الصراع على منصب “بابا شيخ”: هل يسعى إيزيديو سنجار للخلاص من الهيمنة السياسية لحكام كردستان العراق؟

الصراع على منصب “بابا شيخ”: هل يسعى إيزيديو سنجار للخلاص من الهيمنة السياسية لحكام كردستان العراق؟

وسط انتقادٍ لاذع وغضب جماهيري، وبحضور المئات من أبناء المكون الإيزيدي، تم تنصيب “بابا شيخ” جديد للديانة الإيزيدية، من قبل أمير الديانة “حازم تحسين بك”، يوم الأربعاء، الثامن عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، في معبد “لالش”، وهو أكبر معابد الديانة، الواقع في محافظة #نينوى شمالي العراق.

وغاب عن حفل التنصيب نصف أعضاء المجلس الروحاني الإيزيدي، وعدد من الشخصيات الإيزيدية، التي رفضت طريقة اختيار “بابا شيخ” الجديد، كما أعلن قادة المجتمع الإيزيدي في #سنجار رفضهم القاطع لعملية الاختيار، وجدّدوا رفضهم لتنصيب الأمير “حازم تحسين بك” أميراً للديانة، لأنه «لم يتم الأخذ برأيهم في الموضوع»، كما قالوا في بيانهم، الذي تم نشره في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
واتهم عدد من الناشطين الإيزيديين #الحزب_الديمقراطي_الكردستاني بالتدخل المباشر في شؤون الديانة الإيزيدية، وفرض تعيين مرشحين من طرفه لمناصبها الدينية الأساسية.
وكان الأب الروحي للديانة الايزيدية، “بابا شيخ خرتو حاجي”، قد توفي في الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في إحدى مستشفيات #إربيل، عاصمة #إقليم_كردستان العراق، وتم تعيين “شيخ علي” خلفاً له.

 

تهميش سنجار

«الإعتراضات هي على آليات اختيار الأمير و”بابا شيخ”، وليست ضد أشخاص معينين»، بحسب النائب “صائب خدر”، ممثل الكوتا الإيزيدية في #مجلس_النواب_العراقي.
ويتابع “خدر” في حديثه لموقع «الحل نت»: «لم يراع في عملية الاختيار الحد الأدني من الأعراف المتبعة بين الإيزيديين، وبنيتهم الاجتماعية والسكانية، وخاصة فيما يتعلق بالثقل الإيزيدي في سنجار، فلم يتم احترام موقف الأهالي في هذه المنطقة، التي تتركز فيها غالبية أبناء المكون».

واعتبر “خدر” أن «غياب ممثلي سنجار عن مراسم التنصيب خطأ كبير، لما تمتاز به المنطقة من بعد ديني وسكاني وعشائري إيزيدي، ولهذا كان يجب أن تكون هناك حوارات واستشارات، للعمل على تقريب وجهات النظر بين كافة المناطق الإيزيدية، والتوصل لحل مقبول، دون العمل على إقصاء أي طرف».

من جانبه يوضح “فاضل حيدر”، ناشط مدني إيزيدي من سنجار، لموقع «الحل نت» أن «شخصية “بابا شيخ” الجديد مقبولة، ولكن غير المقبول هو طريقة التنصيب، التي أدت لانقسام في الشارع الإيزيدي، جراء عدم أخذ رأي أغلبية أهل سنجار، ومناطق أخرى داخل العراق وخارجه، وهذا أمر لا يمكن التغاضي عنه، لأن “بابا شيخ” منصب له قدسيته لدى جميع إيزيديي العالم، وليس فقط إيزيديي العراق».

“حيدر ششو”، قائد قوات “حماية إيزيديخان”، وأحد قادة المجتمع الإيزيدي في سنجار، قال لموقع «الحل نت» إن «أمير الديانة “حازم تحسين بك” انفرد بالقرار، وتناسى أنه لم يتم الاعتراف به من قبل الجميع أميراً للإيزيديين، ليصدر هكذا قرارات، ولهذا فقرار التنصيب مرفوض، ولا نقبل بأي “بابا شيخ” يأتي بقرارات فردية».

