دعوات الأقلمة والانفصال في العراق: هل المليشيات الموالية لإيران هي الخاسر الأكبر من “الإقليم السني”؟

دعوات الأقلمة والانفصال في العراق: هل المليشيات الموالية لإيران هي الخاسر الأكبر من “الإقليم السني”؟

يعودُ موضوعُ الحديثِ عن الإقليم السُني في العراق إلى الواجهة مجدداً، مع تزايد الشكوى من تصرفات الميليشيات الموالية لإيران، من قبل سكّان المناطق المُحرَّرة من سيطرة تنظيم #داعش.

وحتى زمن قريب كانت القياداتُ السُنيةُ من أبرز المُعارضين لمشروع الإقليم، لدرجة أنَّ سكَّان المحافظات المُحرَّرة رفضوا، بالأغلبية، التصويت على #الدستور_العراقي عام 2005، لوجود مادة فيه تسمح بالفيدرالية في إدارة المحافظات العراقية.

إلا أن اختفاء آلاف المواطنين، الذين تمَّ اختطافهم من قبل جماعات مسلحة، إبان عمليات التحرير، وفرض المليشيات الموالية لإيران سيطرتها التامة على المحافظات المحررة، وتحكمها بمواردها الاقتصادية، جعل مشروع الإقليم الُسني يبرز  مجدداً، بوصفه «سبيلاً وحيداً للخلاص من نفوذ المليشيات»، بحسب كثير من الأهالي.

 

الرئةُ الاقتصاديةُ

“مؤيد الجحيشي”، الخبير في الشأن الأمني، يقول إنَّ «المحافظات المحررة تُعدُّ الرئة الاقتصادية، التي تتنفس منها المليشيات الموالية لإيران».

مبيناً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «المليشيات تسيطر على منفذ #القائم في محافظة #الأنبار، الذي يَدُّرُ عليها يومياً أكثر من ملياري دينار، كما تفرض فصائلها الإتاوات على الشاحنات التجارية في الطرق الخارجية بمحافظات #نينوى وصلاح الدين والأنبار».

وأضاف أنّ «محافظة نينوى تتقاسمها مجموعة فصائل، مثل #حزب_الله_العراقي و”عصائب أهل الحق” و”فيلق بدر” و”اللواء 30″ و”حركة النجباء”، وكل منها يسيطر على منشآت حيوية في المحافظة».

موضحاً أنَّ «المليشيات استحوذت على ساحات وقوف السيارات والعمارات التجارية المميزة، كما تفرض الإتاوات على أصحاب الصيدليات والتجار وسائقي الشاحنات والأطباء ومديري الدوائر، وكلَّ فصيل يحصل على أكثر من مليار دينار يومياً».

وأشار إلى أنّه «في ضوء المعطيات الحالية، فأنَّه من المستحيل أنّ توافق تلك المليشيات على مشروع الإقليم السني، حتى لو اضطَّرها الأمر إلى المواجهة المسلحة مع هذا المشروع».

 

فقدانُ الطريق الاستراتيجي

“رعد عبد الستار”، عضو مجلس عشائر الأنبار، يوضح أنَّ «الميلشيات تسيطر على طريق استراتيجي في المحافظات المحررة، هو طريق القائم، الذي يربط العراق بسوريا، ومن خلاله تصل الإمدادات الإيرانية للحكومة السورية».

مضيفاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنّ «مليشيا حزب الله العراقي اختارت السيطرة على قضاء القائم، إبان عمليات التحرير، وذلك كي تتمكن من بسط نفوذها على ذلك الطريق الحيوي، الذي من خلاله يتم نقل الأسلحة والأفراد من #إيران إلى سوريا».

وبيّن أنَّه «على الرغم من استمرار القصف الأميركي، وسقوط مئات القتلى في صفوف الميلشيات، رفضت الأخيرة التضحية بذلك الطريق، رغم وجود اعتراضات كبيرة من عشائر الأنبار، وتقديمها طلبات للحكومة العراقية، لتسليم الملف الأمني للقوات النظامية العراقية، لكن الميلشيات عصت أمر رئيس #الحكومة_العراقية والقيادات الأمنية».

مشيراً إلى أنَّ «مشروع الإقليم لن يرى النور، إلَّا بمباركة من الولايات المتحدة الأميركية، لأنَّ المليشيات، ومن خلفها إيران، ستقوم باختلاق الأزمات الأمنية والسياسية، في المحافظات المحررة، لمنع إقامة ذلك المشروع».

 

أنصار الأقلمة: لا بد من تدويل القضيةِ

“عبد الرزاق الشمري”، رئيس “مجلس المعارضة العراقية”، يشير إلى أنّ «المحافظات المحررة دفعت الثمن غالياً، بفقدانها آلافاً من أبنائها، الذين ما يزال مصيرهم مجهولاً، رغم مرور ستة سنوات على اختطافهم».

مؤكداً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنّ «المحافظات السُنية ستبقى رهينة بيد المليشيات المرتبطة بإيران، حتى يُعلن مشروع الإقليم، الذي سيحفظ كرامة أبناء المكون، الذين ذاقوا الويلات والظلم على يد تلك الجماعات»، حسب تعبيره.

وأوضح أنَّ «المليشيات ما تزال تمنع آلافاً من سكَّان المناطق المحررة من العودة لمنازلهم، وتستحوذ على مزارعهم وقراهم، ودمرت اقتصاد المحافظات السُنية، والحل الوحيد هو الذهاب لمشروع الإقليم السُني».

ولفت إلى أنَّ «المليشيات ستعترض بقوة، وستحاول التصدي لمشروع الإقليم، لكن يجب الاستفادة من تجربة الكُرد، الذين كسبوا المجتمع الدولي، وتحالفوا معه، وبات يحميهم من أيّةِ محاولات للنيل من #إقليم_كردستان العراق، وبالتالي يجب تدويل قضية مظلومية المكون السُني، ليقف العالم معنا في مشروع الأقلمة».

 

دعم الحلقةُ الأضعف

الكاتب والباحث السياسي “علي البيدر” يقول إنَّ «الحكومات والأحزاب والمليشيات ترى أن العرب السُنة هم الحلقة الأضعف بين مكونات الشعب العراقي، وبالتالي من السهل استهدافهم واضطهادهم».

لافتاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، إلى أنَّ «الإقليم أصبح مطلباً شعبياً من سكَّان المحافظات السُنية، ولم يعد مطلباً سياسياً أو نخبوياً، وذلك بسبب الظلم والتهميش الذي يُمارس ضد أبناء المحافظات المحررة، لا بل أن هنالك جهاتٌ ذهبت باتجاه المطالبة الانفصال الكلي عن العراق».

ويختتم حديثه بالقول: «هنالك عدة دول عربية تدعم هذا المشروع، لتحجيم النفوذ الإيراني في العراق، بينها الإمارات والمملكة العربية #السعودية، ويجب استغلال هذا الدعم من قبل القادة السُنة، لأنَّه بدون دعم عربي ودولي لن يرى مشروعهم النور إطلاقاً».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.