كشفت منظمةُ (أبحاث تسلّح النزاعات) أن ما يزيد عن 50 شركة في أكثر من 20 دولة زوّدت عن غير قصد تنظيم #داعش بالمواد اللازمة في إنتاج أسلحته.

فقد كشف تقريرٌ جديد أن التنظيم استخدم شركات في #المملكة_المتحدة للحصول على تقنيات الأسلحة، بما في ذلك أجزاء من الطائرات المسيّرة التي تعمل بالطاقة النفاثة مماثلة لقنابل V-1 الطائرة التي أُسقِطت على لندن خلال الحرب العالمية الثانية.

وقالت المنظمة، التي تستقصي تهريب الأسلحة، أن تنظيم داعش عندما عمل على تأسيس ما يسمى بدولة “الخلافة” في كل من العراق وسوريا «حاول تركيب وإنشاء الطائرات المسيّرة عالية السرعة وذلك بالإضافة إلى أسلحة أخرى مرتجلة».

وبحسب التقرير، فإن التنظيم «لجأ إلى استخدام عددٍ من الأشخاص والشركات في كل من بريطانيا وتركيا لشراء مخزونٍ احتياطي كبير من الأسلحة والمعدات»، بينما كان منهمكاً في احتلال مساحات واسعة من الأراضي منذ 2014، ذلك بالرغم من “الإشارات الحمراء” التي كان بإمكانها منع عمليات البيع تلك.

واستخدم أعضاء التنظيم، شركة واجهة واحدة مسجلة في المملكة المتحدة لشراء محركات توربينية للطائرات المسيرة المتطورة وشحنها إلى شركة هواتف نقّالة في تركيا.

واستُخدِمت شركةٌ أخرى لشراء قطع للأسلحة الأوتوماتيكية المضادة للطائرات، بينما لا تزال شركات أخرى تُستَخدم لاستيراد مواد أولية لصناعة المتفجرات.

وأفاد التقرير، بأن ما يزيد عن 50 شركة في أكثر من 20 دولة قد أنتجت أو وزّعت مواداً تم استخدامها فيما بعد من قبل جهاديي تنظيم داعش في صناعة أنظمة الأسلحة المرتجلة والمتفجرات والطائرات المسيرة.

وليس هناك أية إشارة إلى تواطؤ أي من الشركات أو الأفراد المحددين أو المشار إليهم في التقرير في تزويد التنظيم بتلك المواد أو حتى ارتكاب أية مخالفات.

وبالرغم من الطبيعة المريبة لبعض الصفقات، فقد أفادت تقارير بأن عمليات الشراء بالجملة، التي تمّت خلال عامي 2014 و2015، واصلت تغذيتها لتنظيم داعش في إنتاجه للسلاح حتى انهيار الخلافة ومقتل زعيم التنظيم #أبو_بكر_البغدادي تشرين الأول 2019.

«لم تُجارِ أية مجموعة مسلحة غير حكومية حجم وطموح تنظيم داعش في إنتاجه للسلاح»، يقول “مايك لويس” رئيس التحقيقات المعززة في منظمة (أبحاث تسلح النزاعات). ويضيف: «كان يمكن عرقلة معظم تلك الصفقات التجارية بمزيدٍ من العناية الواجبة».

وأشار التقرير المذكور إلى أنه «لو فحصت كل من السلطات الصناعية وهيئات تنفيذ القانون الحجم غير المعتاد للصفقات بشكلٍ أكثر شمولاً، فربما كانت قادرة على مقاطعة الكميات الداعمة للنزاع من المواد التي تزوّد بها التنظيم داعش عام 2015».

“سيف سوجان” مسؤول رفيع المستوى في تنظيم داعش قُتل في غارةٍ أميركية بطائرةٍ مُسيّرة في شهر كانون الأول 2015، كان من بين هؤلاء الأفراد الذين استخدموا شبكة من شركات التكنلوجيا في #كارديف لشراء وبيع المعدات التي تم شحنها إلى مؤسسة للهواتف النقالة ولشركات أخرى في جنوب تركيا.

وأضاف التقرير إلى انه استُخدمت شبكة من الشركات التركية التي تعود ملكيتها لإحدى العائلات التركية، والتي تقع بالقرب من المعابر الحدودية التي تصل إلى الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش، في عملية استيراد البضائع.

وفي إشارةٍ إلى استخدام التنظيم الطائرات المسيرة، قال التقرير بأن تنظيم داعش «غالباً ما كان يستخدم نماذج صغيرة تعمل بالطاقة الكهربائية والتي كانت متاحة تجارياً في جميع أنحاء العالم».

إلا أن التحقيق وجد أن الفنيين في التنظيم، سعوا أيضاً إلى تطوير طائرات مسيرة أكبر وأسرع من تلك المستخدمة وتعمل بمحركات نفاثة نبضية، وذلك اعتباراً من العام 2015 فصاعداً.

وعُثِر بالفعل على «محرك نفاث نبضي كامل الإنشاء» يبلغ طوله أكثر من مترين في مستشفى كانت محتلة من قبل التنظيم سابقاً في غربي #الموصل في شهر أيلول 2017.

ويوضح التقرير أن الطائرات النفاثة النبضية هي نوع من المحركات النفاث الصوتية التي تم تطويرها في الأصل لصواريخ كروز “القنبلة الطائرة” V-1 من حقبة الحرب العالمية الثانية، في إشارة إلى “سلاح الانتقام” الذي نشرته ألمانيا النازية في العام 1944. وقد سقط ضمن لندن ما يقارب من 2400 من القنابل الطائرة V-1 خلال الحرب العالمية، مما أسفر عن مقتل ستة آلاف شخص وثمانية عشر ألف إصابات خطيرة.

كما كان النظام الآلي المضاد للطائرات، أحد أنظمة الأسلحة الجديدة الطموحة التي صنعها تنظيم داعش واختبرها، إلا أنه لم يستخدمها.

ويقول “نمير الشيبي” رئيس منظمة (أبحاث تسلح النزاعات) في العراق: «إن خلايا داعش في العراق وسوريا صارت نشطة بشكلٍ متزايد في العام الماضي. وبالتالي، فإن منع جهود الشراء الخاصة بهم، يبقى أمراً مهماً لمواجهة عودة انبعاث التنظيم من جديد».

المصدر: (The Telegraph)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.