تعرّض موسم الزيتون في #عفرين، هذا العام، لتجاوزات كثيرة، أقدم عليها مسلحو الفصائل المعارضة الموالية لتركيا، بينما أكدت تقارير صحفية وصول زيت زيتون عفرين إلى الولايات المتحدة الأميركية، ورجحت مصادر مطلعة أن الزيت يصدّر من عفرين إلى ميناء #اللاذقية، ومنه إلى الخارج، وهذا، إن كان صحيحاً، يعني أن #الحكومة_السورية تستفيد بدورها من الانتهاكات الحاصلة في عفرين.

يتواجد في منطقة عفرين قرابة ثمانية عشر مليون شجرة زيتون، وتعتبر المنطقة، إلى جانب محافظة #إدلب، المصدر الأساسي لإنتاج زيت الزيتون في سوريا. وفي عام 2018، أكدت تقارير إعلامية أن «تركيا ربحت مئة وثلاثين مليون دولار من زيت زيتون عفرين، بعد بيعه في دول أوروبية، مثل إسبانيا».

ونشرت صحيفة “ديلي بيست” الأميريكية تقريراً عن تصدير زيت عفرين إلى أميركا، أكد فيه الصحفي “ماثيو بيتي” أنه «عثر على منتجات من عفرين في أحد المحال التجارية بولاية نيويورك، وأن عائدات تجارة الزيت قد تموّل أمراء الحرب في سوريا»، في إشارة منه إلى قادة الفصائل الموالية لتركيا.

 

عبر اللاذقية وتركيا

الصحفي “أحمد حميد” (اسم مستعار)، نازح من #الغوطة يقيم في عفرين، قال إن «الانتهاكات مستمرة بشكل شبه يومي في المنطقة»،  وأضاف، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن: «هذه الانتهاكات تطال الزيتون والممتلكات، وحصلت سرقات كثيرة، ناهيك عن الإتاوات، التي فُرضت على الأشجار من قبل الفصائل».

وأشار “حميد”، في حديثه لموقع «الحل نت»، إلى أن «تصدير الزيت يكون حصراً عبر “غرفة التجارة والزراعة” بعفرين، التابعة لفصائل المعارضة، وبوساطة تجّار، قد يكون لهم دور كبير في تصدير الزيت من عفرين إلى ميناء اللاذقية».

وأضاف “حميد”: «هناك شركات أخرى تصدّر الزيت عبر #تركيا إلى الخارج، وعلى الأغلب تستفيد الحكومة التركية من هذه العملية».

 

دور “أمراء الحرب”

موقع «الحل نت» تواصل مع الصحفي الأميريكي “ماثيو بيتي”، الذي أعدّ تحقيقاً عن وصول زيت زيتون عفرين إلى الأسواق الاميركية، والذي أكد أن «الفصائل تستفيد من زيتون عفرين بعدة طرق، منها مصادرته أو فرض الإتاوات على الفلاحين»، وأردف بالقول: «أعرف شخصاً اسمه “آزاد شيخو”، يُصدّر الزيت إلى أوروبا، بعد شرائه من فصيل “جيش النخبة”».

ويتابع “بيتي”: «”عارف حميد”، التاجر الذي كان عنوانه مكتوباً على ملصق الزجاجة، التي وجدتها في متجر بنيويورك، يُصدّر زيتون إلى أوروبا عبر اللاذقية، ولكنه أنكر أنه يبيع الزيت إلى شركة “توركانا”، التي أوصلت الزيت إلى أميركا، وقال إن أشخاصاً مجهولين زوّروا عنوانه، وطبعوه على ملصقات الزجاجات، التي تُباع في نيويورك، دون علمه».

 

الجيش الوطني لا ينفي وجود انهاكات

ولدى سؤالنا لـ”يوسف الحمود”، الناطق باسم #الجيش_الوطني المعارض، عن حقيقة استيلاء الفصائل على محصول الزيتون، قال إنه «لا يستطيع نفي حصول انتهاكات، وتم اكتشاف عديد من التجاوزات، فيما يخصّ موسم الزيتون لهذا العام، ولذلك قام الجيش الوطني بتشكيل لجنة باسم “رد المظالم”، بالتعاون مع القضاء العسكري، لمحاسبة العناصر الذين يقومون بالتجاوزات».

وعن كيفية وصول زيت عفرين إلى أميركا أجاب “الحمود” ساخراً: «يجب أن تسألوا الكونغرس أو البيت الأبيض إذا كانوا بحاجة إلى زيت عفرين، والكيفية التي تحصل بها أمريكا على هذا الزيت».

 

ماذا عن لجنة رد المظالم؟

ولمعرفة فعالية  لجنة “رد المظالم”، التي تحدث عنها “الحمود”، تواصل موقع «الحل نت» مع بعض أهالي عفرين، ومنهم “رنكين محمد” (اسم مستعار)، التي أكدت أن «هذه اللجنة شكلية، والأهالي في عفرين لم يستفيدوا أبداً من موسم الزيتون لهذا العام، وكان عاماً كارثياً بالنسبة لهم».

وأضافت “محمد”: «فصيل “جيش النخبة” مثلاً سرق موسم أربعمئة شجرة، عائدة لفلاح من قرية اسمها “عمارا” بريف عفرين، وذهب الفلاح ليشكتي للجنة، لكن مسلحي الفصيل هددوه بالقتل، وأعطوه مئتي دولار فقط كي لا يشتكي. أما في قرية “قزلباشا”، فقد قام عناصر من فصيل “صقور الشمال” بسرقة مواسم عدد من الفلاحين، الذين حولوا حماية محصولهم، فتعّرضوا للضرب من قبل العناصر، وتم طردهم من أرضهم».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة