مأساةٌ مزدوجة للمختطفات الإيزيديّات.. استعبادٌ جنسي ثم انتقام زوجات «داعش»

مأساةٌ مزدوجة للمختطفات الإيزيديّات.. استعبادٌ جنسي ثم انتقام زوجات «داعش»

العنف الجنسي هو المشهد الذي خيّم في يوميات مختطفات تنظيم #داعش من الإيزيديّات، والتي تُعتبر الحقيقة المروعة التي لمسها كل من عاش حقبة التنظيم في #سوريا و #العراق، فوجدت الإيزيديّات أنفسهن يُسخّرن جنسياً مثل عصور العبوديّة، وذلك وفقاً لفتاوي الاستعباد الجنسي التي فرض داعش تطبيقها في المناطق التي سيطر عليها حينها، فضلاً عن تحديد الأوقات التي يجوز فيها للرجل ضرب أو اغتصاب أو بيع الجواري.

الأمر الذي كان ينغص على حياة زوجات “داعش” اللواتي كن تنفرن في السر من دخول أزواجهن “سوق النخاسة” وشراء ما يحلو لهم من الجواري المعروضات لكل من يملك أثمانهن، فُيجلبن كخادمات للزوجات نهاراً وعبدات للجنس ليلاً.

الضرب والصعق بالكهرباء

“أم خطاب” زوجة مقاتل في داعش، قُتل زوجها أثناء معارك #الباغوز، لم تخفِ قسوتها في معاقبة الإيزيديّات اللواتي اتخذهن زوجها كجواري، وتقول لـ(الحل نت): «أنا و”ضرتي” كن نتألم على شراء زوجي سبايا وجلبهن إلى المنزل ومعاشرتهن، فمجرد تفكيرنا بأنهن سيشاركننا النوم مع زوجنا كان يصب نيران غضبنا على كل سبيّة إيزيديّة»، وتكمل”أم خطاب” حديثها بالتطرق إلى الأساليب التي كانت تتبعها لتعذيب المختطفات بقولها: «فقد كنت أضربهن أنا وضرتي “أم رقية” بالعصي والخراطيم البلاستيكية، ولم نتوانى عن حرق أجسادهن بالزيت حين كان يتغزل زوجي بإحداهن، بالإضافة إلى أننا كنا نشوه بعض المناطق من أجسامهن ونجلدهن بالتناوب، هن كن يستحقن الحرق بالنار لأنهن كافرات، ومن حقنا فعل ما نشاء بهن»، بحسب تعبيرها.

من جانبها، قالت “أم فاطمة” إنها لم ترحم سبايا زوجها اللواتي قاسمنها فراشه حتى لو بالإجبار، وتضيف لـ(الحل نت): « كنت أمنع عنهن الطعام والشراب لفترات طويلة لتبقين هزيلات وضعيفات، وأمنعهن أنا وبناتي من الاستحمام كي ينفر زوجي من رائحتهن فيضطر لإعادتهن مرة أخرى للسوق وبيعهن من جديد لتجار الرقيق».

وأشارت إلى أنها حاولت مراراً تسميم إحدى المختطفات الإيزيديّات، كانت تُدعى “إسراء”، ذلك بسبب جمالها ورغبة زوجها في اتخاذ “إسراء” زوجة دائمة وليست فقط جارية، ما دفع بـ”أم فاطمة” إلى التفكير بقتل الشابة ذات الـ13 عاماً، لكن مقتل زوجها في مدينة #الرقة جعلها تتراجع عن تنفيذ فكرتها، وباعتها للاستفادة من ثمنها.

قسوة زوجات “داعش”

وفقاً لقوانين “داعش”، لا يُسمح للنساء بالخروج من الأبواب إلا في ظروف محظورة وبشكل صارم. اضطرت الإيزيديّات العيش تحت سياط الزوجات اللواتي فتكن بأجسادهن من شدة التعذيب.

وكشفت العديد من التقارير الصحفية عن قصص ناجيات إيزيديّات تحدثن عن سوء المعاملة التي تلقينها من زوجات عناصر التنظيم، مؤكدات أن معاملة الزوجات كانت أكثر سوءاً  وقسوةً من معاملة المُسلحين من مقاتلي التنظيم، وأن الحرق كان أبرز ما يميز تعذيب زوجات “داعش” للمختطفات اللإيزيديّات.

وتحدثت “أم حمدون” عن تركها لجارية زوجها ذات الـ25 عاماً تحت المطر والبرد القارس ليلة كاملة، ثم منعت عنها الطعام وأجبرتها على الصيام ليومين متتالين، وقالت لـ(الحل نت): «الجواري يُسبين لأنهن كافرات لا يعرفون الله، بل يعبدون الشيطان والأوثان، لذا نكرههن، ويحق لنا فعل ما نشاء بهن، فهو حلال شرعاً، والفتاوى حللت لنا ذلك، فكلما عذبنهن نلنا مرتبة أعظم عند الخالق».

السبايا تباع كالأغنام

«نشطت أسواق النخاسة في #الموصل والرقة، وكانت النساء تُعرض للبيع في أقفاص كالأغنام، وتُرفق كل شابة للبيع بتسعيرة خاصة تحددها مفاتن جسدها»، بحسب ما قالته الصحفية “نورهان حمادة”(صحفية متخصصة في شؤون الجماعات المتطرفة)، وأضافت لـ(الحل نت): «كانت النساء تُجردن من ملابسهن ليتم فحص أجسادهن، ثم يُنقلن في حافلات ليتم بيعهن في أسواق النخاسة التي تُقيّم الأسعار بحسب العمر وجمال الجسد، علماً أن ممشوقات القامة والصغيرات كانت أسعارهن مرتفعة، لاسيما الأطفال منهن، وسعر كل واحدة كانت تتراوح بين (2000 و 3000) دولاراً، وأما الشابات كانت أسعارهن بين (1500 و2000) دولاراً، فيما كانت تتراوح أسعار اللواتي في الثلاثينيات بين ( 800 و 1500) دولاراً».

سوق النخاسة لجذب المجندين

ولفتت “حمادة” في معرض حديثها إلى أن التنظيم وبموجب فتاويه التي كفّرت الطائفة الإيزيديّة واعتبرتهم وثنيين، كان يعطي لمقاتليه الحق في سجن المخطوفات الإيزديّات والمتاجرة بهن في أسواق النخاسة، لأن داعش كان يتوعد الموالين له في كل أنحاء العالم ويشجعهم على الانضمام إلى صفوفه بمنحهم ثلاث فتيات، وأضافت: «كان التنظيم يستخدم النساء للحفاظ على نشاط أسواق النخاسة لجذب المزيد من المجندين من كل مكان».

واختتمت الصحفية “نورهان حمادة” حديثها بالقول: «على الرغم من أن القرآن يُحرم ممارسة الجنس قبل الزواج، إلا أن الوضع كان مختلفاً لدى تنظيم داعش الذي أصدر فتاوى لسماح الرجال بممارسة الجنس من أجل زيادة قدرتهم وحماسهم على أرض المعركة، بالإضافة إلى شراء ما يحلو لهم من الإيزديّات لهذا الغرض، الأمر الذي كان يثير غيرة زوجات داعش المُسمّمة، اللواتي كن يتفنّن في تعذيب المختطفات الإيزديّات، وذلك بسبب أفكارهن الحاقدة أساساً على الأديان الأخرى».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.