حرب الموارد المالية في العراق: هل الحكومة العراقية عاجزة عن حماية النفط والكهرباء من خلايا داعش؟

حرب الموارد المالية في العراق: هل الحكومة العراقية عاجزة عن حماية النفط والكهرباء من خلايا داعش؟

يزداد نشاط خلايا تنظيم #داعش، في الآونة الأخيرة، في استهداف الآبار والحقول النفطية، وأبراج نقل الطاقة الكهربائية، في عددٍ من المحافظات العراقية، الأمر الذي تعدّه مجموعةٌ من المراقبين «سياسةً جديدة، يهدف من خلالها التنظيم المتشدِّد لاستعادة قوته».

واستهدف تنظيم داعش حقول “خباز” النفطية في مدينة #كركوك، ما تسبَّب بوقوع خسائر اقتصادية كبيرة، وتوقف تصدير النفط لمدة ثلاثة أيام. في وقتّ كرّر فيه التنظيم المتشدد استهدافه لأبراج نقل الطاقة الكهربائية، غربي محافظة #الأنبار، للمرة الثانية على التوالي في أقل من أسبوعٍ واحدٍ، ما أدى لقطع التيار الكهربائي عن عدد من أقضية المحافظة.

 

الحربُ الاقتصاديةُ

يقول “هاوكار الجاف”، الباحث في شؤون الجماعات المتشددة،  إنَّ «تنظيم داعش، بعد أنِّ استعاد قوته العسكرية، وحشد عناصره في عدد من مناطق العراق، بات بحاجة ماسة للتمويل».

مبيناً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «التنظيم أراد من استهدافه الحقول النفطية، وأبراج نقل الطاقة الكهربائية، توصيل مجموعة رسائل لعدة جهات، وتحقيق مجموعة غايات».

موضحاً أنَّ  «داعش لديه خبرةٌ كبيرةٌ في تجارة النفط وتهريبه، وبعد عملية تحرير المحافظات العراقية، كان هنالك تعاون بين التنظيم المتشدّد ومافيات سياسية، من أجل استمرار تهريب النفط».

وأكد الخبير العراقي أن «التنظيم يستفيد من تفجير أبراج الطاقة الكهربائية، من خلال فرض الإتاوات على المقاولين، الذين سيتولون عملية نصب أبراج جديدة، وبالتالي سيحقق أرباحاً مالية، تصبّ في خدمة غاياته التنطيمية».

 

رعبٌ وتخويفٌ

“أحمد المحلاوي”، القيادي في الحشد العشائري بمحافظة الأنبار، يرى أنّ «تنظيم داعش يحاول إثارة الرعب والخوف في صفوف المواطنين، من خلال استهداف مصادر الطاقة الأساسية».

لافتاً، في تصريحاته لموقع «الحل نت»، إلى أنّ «الطاقة الكهربائية تعتبر خدمة ضرورية ومهمة للمواطنين، تتعلق حياتهم اليومية بها، لذلك يحاول التنظيم ترسيخ فكرة أنَّه قويٌ وموجودٌ على الساحة، وقريبٌ من الأحداث».

وأشار إلى أنَّ «التنظيم المتشدد يريد بثّ الرعب في صفوف المواطنين، لمنعهم من التعاون مع القوات الأمنية، في كشف تحركاته وخطواته، ويريد أيضاً إيصال رسالة إعلامية، تهدف لرفع معنويات أنصاره ومقاتليه».

 

مافياتٌ سياسيةٌ

الكاتب والمحلل السياسي “أحمد الأنصاري” يشير إلى أنَّ «هنالك جهات سياسية وتجارية تستفيد من قيام التنظيم المتشدد باستهداف حقول النفط وأبراج الطاقة الكهربائية».

ويضيف، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «هذه الجهات لها غايات تجارية، وهي من تتولى عمليات نصب الأبراج مجدداً، وهنالك تعاون بينها وبين تنظيم داعش، كما أنَّ هنالك مافيات تقوم بعمليات تهريب النفط، وتستفيد من العمليات التي يقوم بها التنظيم».

وبيَّن أنًّ «هنالك مافيات سياسية وتجارية تريد استغلال حالة الضعف التي تعيشها البلاد، خاصةً في ظل وجود حكومة ضعيفة، من أجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية خاصةً بها».

مستدركًا بالقول إنَّ «على #الحكومة_العراقية أن تولي أهتماماً كبيراً لاقتصاد البلاد، ومنع تنظيم داعش من تحقيق غاياته، ففي المرحلة المقبلة سيكون للاقتصاد دورٌ كبيرٌ في الحرب على الإرهاب، وتجفيف منابع التنظيم الاقتصادية، ومنعه من الحصول على أيةِ موارد، سيقلّلان من قوته».

 

الاستعانة بشركة أمنية خاصة

“مزاحم الحويت”، المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، دعا لـ«الاستعانة بشركة أمنية أجنبية خاصة، لحماية حقول النفط وأبراج الطاقة الكهربائية».

مؤكداً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «الأيَّام الأخيرة شهدت ارتفاع وتيرة هجمات تنظيم داعش، التي تستهدف حقول النفط، ما يشكّل خطورة بالغة، تتطلبُ مواجهتها جهوداً كبيرة، لمنع التنظيم من الحصول على مزيد من الموارد المالية، وتخريب اقتصاد البلاد».

واختتم حديثه بالقول: «إذا كانت الأجهزة الأمنية العراقية غير قادرة على حماية الحقول النفطية وأبراج الطاقة، فعلى الحكومة العراقية الاستعانة بشركة أمنية أجنبية متخصصة، مزودة بأحداث أجهزة المراقبة، لمنع تكرار هذه الهجمات، التي سيكون لها نتائج وخيمة، على المستويين الأمني والاقتصادي».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.