديدة بحق هذه المكونات، شبيهة بالمجزرة الدموية بالتي حدثتْ ضد الإيزيديين صيف 2014».

 

اعتراضٌ كردي

“رشاد كلالي”، القيادي في #الاتحاد_الوطني_الكردستاني، يقول إنَّ «خروج القوَّات الأميركية من العراق يعدُّ ضربةً لاستقرار وأمن المناطق المتنازع عليها، وكذلك لاستقرار #إقليم_كردستان العراق».

مؤكداً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «التنظيم المتشدد شكَّل تهديداً حقيقياً لإقليم كردستان عام 2014، وبات قريبًا من مركز مدينة #أربيل، ولولا تدخل #التحالف_الدولي وقتها لحدثت مأساةٌ في الإقليم».

وأوضح أنَّ «تنظيم داعش يتواجد حالياً في منطقة جبل “قراجوغ”، وهي منطقةٌ استراتيجيةٌ، تشرف على مدينة أربيل، كما أنَّ كركوك، والمناطق المتنازع عليها، تُعدُّ عرضةً لاحتلال داعش».

وعبّر “كلالي” عن «رفض الكُرد لخروج القوَّات الأميركية من العراق، وانسحابها في الوقت الحالي»، معتبراً ماتقوم به الميلشيات، من استهداف الوجود الأميركي داخل البلاد، «تنفيذاً لرغبات خارجية، لا تمثل رأي جميع مكونات الشعب».

 

تخوّف سُني

“أثيل النجيفي”، القيادي في “جبهة الإنقاذ والتنمية”، يُشير إلى أنَّ «انسحاب القوات الأميركية الجزئي من العراق ستكون له آثار سلبية على أبناء المكون السُني».

ويضيف، في تصريح خصّ به موقع «الحل نت»، أنَّ «السُنة هم الحلقة الأضعف في العراق، فالكُرد لديهم إقليمهم الخاص، والبيشمركه قوةٌ عسكريةٌ تحمي مناطقهم، والشيعة لديهم #الحشد_الشعبي والدولة بأكملها، لكنَّ المكون السُني ليست لديه قوة عسكرية خاصة به، وهو عرضةٌ للاستهداف من داعش والمليشيات الموالية لإيران».

ولفت إلى أنَّ «تنظيم داعش ليس وحده الجهةُ المستفيدةُ من الانسحاب الأميركي، فإيران ستكون أكثر الفرحين بهذا الانسحاب، لأنَّه سيعيد نفوذها في العراق مجدداً، بعد تراجعهِ خلال العام الحالي، خاصةً بعد مقتل #قاسم_سليماني، قائد “فيلق القدس”».

واستكمل حديثه بالقول: «السُنة ليس لديهم خيار سوى التمسك بالقوات الأميركية في الوقت الحالي، لأنَّها ستكون الضامن للتوازن السياسي، وعدم تكرار احتلال مناطقهم من قبل تنظيم داعش».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.