 

التدخل السياسي

«تدخّل الحزب الديمقراطي الكردستاني، بشكل واضح، في عملية الاختيار، عبر شخصيات عملت لحزب البعث سابقاً»، بحسب الناشط الأيزيدي “مراد إسماعيل”، الذي أضاف في حديثه لموقع «الحل نت»: «يسيطر هؤلاء على أي محفل إيزيدي يُعقد في “لالش”، بدعم من الحزب، وباتوا اليوم يسيطرون على قيادة ديانة عريقة، كنا نتمنى منهم عدم إدخالها في الصراعات السياسية».

ويردف “إسماعيل” بالقول: «نحترم منصب “بابا الشيخ” لو أتى بقبول شعبي إيزيدي، ولكن من الواضح أن “بابا شيخ” الجديد مسيّر من الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولو لم يحظ بدعمه لما وصل لهذا المنصب، والأمر نفسه ينطبق على “حازم تحسين بك”، أمير الديانة، الذي تم تنصيبه أميراً، دون أخذ موافقة الإيزيديين، وإنما أتى هو الآخر بتعيين من قبل الحزب الحاكم في إقليم كردستان. نرفض نهائياً أي تحكّم بالشؤون الدينية للإيزيديين من قبل أي حزب كردي أو عربي».

“حيدر ششو” أشار إلى أن «قادة المجتمع الإيزيدي أصبحوا على دراية كاملة بتدخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، بشكل واضح، في الشأن الديني الإيزيدي، دون إبداء أي احترام لإرادة الإيزيديين، وخصوصيتهم الدينية»، حسب تعبيره.
ويستدرك بالقول: «نؤكد على أن التنصيب كان بقرار سياسي بحت، وهو مرفوض وغير مقبول نهائياً، ولذلك سنرد بإنشاء مجلس لإيزيديي سنجار، وستكون خطوة نحو تأسيس مجلس إيزيدي أعلى بديل، يجمع جميع إيزيديي العالم، ولن يقتصر على أبناء العراق فقط، وستكون له الكلمة العليا في قرارات الديانة الإيزيدية».

ويؤيد “مراد اسماعيل” ما طرحه “ششو” حول «ضرورة تأسيس الإيزيديين لقيادة بديلة، تهتم بتنظيم شؤون الديانة»، ولكنه يستدرك بالقول: «إلا أننا لا نستطيع إلغاء تعيين “بابا شيخ” الجديد، أو تنصيب بديل له، فهو منصب موحّد ومقدس لدى الإيزيديين، بينما أمير الديانة من الممكن الاستغناء عنه، وقد أعلن أربعة أشخاص حالياً أنفسهم أمراءً للديانة الإيزيدية. وهدفنا الأساسي الآن إيجاد صوت حقيقي للإيزيديين، يغنيهم عن التدخلات الحزبية في شؤونهم الداخلية».

 

 موقف الإمارة

“جهور علي بك”، وكيل أمير الديانة الإيزيدية لشؤون العلاقات الخارجية، أكد أن «”بابا شيخ” الجديد نال رضى الأغلبية، ووافق عليه حوالي 70% من الحاضرين لعملية الاختيار»، وشدد، في تصريحاته لموقع «الحل نت»، على أن «القرار يعود لأمير الديانة “حازم تحسين بك”، وقرارته ملزمة للجميع، ورغم ذلك قام باستشارة أعضاء المجلس الروحاني الأيزيدي، وبعض الشخصيات الإيزيدية».

وأكد “علي بك” أن «الاختيار لم يشهد تدخلاً من قبل أي حزب كردي، بل تم بحضور أعضاء الأحزاب السياسية المختلفة، ورافضو قرارات الأمير ليسوا من زعماء العشائر الإيزيدية، بل أغلبهم ناشطون سياسيون، يفتعلون المشاكل لأهداف سياسية فقط»، حسب تعبيره.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.