أنشأ #الجيش_التركي قاعدةً عسكرية جديدة في محيط بلدة “الرويحة”، على الأطراف الشرقية لجبل الزاوية في ريف #إدلب الجنوبي، بعد إرساله تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المحافظة، شملت مدافع ثقيلة وعربات مدرّعة ومصفّحات. ويعتبر موقع القاعدة الجديدة خط تماس مع مناطق سيطرة #الحكومة_السورية، كما أنه قريب من الطريق الدولي دمشق – حلب، المعروف باسم “M5″، إضافة لكونه يعدّ عسكرياً خط الدفاع الأول عن المنطقة المحيطة بالطريق الدولي حلب-اللاذقية “M4”.

وصار #جبل_الزاوية من أكثر المناطق التي تحوي قواعد عسكرية للجيش التركي في الشمال السوري، وأغلب هذه القواعد قريب من مناطق انتشار #القوات_النظامية.

 

تجاهل تركي للخروقات

«بعد قصف سلاح الجو الروسي مواقع #الجيش_الوطني المعارض في جبل “الدويلة”، وعدم قيام #تركيا بالرد على هذا الخرق، لاحظنا استمرار القوات النظامية بحشد مقاتليها في ريف إدلب، ما يدفع الأتراك للاستعداد للتصدي لهجوم محتمل على مواقعهم، وهذا هو على الأغلب هدف الجيش التركي من إخلاء نقاطه العسكرية المطوّقة، وإنشاء نقطتين عسكريتين جديدتين في جبل الزاوية»، بحسب الصحفي التركي “اسماعيل جوكتان”.

ويضيف “جوكتان” في حديثه لموقع «الحل نت»: «ورغم كل هذا استبعد حدوث هجوم في وقت قريب، لأن تدهور وضع الحكومة السورية الاقتصادي، نتيجة عقوبات #قانون_قيصر، لا يسمح لها، على المدى، القريب بشن أعمال عسكرية كبيرة. وهذا يعني أن كل الأطراف ستكتفي حالياً بحماية مواقعها، والاستعداد للمعركة الأخيرة، التي لا مفر منها على المدى البعيد».

وحول سحب الجيش التركي نقاطه من مناطق سيطرة القوات النظامية يوضح “جوكتان”: «من المعلوم أن الجيش التركي قد أخلى أربع نقاط مراقبة، أنشأها بموجب إتفاق “سوتشي” في إدلب، بينهم نقطتان مهمتان في #مورك و”شير مغار” جنوبي إدلب، وسبب ذلك انقطاع الارتباط مع تلك النقاط، بعد أن حاصرتها القوات النظامية، خلال عمليتها العسكرية، التي انتهت باتفاق وقف إطلاق النار، الموقّع في شهر آذار/مارس الماضي».

أما عن إمكانية استمرار اتفاق “سوتشي” بين #روسيا وتركيا فيؤكد “جوكتان”: «لم نسمع أي تصريح رسمي يفيد أن اتفاق سوتشي قد انتهى، لكن هناك عدة دلائل تشير إلى هذا، وعلى رأسها تصريحات الرئيس التركي رجب طيب #أردوغان، الذي قال أنه عرض على بوتين حلاً جديداً في سوريا، على غرار الحل الذي تم إنجازه في إقليم “كرباخ” بين أذربيجان وأرمينيا، إضافة إلى سحب نقاط المراقبة، التي تم انشاؤها بموجب الاتفاق».

 

إيقاف أي هجوم محتمل

من جهته يقول المقدم “عمر فؤاد”، الضابط المنشق عن القوات النظامية: «تركيا أرسلت حشوداً كبيرة إلى جنوب أوتستراد حلب-اللاذقية، وخصوصاً إلى قرى جبل الزاوية، حيث تكاد لا توجد قرية لا تحوي قاعدة عسكرية تركية، مما يشير إلى نية تركية للتصدي بعنف لأي محاولة تقدّم جديدة للقوات النظامية، وتستفيد القوات التركية من صعوبة تضاريس المنطقة ووعورتها، التي تصعّب مهمة القيام بعمليات حربية فيها على القوات النظامية وحلفائها الروس».

ويضيف في حديثه لـ«الحل نت»: «مؤخراً قام الجيش التركي باستطلاع نقاط على خطوط التماس مع القوات النظامية في ريف إدلب الجنوبي، ونشر نقاطاً عسكرية في منطقتي “قوقفين” و”بليون”، واستطلع نقاطاً أخرى في منطقتي “كنصفرة” و”البارة”، اللتين تتعرضان لمحاولات تسلل مستمرة من قبل القوات النظامية. ونشاط الجيش التركي هذا يدل على نية #أنقرة الحازمة بقطع الطريق على أية محاولة تقدم للقوات النظامية».

وحول أسباب نشر النقاط على خطوط التماس يوضح “فؤاد”: «تركيا قامت بتشكيل حزام عسكري لردع القوات النظامية، وتسعى لإنشاء نقاط على طول الحزام، لتفادي أية ثغرات يمكن استغلالها للالتفاف على الجيش التركي، كما حصل سابقاً في مدينة سراقب».

 

هجوم روسي جديد

«بعد انتهاء الجيش التركي من السيطرة على التلال الحاكمة في منطقة جبل الزاوية، بدأ بنشر قواته على خطوط التماس مع القوات النظامية، بعد حصوله على معلومات عن نية روسيا شن هجوم جديد، للسيطرة على جنوب اوتستراد “M4″، ومطالبة روسيا العلنية بسحب الجيش التركي إلى شمال الاوتستراد. ولذلك تريد تركيا الآن الضغط على الحكومة السورية، لثنيها عن التفكير بأي عملية عسكرية، من شأنها أن تحدث موجة لجوء جديدة، لا تتحملها تركيا على حدودها»، بحسب العقيد المتقاعد “حسن إدريس”.

ويضيف الخبير العسكري في حديثه لموقع «الحل نت»: «بقي على الجيش التركي أن ينشر قواته في مناطق “كفرعويد” و”الفطيرة”، وبعض قرى #سهل_الغاب، ليكون قد انتهى من وضع قواته على خطوط التماس مع القوات النظامية، من سهل الغاب وحتى جبل الزاوية، وهو ما سيكون عاملاً إيجابياً بالنسبة لفصائل المعارضة».

ويختتم “إدريس” حديثه بالقول: «تركز تركيا انتشارها في مناطق ريف إدلب الجنوبي، دون تدعيم قواتها في ريف #حلب الغربي ومنطقة #سراقب، حيث من المحتمل أن يفتح النظام جبهات جديد، فيحاول التقدم إلى منطقة “باب الهوى” عبر “الفوج ٤٦”، أو إلى مدينة #أريحا، عبر قواته في منطقة سراقب، لذلك فإن عملية إعادة الانتشار التركي تعاني من بعض الثغرات».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.