عاد الهدوء الحذر إلى منطقة عين عيسى شمالي الرقة عقب اشتباكات وُصفت بالعنيفة جرت منذ منتصف ليلة أمس وحتى صباح اليوم في عدة قرى بالريف الشرقي، على خط المواجهة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصيل أحرار الشرقية من «الجيش الوطني».

وبحسب “حمد العلي” من سكان بلدة عين عيسى، فإن البلدة «شهدت أمس نزوحاً خفيفا جراء الاشتباكات وتقدم فصائل المعارضة إلى قريتي جهبل والمشيرفة التي تحولت إلى خط مواجهات منذ أمس».

وقال العلي إن: «اقتراب فصائل المعارضة من استراحة النخيل شرق عين عيسى تسبب عمليّاً بقطع الأوتستراد الدولي بين عين عيسى والحسكة».

وأضاف “حمد العلي” الذي يملك متجراً للموبايلات وسط البلدة أن: «الكثير من أصحاب المحال في البلدة عادوا إلى فتح محالهم صباح اليوم بعد إغلاق كامل يوم أمس».

وأكد العلي أن نقاط الحكومة السورية الثلاث التي تم إنشاؤها مؤخراً لا تزال على وضعها، كما لا تزال القوات الروسية متمركزة في قاعدتها ضمن البلدة، في وقت تسمع أصوات اشتباكات متقطعة منذ الساعة 11 صباحاً.

وقال العلي إن هناك خشية لدى أكثرية سكان البلدة من سيطرة فصائل «الجيش الوطني» ما يعني أن البلدة ستشهد حركة نزوح واسعة، إضافة إلى نهب وتدمير وسرقة وخسارة كل شيء حسب تعبيره.

وأضاف: «في المقابل فإن عودة سيطرة الحكومة السورية تعني أن الغالبية من السكان سيبقون تحت رحمة الأجهزة الأمنية الحكومية خاصة وأن غالبية الشبان مطلوبين للخدمة الإلزامية أو مطلوبين بتهم أخرى أمنية».

وأشار العلي إلى أن قريتي جهبل والمشيرفة كانتا آهلتان بالسكان وأن القصف والهجوم الذي تعرضتا له تسبب بوقوع خسائر في أرواح المدنيين لكن لا يعرف حتى الآن عدد الضحايا أو المصابين من بين سكانهما.

ووفق مصدر ميداني من قوات سوريا الديمقراطية فإن الاشتباكات جرت بالأسلحة الخفيفة صباح اليوم، بعد اشتباكات عنيفة جرت ليلة أمس تخللها قصف بالأسلحة الثقيلة.

وأضاف المصدر أن القوات الروسية تلتزم الصمت، وأن قسد رفضت تسليم البلدة إلى قوات الحكومة السورية حيث تشمل المواجهات قرى المشيرفة وجهبل وتعلك وصيدا في شرق وشمال عين عيسى، مع تركزها بشكل أكبر في المشيرفة وجهبل.

وأشار المصدر إلى أن الاوتستراد الدولي M4 سالك بين عين عيسى باتجاه الغرب نحو منبج ولكنه مقطوع من جهة الشرق.

وكان فصيل أحرار الشرقية وهو أحد فصائل «الجيش الوطني» المعارض أعلن سيطرته على قريتي جهبل والمشيرفة، كما نشرت وسائل إعلام معارضة أنباءً تحدثت عن إطلاق تركيا لعمليّة عسكرية للسيطرة على بلدة عين عيسى.

وتعتبر عين عيسى بلدة ذات أهمية رمزية للإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا ذلك كونها كانت مرشحة لتصبح المقر الإداري للإدارة الذاتية قبل أن تنتقل مؤسسات الأخيرة إلى الرقة أواخر العام الماضي.

وتبعد عين عيسى التي تعتبر نقطة ربط بين الحسكة ومنبج وتقع بين تل أبيض والرقة، نحو 37 كلم عن الحدود السورية التركية أي أنها خارج نطاق المنطقة التي أقرها اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وروسيا في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 والذي يقضي بانسحاب قوات سوريا الديمقراطية مسافة 32 كلم عن الحدود وتسيير دوريات روسية تركية مشتركة.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.