انخفاض إصابات كورونا بالعراق: هل الأرقام الحكومية حقيقية أم تحققت “مناعة القطيع”؟

انخفاض إصابات كورونا بالعراق: هل الأرقام الحكومية حقيقية أم تحققت “مناعة القطيع”؟

في الوقت الذي يشهد فيه العالم عودة ارتفاع الإصابات بفيروس #كورونا، يناقض الموقف العراقي الوبائي هذا، ويسجّل انخفاضاً كبيراً وملحوظاً بعدد الإصابات والوفيات، على الرغم من عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، وعودة الحياة بشكل طبيعي في معظم أرجاء البلاد. ما دفع كثيرين للتساؤل عن سبب ذلك، ومعرفة فيما إذا تحققت المناعة الجمعيّة (مناعة القطيع)، بين العراقيين، أم أن الأرقام الرسمية، التي تنشرها #الحكومة_العراقية، غير دقيقة.

 

العراقيون لا يثقون بالمسحات

ولمعرفة الأسباب الحقيقية، التي أدت إلى انخفاض أعداد الإصابات بكورونا في العراق، التقى موقع «الحل نت» بأشخاص أصيبوا بالفيروس، ثم تماثلوا للشفاء، دون أن يطرقوا أبواب المستشفيات على الإطلاق.

“أميرة”، اسم مستعار لإحدى المتعافيات من كورونا، قالت لـ«الحل نت»: «أُصبنا،  أنا وزوجي وأولادي، بكورونا، ولكننا لم نراجع أي مركز صحي حكومي، لإجراء المسحة (اختبار الإصابة بالفيروس)، بسبب ما سمعناه من الأقارب والأصدقاء عن كونها غير دقيقة، وأن نتائجها تتأخر لأكثر من اسبوع، لذلك قرر زوجي أن نأخذ العلاج الكامل، ونبقى محجورين في منزلنا، وهذا حال كثير من زميلاتي في العمل».

“أحمد”، الذي أصيب هو الآخر بالمرض وتعافى منه، قال إن «أغلب المراكز الصحية والمستشفيات في العراق موبوءة، لذلك كان هاجس الخوف يعتريني كلما قررت الذهاب لإجراء مسحة فيها، بعد ظهور كافة أعراض المرض عليّ».

ويضيف: «اعتمدت على البروتوكول العلاجي المعروف في مواجهة كورونا، والتزمت البيت لمدة أربعة عشر يوماً، بعيداً عن العائلة، وشفيت تماماً من المرض، دون اللجوء إلى أي مستشفى أو مركز صحي».

 

أرقام الإصابات غير حقيقية

فيما يرى “جواد الموسوي”، مقرر لجنة الصحة النيابية، أن «الأرقام التي تعلن عنها وزارة الصحة العراقية غير حقيقية».

ويتابع “الموسوي”، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «العدد الحقيقي، للإصابات بفيروس كورونا في العراق، قد يكون يومياً ما بين عشرة إلى عشرين ألف إصابة، ولكن أغلب المصابين، من الذين ظهرت عليهم الأعراض، لم يراجعوا المؤسسات الصحية، مما يجعل الأعداد المنشورة أقل من الواقع بكثير».

مضيفا أن «الوضع يتطلب إجراءات احترازية لموجة ثانية من الوباء، من الممكن أن تضرب العراق، على غرار أوروبا».

لكن الدكتور “أوس كمال”، الذي يعمل في إحدى المستشفيات الخاصة، يعارض هذا  الرأي، ويؤكد أن «العراق لديه تجارب كبيرة بمحاربة الأوبئة، ووصل مرحلة السيطرة على كورونا في الفترة الماضية».

ويبيّن “كمال” لـ«الحل نت» أن «العراق يتجه نحو احتواء الوباء، ولهذا يجب مواصلة الإجراءات الوقائية التي اتخذتها خلية الأزمة الحكومية»، مؤكداً أن «وسائل وزارة الصحة العراقية تطوّرت في مواجهة كورونا، بعد تعرضها إلى ضغوطات كبيرة، في بداية ظهور الوباء في البلاد، نتيجة غياب المستلزمات، لكنها تداركت الموقف، ووفرت كثيراً مما يحتاجه المصابون».

 

 رأي المؤسسات الرسمية

من جهته يعلّق الدكتور “رياض الحلفي”، مدير عام الصحة العامة في العراق، على انخفاض الإصابات بالقول: «من الصعب تحديد السبب الرئيس لهذا الأمر»، لكنه يتوقّع أن «البلاد شهدت انتشار المناعة الجماعية (مناعة القطيع)، ونشوء أجسام حيوية مضادة لكورونا داخل أجسام المواطنين، أسهمت بتقليل انتقال العدوى فيما بينهم».

ويضيف “الحلفي” في حديثه لموقع  «الحل نت»: «توقعاتنا بشأن انتشار المناعة الجماعية مستندة على عوامل عدة، منها فتح كل المرافق الحيوية، وعدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية، فضلاً عن دخول فصل الشتاء، وجميعها عوامل تساعد في انتقال العدوى وزيادة الإصابات، ولكن ما حدث في العراق كان عكسياً، وهذا يشير إلى تكوّن مناعة جماعية، قلّلت عدد الإصابات».

إلى ذلك يرى “حسن خلاطي”، عضو “خلية الأزمة الصحية” في #البرلمان_العراقي، أن «من أهم أسباب انخفاض الإصابات بكورونا في العراق الأسلوب الغذائي الخاص بالشعب العراقي، الذي يلعب دوراً في تعزيز مناعة المواطنين».

ويلفت “خلاطي”، في حديثه لـ«الحل نت»، إلى أن «العراق يعدّ من الدول الناجحة في مواجهة فيروس كورونا، وسنعلن قريباً الانتصار الكامل على الوباء، رغم الإمكانيات البسيطة للقطاع الصحي والبنية التحتية»، حسب تعبيره.

مؤكداً أن «هناك إمكانية لعودة المستشفيات إلى خدماتها الاعتيادية، مع الاحتفاظ بردهة وبائية واحدة في كل مستشفى».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.