اعترف المعارض السوري “ميشيل كيلو” بعدم قدرة المعارضة وحكومة دمشق على تقرير مصير البلاد، قائلاً: «لا يمكن للنظام ولا لنا نحن المعارضون أن نقرر ما نريد، فتركيا تقرّر عنّا، أما بالنسبة للنظام، فإن إيران وروسيا هما من تقرران عنه».

ونقلت صحيفة (LEFIGARO) الفرنسية، عن “كيلو قوله: «لم نفهم نحن ولا النظام أن المعارضة التي ننخرط فيها؛ ستختفي بتدخّل قوى عظمى مثل روسيا وقوى إقليمية مثل تركيا وإسرائيل وإيران، ومنذ ذلك الحين، الحرب مستمرة، ولكن من أجل لا شيء».

“كيلو” الذي اضطر للفرار من سوريا نهاية 2011، أكّد أن ما أسماها بـ (الثورة) قد «فَقَدَت وحدتها، بعد أن قوّضها نفوذ الإسلاميين الذين جاؤوا بأسلحتهم، واغتالوا ثورة الحرية لقيادة ثورة مضادة، كلنا خسرنا؛ نحن والنظام».

وأضاف المعارض الثمانيني: «كنا ساذجين، كان لابد من إيجاد حل مع النظام، قبل أن يصبح الصراع السوري الداخلي مجرد جزء صغير من الحرب. لكن النظام لم يكن يريد ذلك أبداً، وكان من الصعب قول ذلك في أوساط المعارضة، لأن الناس اعتقدوا أن الأميركيين سيتدخّلون».

تبدو هذه الثورة بعيدة، فقد بدأت في أعقاب الثورات التونسية والمصرية والليبية، حيث أُطيح حكامٌ عرب ديكتاتوريين، وبتشجيع من الغرب لاسيما فرنسا، اعتقد المحتجون أنهم سينجحون.

لكن حكومة دمشق، قمعت الاحتجاجات بالقوة وأراقت الدماء، وتنازل عن بعض المدن ولم يكن لديه خيار آخر سوى طلب المساعدة من حلفائه: حزب الله اللبناني في العام 2013، ثم إيران وميليشياتها الأفغانية والعراقية، وأخيراً روسيا اعتباراً من العام 2015.

كما لم يتردّد الرئيس السوري #بشار_الأسد في لعب الورقة الجهادية، واستغلال التقاعس الدولي، حيث قصف ضواحي دمشق بالغاز في صيف عام 2013. واليوم، يعترف “كيلو” بأن «الناس أبيدوا وحتى أنصار الأسد أبيدوا».

فهناك 387 ألف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان بينهم 117 ألف مدني بما في ذلك 22 ألف طفل، كما فقد الجيش الحكومي أكثر من 130 ألف  مقاتل. وقتل من ميليشيات حزب الله 1700 مقاتل، بينما قتل 57 ألف مقاتل من المعارضة و67500 جهادي.

ولا تشمل هذه الحصيلة 88 ألف شخص ماتوا تحت التعذيب في سجون الحكومة،  وبفضل الدعم الروسي والإيراني، استعادت دمشق أجزاء كبيرة من الأراضي السورية، وهي تسيطر الآن على 70٪ من البلاد.

لكن بأي ثمن؟ أجبرت الحرب أكثر من نصف السكان على الفرار: 6.7 مليون نازح داخل سوريا؛ و5.5 مليون لاجئ خارج بلادهم.

عن ذلك يقول “كيلو”: «كتبت مقالاً بعنوان (أسديتين في سوريا)، أحدهما حيث يحكم مناطق النظام والآخر في الداخل في ما يسمى بالمناطق المحررة في الشمال الغربي. ففي محافظة إدلب وريفها، يوجد في الواقع نظام أسد آخر، بلا حرية، ويلجأ إلى نفس أساليب القمع».

أنقذ “الأسد” سلطته، لكنه يحكم كومة من الخراب، واقتصاده تخنقه العقوبات الدولية. ومنذ ما يقارب من عام، في 7 كانون الثاني 2019، جاء حاميه #فلاديمير_بوتين لرؤيته في دمشق لأول مرة.

ويعترف “كيلو” أن «لا شيء جيد لصالح المعارضة». فالروس موالون للأسد، لكنه لا يزال يأمل بأنه إذا طلب منهم الأميركيون الجلوس على نفس الطاولة لإيجاد اتفاق، قد ينشأ أمل جديد في إنهاء الجحيم السوري.

بعد عشر سنوات من التضحيات في حرب التقلّبات هذه، لا يزال هناك شيء واحد مؤكد بالنسبة للمعارض السوري اللاجئ في فرنسا، وهو «أن الناس لن تعود إلى حضن بشار الأسد إذا اختار العالم إبقاءه في الحكم، يجب على العالم أن يعطي السوريين بديلاً».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.