توارث عدد كبير من أهالي محافظة #الرقة، مهنة وهواية تربية #الطيور المنزلية والمتاجرة، وعقب ركودها لعدة أعوام سابقة نتيجة الظروف التي مرت بها المدينة، عاودت للانتشار من جديد، لتوفر مستلزمات التربية والأدوية.

وساهم في نشاط “تربية الطيور” إقبال الأهالي على تربية الطيور بمنازلهم كونها هواية، وتوفر دخلاً ممتازاً للمربين ما جعلها مهنة أساسية للعديد من شبان المنطقة، الذين يعانون من شح في فرص #العمل بالتزامن مع ارتفاع سعر #الليرة السورية مقابل #الدولار.

نشاط المهنة.. مقومات تربيتها وأسعارها

“خالد الخميسي”، مربي طيور من المدينة، قال لموقع (الحل نت) إن «المهنة نشطت في الآونة الأخيرة بشكل مُلفت، فأهالي المنطقة بشكل عام توارثوا هواية تربية الطيور سواءً طيور الزينة أو الحمام ، وفي كل حي يوجد محل مخصص لبيع الطيور ومستلزماتها».

وعن أنواع الطيور في الرقة، أشار الخميسي إلى أن «هناك أنواعاً متعددةً لطيور الزينة في المدينة، منها الكروان والكنار العاشق والمعشوق والراماج والبراكيت وذات التاجين والجاوا والزيبرا، وتلقى اهتماماً سواءً للبيعها وكسب الأرباح أو لتربيتها والتمتع بقيمتها الجمالية التي تفوق قيمتها المادية»، حسب قوله.

وبيَّن أن «لكل طائرٍ سعرٌ مختلف عن الآخر بحسب عمره وجماليته ونوعه، فالطيور البلدية تتراوح أسعارها ما بين 10 _ 15 الف ليرة سورية، أما الطيور الاجنبية فقد تصل أسعارها إلى 300 ألف».

مكاسب مادية من بيع لحوم وبيوض الطيور

قال “بكري حداد” وهو تاجر طيور نازح من مدينة #حلب إلى الرقة، لموقع (الحل نت) «ورثت مهنة تربية الطيور والمتاجرة بها من والدي وكنت أملك مدجنة كبيرة لتربية طائر الفري السمان في حلب».

وتابع «عقب نزوحي لمدينة الرقة، حولت غرفة في حديقة منزلي إلى مدجنة صغيرة لتربية طيور السمان بهدف بيع بيوضها ولحمها»، موضحاً أن «المردود جيد لسرعة إنتاج البيوض، فدورة حياة الطائر لا تتجاوز 45 يومياً ليكون جاهزاً للإنتاج، كما أنها لا تحتاج لمقومات تربية عسيرة، وتقتصر على المناخ المناسب وتوفير البقوليات المطحونه كالذرة الصفراء والحنطة وفول الصويا كغذاء لها».

ويملك حداد في المدجنة 700  طائر سمان، ينتجون له 500 بيضة بشكل يومي، ويبيع إلى الأهالي ولأغراض طبية، إذ أنه يساعد في نمو #الأطفال وعلاج المفاصل والأسنان ويعتبر مقوي جسدي عام، ويلقب بيض السمان بـ (الصيدلية المتكاملة) في المناطق الشرقية.

صعوبات تواجه المهنة بشكل عام

ولفت تاجر الطيور “بكري حداد”  إلى أن «ارتفاع أسعار الأعلاف التي تتغذى عليها الطيور، من أبرز الصعوبات التي تواجه المهنة، فيبلغ ثمن كيس العلف 50 كيلو غرام نحو 50 ألف ليرة، ولا يتناسب مع ثمن البيع، ما يدفع بعض المربين لاستبدال العلف بخلطات يدوية مصنوعة من البقوليات، مما يؤثر على كمية الإنتاج وجودتها، إذ يؤدي نقص الغذاء لدى طائر السمان إلى بيض بيوض غير ناضجة».

أما “جلال السعدي”، مربي طيور من المدينة، فتحدث لموقع (الحل نت) قائلاً إن ارتفاع أسعار العلف الخاص بطيور الزينة (الدخن)، يشكل عائق لدى بعض المربين، ويصل سعر الكيلو الواحد إلى 800 ليرة سورية، وأردف «أملك 20 طائراً واحتاج إلى كيلو في كل يوم، ويعد هذا المبلغ كبيراً على الأهالي من ذوي الدخل المحدود».

استيراد وتهريب الطيور

ساهمت عمليات تهريب الطيور الأجنبية، التي نعتمد عليها في التهجين، بتقليص أعداد الطيور ذات الأنواع المميزة في المدينة، بحسب “عز الدين الحسن”، صاحب مزرعة طيور في مدينة #الطبقة.

وأضاف الحسن لموقع (الحل نت) أن «عمليات تهريب الطيور والصيد الجائر ساهمت بشكل كبير في تراجع المهنة وتقلص عدد الطيور في المنطقة، حيث أن أغلب الطيور المحلية التي يتم تهريبها للخارج تواجه صعوبة بالتكاثر في الأقفاص نظراً للبيئة المغايرة عن بيئة مناطقنا».

وبهدف تحسين النسل، نقوم أحياناً باستيراد طيور أجنبية وتهجينها مع طيورنا المحلية لإنجاب أشكال جديدة وبيعها بأسعار أعلى، وفق قوله.

لا داعمين ولا جهة تنظم عمل المهنة

وناشد الحسن الجهات المعنية بـ «ضرورة تشكيل لجنة أو نقابة للاهتمام بمهنة تربية الطيور وتنظيم عملها، والحد من عمليات تهريب الطيور الثمينة من المنطقة».

ويذكر أن مكتب الثروة الحيوانية التابع للجنة الزراعة والري في “مجلس الرقة المدني”، أصدر مؤخراً تعميماً بمنع صيد الطيور والحيوانات البرية، بهدف الحفاظ على التوازن البيئي للكائنات التي تتعرض للصيد الجائر، التي تشكل مصدر دخل هام للعديد من السكان في الرقة.

وفي 15من تشرين الأول الماضي، قام أحد صيادي الطيور الحرة، بصيد “طير حر” من نوع شاهين في منطقة #الجرنية بريف الرقة الغربي، وباعه بـ 53 مليون ليرة سورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.