باتت واضحة أهداف زعيم التيار الصدري #مقتدى_الصدر، بعد سنوات من تذبذب الخيارات السياسية والاجتماعية وحتى الدينية، وخلال الأسبوع الماضي كشف الصدر عن مخططاته بوضوحٍ تام.

ومنذ اندلاع انتفاضة “تشرين” في العراق، 2019، ظلَّ الصدر متأرجحاً، مرة مع المتظاهرين وحمايتهم عبر تأسيس ميليشيا “القبعات الزرق”، ومرة أخرى بقتلهم بواسطة ذات الميليشيا، ومرة مع الحكومة ومرات ضدها.

أخيراً، أعلن الصدر عن مخططه للسيطرة على منصب “رئيس الحكومة” وهو أعلى المناصب وأهمها في بلاد الرافدين، عبر تقوية وترميم “البيت الشيعي” الذي تدعمه #طهران، ولم يُعارض هذا التوجه أي من الأحزاب الشيعية، حتى تلك التي تدعي أنها ضد الخطاب أو التحاصص الطائفي.

وتواصل “الحل نت”، مع عدد من المراقبين والمحللين العراقيين، وأكد غالبيتهم أن «الصدر يجتهد حالياً على تنفيذ كل ما فشلت فيه الميليشيات، ابتداءً من تقوية “البيت الشيعي”، والمقصود به الأحزاب الشيعية الحاكمة، مروراً بإنهاء الاحتجاجات، وليس انتهاءً بإعادة التوتر الطائفي بين العراقيين».

وأوضح بعضهم أن «المرشد الإيراني #علي_خامئني سعيد بكل خطوات الصدر الجديدة، وقد تلقى الصدر سلسلة من الرسائل الإيرانية التي تبارك جهوده الأخيرة، في قتل وملاحقة الناشطين العراقيين والعلمانيين».

كما أشار بعضهم الآخر إلى أن «الصدر أثلج قلب #إيران، بعد الحرقة التي أصابته بمقتل قائد فيلق “القدس” السابق، #قاسم_سليماني».

وبحسب مصادر خاصة لـ”الحل نت”، أوعز الصدر، الأسبوع الماضي، لعناصر من ميليشيا “سرايا السلام” التي يقودها الصدر بنفسه، للبدء بحملة ترويع وطرد أبرز الناشطين من مدنهم في جنوب العراق.

ولعل أكثر محافظة، تمثل عقبة أمام الصدر لتحقيق غاياته، هي محافظة ذي قار، ومركزها #الناصرية، حيث يرفع المحتجون فيها شعار “الخائفون لا يصنعون الحرية” وسط ساحة الحبوبي، في إشارة إلى هجوم أنصار مقتدى الصدر على المتظاهرين.

وتنتشر حالياً قوات الجيش والشرطة الاتحادية في مدينة الناصرية، بهدف للسيطرة على الأوضاع ومنع حصول صدامات بين ميليشيات الصدر والمتظاهرين.

وذكر الحساب الشهير على “فيسبوك” والمقرب من الصدر، “صالح محمد العراقي”، في أحدث موقفٍ للتيار الصدري، أن «المشروع الانتخابي الجديد سيكون عقائدياً»، مضيفاً: «لن نتحالف تحالفات سياسية ما لم نقوِّ شوكة الدين والمذهب».

وتابع أن «أي جهة تطيع الشرع وتريد مصلحة المذهب وتعشق العراق وتسعى للإصلاح، وتعاقب الفاسدين، طاعة للمرجعية وتقديماً للمصالح العامة، فنحن مستعدون للتعاون معها عقائدياً لا سياسياً، فتعاد كرة الفساد مرة أخرى».

ولا يُعرف لحد الآن، ما إذا كان الصدر سيعود إلى التحالف مع الميليشيات الموالية لإيران، مثل “كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وحركة النجباء”، أم أنه سيكتفي باللعب على جميع الأوراق إلى حين حصوله على منصب رئاسة الحكومة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة