ملايين الدولارات لمن يبلغ عن “الجولاني”: نهاية محاولات إعادة تأهيل “تحرير الشام” دولياً؟

ملايين الدولارات لمن يبلغ عن “الجولاني”: نهاية محاولات إعادة تأهيل “تحرير الشام” دولياً؟

أعادت الولايات المتحدة الأمريكية التذكير بالمكافأة، التي أعلنت عنها في وقت سابق، لمن يدلي بمعلومات عن أبو محمد #الجولاني، زعيم #هيئة_تحرير_الشام.

ونشر برنامج “مكافآت من أجل العدالة”، التابع لوزارة الخارجية الأميركية، تغريدة في حسابه على موقع “تويتر”، جاء فيها أن «الجولاني يتظاهر بالاهتمام بسوريا، لكن لناس لم ينسوا جرائم تنظيمه #جبهة_النصرة (هيئة تحرير الشام) بحقهم».

وأشار نص التغريدة إلى أن «وزارة الخارجية الأميركية تبحث عن معلومات حول القائد الأعلى لتنظيم هيئة تحرير الشام، المسؤولة عن جرائم كثيرة بحق السوريين».
وخصص البرنامج رقماً للتواصل معه، ودعا للمساعدة في تحديد مكان الجولاني، من خلال إرسال المعلومات عنه، عبر برامج “سكنال” أو “واتساب” أو “تلغرام”.

وليست هذه المرة الأولى، التي تعلن فيها الولايات المتحدة عن مكافآت لقاء معلومات عن الجولاني، ففي شهر أيار/مايو عام 2017، رصدت #واشنطن مبلغ عشرة ملايين دولار، لمن يرسل معلومات تؤدي للتعرّف على الجولاني، أو تحديد مكانه، ثم أعلنت عن المكافأة ذاتها، في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2019».


استخدام الهيئة لمحاربة المتشددين

«لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية سترفع جبهة النصرة من قوائم الإرهاب، فهي تعمل على تكتيك جديد، وهو استخدام هيئة تحرير الشام، بشكل غير مباشر، للقضاء على الفصائل الأكثر تشدداً، مثل #حراس_الدين، ثم تتفرغ أميركا بعدها للقضاء على النصرة نفسها، وبالتالي الجولاني يقدّم نفسه وسيلةً للحرب على الإرهاب، رغم أنه شخصياً مصنف على رأس قوائم الإرهابيين»، بحسب “أحمد رحال”، العميد المنشق عن #القوات_النظامية.

ويضيف “رحال” في حديثه لموقع «الحل نت»: «هنالك أطراف لا مصلحة لها بزوال التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها #إيران وروسيا والحكومة السورية، فإذا تم القضاء على المتطرفين لن يبقى مبرر للهجمات، التي تشنها القوات النظامية وحلفاؤها ضد مناطق سيطرة المعارضة».

 

توجه أميركي جديد

الصحفي “أحمد حسن”، مدير مركز “القارات الثلاث”، يرى أن «الحديث مجدداً عن المكافأة يأتي مع التعديلات على برنامج “مكافآت من أجل العدالة”، التي تم تمريرها في الكونغرس الأميركي، ولهذا تمت إعادة التذكير بالشخصيات المطلوبة في البرنامج، بهدف إظهار وجود توجه أميركي، لجمع المعلومات عن كل المتهمين بارتكاب جرائم وانتهاكات، وليس فقط مسؤولي الحكومة السورية».

‏وحول الهدف من نشر الإعلان في هذا التوقيت، يقول”حسن” في حديثه لموقع «الحل نت»: «الهدف الرئيسي هو عرقلة مشروع الترويج للجولاني، باعتباره واحداً من وجوه المرحلة سياسياً. وقد تم العمل على هذا المشروع في مناطق سيطرة الهيئة، الواقعة تحت النفوذ التركي».

ويشير ‏إلى أن الهيئة تتمتع حاليا بـ«براغماتية عالية، لذلك ستتجاهل، في علاقاتها الخارجية، المكافآت المرصودة ضد قائدها، وستركز على إظهار نواياها بالتجاوب مع التوجه الدولي في الملف السوري، وفي الوقت نفسه ستروّج، في خطابها الداخلي، أن المكافأة دليل على خطأ الإشاعات، التي تتحدث عن علاقاتها بأجهزة استخبارات عالمية».

 

غياب الدور الأوروبي

“عبد الرحمن جليلاتي”، الناشط والباحث في الشأن الأميركي، يقول لـ«الحل نت»: «توقيت الإعلان برأيي لا يدل على شيء، هو مرتبط ببدء التصعيد ضد #تركيا، وتصفية الجولاني مدرجة ضمن أجندة الإدارة الإميركية القادمة، لكي لا يتم استخدامه من قبل الأتراك».

ويضيف: «‏الرسالة الأميركية هي أنه لا يمكن الانفتاح على الجولاني مستقبلاً، مهما حاول داعموه تبييض صفحته‏، ولن يُرفع بالتأكيد عن قوائم الإرهاب.‏ الجولاني من جهته لن يستطيع القيام بأي رد، بل سيظل يحاول الحصول على الرضى الدولي».

وحول التحليلات عن الدور الأوروبي في التقارب مع هيئة تحرير الشام، يشير “جليلاتي”:‏ «لا أعتقد أن #أوروبا سيكون لها أي تأثير على القرار الأمريكي، وظهور مسؤولي الهيئة على وسائل إعلام أوروبية محاولة عبثية من “تحرير الشام”، لأن أوروبا غير فاعلة دولياً اليوم، والأميركيون يريدون القول إن محاولة الجولاني الانفتاح على أوروبا غير مجدية»، حسب تعبيره.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.