يعمل محققو #الأمم­_المتحدة على مساعدة أبناء الأقلية الإيزيدية في العثور على رفات ذويهم من ضحايا #داعش باستخدام تكنولوجيا الحمض النووي، بعد مرور 6 سنوات على حملة الإبادة الجماعية التي شنها التنظيم ضد الإيزيديين.

وكان الفريق قد بدأ في شهر تشرين الأول الماضي العمل في قريتي #صولاغ و#كوجو في الإقليم الشمالي، موطن الأقلية العرقية والدينية الإيزيدية، التي قُتل أفرادها بالآلاف على يد داعش، بحسب تقريرٍ لـ (ذا ناشيونال).

ويعدُّ الإيزيديون من أقدم الشعوب الأصلية في المنطقة، وللحفاظ على حياتهم وهويتهم، عزلوا أنفسهم تقليدياً في مجتمعاتٍ صغيرة منتشرة بشكل رئيسي في شمال غربي العراق وشمال غربي سوريا وجنوب شرقي تركيا.

وحتى الآن، كشفت السلطات في سنجار عن 17 مقبرة جماعية تحتوي على رفات  نحو 3 آلاف إيزيدي قُتِلوا على أيدي جهاديي تنظيم داعش.

فبين عامي 2014 و2016، أطلق مسلحو التنظيم النار على أفراد الطائفة وقطعوا رؤوسهم وأحرقوهم أحياء، واختطفوا الآلاف منهم، لاسيما النساء والأطفال، وكثير منهن أجبرن على العبودية الجنسية.

العراق الذي أعلن انتصاره على تنظيم داعش عام 2017، لم يُصنّف حتى الآن جرائم التنظيم ضد الإيزيديين، على الرغم من اعتراف الأمم المتحدة بها.

ويؤكّد “مراد إسماعيل” المدير التنفيذي لـ Yazda، وهي منظمة غير حكومية تدعم الشعب الإيزيدي، أن المقابر الجماعية «تمثّل دليلاً واضحاً وملموساً على “الإبادة الجماعية” التي ارتكبت بحق هذه الطائفة».

وكان مجلس الأمن الدولي قد أنشأ عام 2017 فريق تحقيق لمساعدة العراق في جمع الأدلة وحفظها من أجل مقاضاة مجرمي تنظيم داعش في المستقبل. وذلك تحت ضغط من “محامية حقوق الإنسان” “أمل كلوني” والناجين والناجيات الإيزيديين، وحُكِم  العديد من المشتبه بهم بسبب الانتماء إلى هذا التنظيم الإرهابي، وليس على الفظائع والجرائم التي ارتكبوها.

وتقول “كارولين باركر” رئيسة خبراء الطب الشرعي في فريق الأمم المتحدة، في حديث لصحيفة (ذا ناشيونال): «تُستخدم المعلومات التي جُمِعت من أعمال التنقيب عن مسرح الجريمة وتفسيرها لدعم التحقيقات الجنائية، ويمكن تقديمها للمساعدة في المحاكمات الجنائية المنتظرة كشهادة خبراء».

فالغرض من أعمال التنقيب في المقابر، هو العثور على أدلة جنائية تتعلق بجرائم تنظيم داعش. ولتحديد هوية كل ضحية، يطلب المحققون عينات من الحمض النووي من الأقارب لإجراء مطابقة القرابة.

وترى السيدة “باركر” أن الأقارب الأحياء جزء مهم في عملية تحديد الهوية، حيث تقول: «تقارن ملامح الحمض النووي التي حُصل عليها من عينات العظام والأسنان من رفات الضحايا مع ملامح الحمض النووي التي تبرعت بها عائلات الضحايا الذين ما زالوا في عداد المفقودين».

ومن ثم يُجرى بحث على الكمبيوتر لتحديد تطابق الحمض النووي وتقييم قوة تلك التطابقات بين الأقارب الأحياء والضحايا الذين استُخرِجت رفاتهم.

تقول “باركر”: «تصدر تقارير مطابقة الحمض النووي عندما تصل علاقة أسرية معينة إلى مستوى اليقين أو تتجاوز عتبة 99.95 في المائة».

ولا يزال مئات أو ربما آلاف الإيزيديين في عداد المفقودين بعد أن اختطفهم الجهاديون من سنجار. ويُعتقد أن الناجون منهم يعيشون بين عائلات تنظيم داعش المحتجزة لدى القوات الكردية في سوريا.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.