حرب الجنوب السوري الوشيكة: تحركات محلية وإقليمية لضرب النفوذ الإيراني في درعا

حرب الجنوب السوري الوشيكة: تحركات محلية وإقليمية لضرب النفوذ الإيراني في درعا

تتمتع محافظة #درعا بموقع استراتيجي في الجنوب السوري، وتحوي معبر “نصيب” على الحدود مع #الأردن، وذلك يجعلها محل اهتمام #إيران وحزب الله اللباني، اللذين يسعيان لتطهير المحافظة من المقاتلين السابقين في المعارضة السورية، وضرب الفيلق الخامس المدعوم من #روسيا.

ويتعرّض قادة الجيش الحر السابقون للاغتيال بشكل كبير، فبحسب “مكتب توثيق الشهداء” في مدينة درعا، تم توثيق ست وسبعين عملية ومحاولة اغتيال، طالت قياديين سابقين في فصائل المعارضة، منذ سيطرة #القوات_النظامية على محافظة درعا عام 2018، وأدت هذه المحاولات لمقتل اثنين وأربعين قيادياً، في عمليات إطلاق نار مباشر، أو تفجير عبوات ناسفة، أو إعدام ميداني بعد الخطف. وشهد شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي أكبر عدد من عمليات الاغتيال خلال السنوات الماضية، فاغتيل فيه خمسة وعشرون عنصراً من فصائل المعارضة.

 

 جسم سياسي جديد للتفاوض

شكل اغتيال “أدهم الأكراد”، قائد فوج المدفعية والصواريخ في المعارضة المسلّحة سابقاً، وعضو لجنة التفاوض في مدينة درعا فيما بعد، داخل بلدة “موثبين” بالريف الشمالي لدرعا، تحولاً بارزا في المحافظة، الأمر الذي دعا عدداً من القادة السابقين في المعارضة لإعلان تشكيل جسم سياسي جديد.

يقول “أبو محمد البطين”، عضو لجنة المفاوضات في المنطقة الغربية لدرعا، إن «المحافظة شهدت اجتماعات مكثفّة للجان المفاوضات المركزية (لجنة المنطقة الغربية، لجنة “طفس”، لجنة درعا البلد، لجنة بصرى الشام) من أجل تشكيل جسم سياسي وعسكري موحّد، من شأنه تمثيل درعا في المفاوضات والمحافل السياسية، بحضور ممثلي لجان المفاوضات في ريفي درعا الشرقي والغربي».

وأكد “البطين”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنه «في الاجتماع الأخير، بمنطقة “الأشعري” بريف درعا، تم الاتفاق على البيان النهائي، ووضع رؤى مشتركة للنواة المجتمعية للجسم الجديد، وكل تفاوض في المستقبل سيحضره ممثل عن هذا الجسم، للقاء ممثلي #الحكومة_السورية وروسيا، مع إرفاده بمكاتب سياسية تمثله في الخارج».

 

 الهدف إيران

“رضوان المحاميد”، القيادي في #الفيلق_الخامس، كشف لموقع «الحل نت» عن «دخول “أحمد العودة” والعقيد الطيار “نسيم أبو عرة”، القياديين في الفيلق الخامس، وعدد من الضباط والقادة السابقين في #الجيش_الحر، إضافة لنحو عشرين عنصراً من الفيلق، إلى الأراضي الأردنية، بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2020».

ويؤكد “المحاميد” أن «الهدف هو تشكيل مجموعات تعمل على طرد ميلشيات #الحرس_الثوري الإيراني وحزب الله من المنطقة الجنوبية، المحاذية للحدود الأردنية والإسرائيلية، بناء على مقترح من السفارة البريطانية في عمان، لتشكيل غرفة عمليات في جنوب سوريا، تشكّل السلطة العسكرية بالمنطقة، على غرار غرفة “الموك” السابقة، وهنالك نية أيضاً لزيادة الدعم المادي للفيلق الخامس، للحد من انتشار عناصر #الفرقة_الرابعة في درعا، بقيادة “غياث دلّة”، المقرّب من إيران».

ويوضح “المحاميد” أن «هنالك قلقاً دولياً عاماً، وأردنياً بشكل خاص، من التغلغل الايراني المتزايد في الجنوب السوري».

 

بدء المعركة قبل خسارة المنطقة

«في أعقاب دعم #حزب_الله لعناصر مليشيا #الدفاع_الوطني في محافظة #السويداء، بدأت الأخيرة هجوماً على منطقة #بصرى الشام، مركز قيادة الفيلق الخامس، نهاية شهر أيلول/سبتمبر، وأسفرت الاشتباكات، التي استمرت لأيام، عن عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. وفي الواقع يبدو أن إيران أخذت منحى تأجيج الصراع في المنطقة، بعد شعورها بتشكّل تحالف محلي وإقليمي جديد ضدها»، بحسب “زين الرفاعي”، المقاتل السابق في فصائل المعارضة المسلحة.

يُذكر أن هذه الحادثة دفعت “أحمد العودة”، قائد الفيلق الخامس، للخروج في تسجيل مصوّر، قال فيه إن «حزب الله اللبناني وراء حدوث الصراعات الأخيرة، التي وقعت بين محافظتي درعا والسويداء»، ودعا المجموعات المقاتلة في السويداء لـ«عدم تنفيذ أجندات الحزب وأذرعه الأمنية».

ويؤكد “الرفاعي”، وهو من الأشخاص الذين رفضوا عقد تسوية مع الحكومة السورية، وما يزال يحمل السلاح ضمن المناطق الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، أن «إيران وحزب الله استغلوا المعارك شرقي درعا، ليشنوا هجوماً، بالتعاون مع الفرقة الرابعة، على مواقع المقاتلين السابقين في المعارضة السورية بمدينة درعا، وأسفر الهجوم عن عدد من القتلى والجرحى من الطرفين، ما دفع  عدداً من المقاتلين، في مناطق مختلفة شمالي المحافظة، لاستهداف حواجز القوات النظامية، بهدف الضغط على القوى المهاجمة لوقف الحرب».

ويرى كثير من أهالي محافظة درعا أن الأمور باتت في تصاعد، لا سيما بعد انتشار أنباء الاجتماعات الخارجية، وعودة الدعم الدولي لمقاتلي المعارضة السابقين، فضلاً عن  تحليق الطيران الحربي وطائرات الاستطلاع الروسية شرقي المحافظة، للمرة الأولى منذ إعلان اتفاق التسوية عام 2018. فهل ستشهد المنطقة حرباً ضد الوجود الإيراني؟ وماذا سيكون الموقف الروسي منها؟ أسئلة قد تكشف الأيام والأسابيع القادمة إجابتها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة