فيالق الجنوب السوري الروسية: ما مصلحة روسيا من عسكرة محافظة السويداء؟

فيالق الجنوب السوري الروسية: ما مصلحة روسيا من عسكرة محافظة السويداء؟

أكد ناشطون محليون من محافظة #السويداء، لموقع «الحل نت»، «التحاق ما يزيد عن خمسين فاراً ومتخلّفاً عن الخدمة الإلزامية بمعسكر “رساس”، جنوبي مدينة السويداء، عقب تسوية مع الشرطة العسكرية الروسية، عُقدت بعيد الزيارات المكثّفة، التي قام بها جنرالات روس، إلى القيادات الروحية والاجتماعية في المحافظة، بهدف إطلاق تسوية شاملة لكل المطلوبين للخدمة الإلزامية والفارين من #القوات_النظامية، تمهيداً لتجميعهم في تشكيل عسكري واحد، وإطلاق فيلق مستقل في المحافظة، شبيه بالفيلق الخامس في #درعا، الموالي لروسيا».

“حسن حامد”، أحد المشرفين على التسوية الجديدة، أكد لـ«الحل نت» أن «الشبان، الذين عقدوا التسوية، تجمعوا أساساً في معسكر “رساس”، وهو معسكر سابق لمنظمة “طلائع البعث”، وتم التنسيق مع فرع أمن الدولة، القريب من #روسيا، بهذا الخصوص».

وأشار “حامد” إلى أن «كل متخلّف عن الخدمة، أو فار منها، ينال مبلغ خمسة وسبعين ألف ليرة سورية من الروس، إضافة للراتب الذي يتلقاه من القوات النظامية، مع توفير الطعام والشراب له بشكل كامل. وإذا أراد أن يخدم خارج المحافظة، تحت إشراف روسي، فسينال مئتي دولار شهرياً».

الناشط المدني “شادي فيصل” اعتبر هذه التسوية «استغلالاً للوضع الاقتصادي المتدهور، ومحاولة لعسكرة السويداء، وخلق كيان مسلّح كبير فيها، ليتم زجّه لاحقاً في المعارك الدائرة في أي مكان بسوريا، لحماية المصالح الروسية».

 

بدايات عسكرة السويداء

«بدأت محاولات بناء فيلق مستقل في السويداء قبل هجوم القوات النظامية والطيران الروسي على محافظة درعا الجارة في العام 2018، من خلال زيارات مكثّفة لضباط روس لقيادات في حركة #رجال_الكرامة، التي رفضت العروض الروسية، من مبدأ أنها ليست طرفاً في الصراع، وأن الغاية من وجودها حماية المحافظة من التطرّف والتهديدات الخارجية»، بحسب المحامي “عماد الموسى”، وهو اسم مستعار لناشط حقوقي من السويداء.

ويضيف “الموسى” في حديثه لموقع «الحل نت»: «كرّرت روسيا محاولاتها مع أطراف محلية في المحافظة، بعد التسوية مع فصائل المعارضة في درعا، وعقب هجمات تنظيم #داعش على السويداء، في تموز/يوليو من العام 2018، لكن كل ذلك لم يفلح، وفشلت روسيا في ضغوطها، رغم وجود الإيرانيين في المحافظة، ودعمهم لفصيل #الدفاع_الوطني. ولكن بعد المعارك التي اندلعت في أراضي بلدة #القريا، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بين فصائل محلية من السويداء، واللواء الثامن التابع للفيلق الخامس في درعا، والمصالحة بين أبناء المحافظتين، بعد جهد عسير، استغلّت روسيا الهدوء العسكري، وبروز نجم “لؤي الأطرش”، أمير بلدة “دار عرى”، الذي كان أحد أركان الحل، كي تطرح عليه فكرة التسوية، وتدعم ذلك بزيارات مكثفة لمشايخ العقل ووجهاء المحافظة، الذين اجتمعت مع بعضهم في فرع أمن الدولة بمدينة السويداء، وهذا يدلّ على أن #الحكومة_السورية على علم بالمفاوضات، وتوافق عليها».

 

ما المصلحة الروسية في المحافظة؟

الإعلامي المستقل “ريان معروف” يرى أن «روسيا ليس لديها أي حلول جديّة للواقع الحالي، وخصوصاً الوضع الاقتصادي المتدهور. ويقتصر دورها على تجنيد الشباب، لحماية مصالحها داخل سوريا وخارجها». ويستدرك بالقول: «من يتحدث عن وجود صراع إيراني-روسي في الجنوب السوري واهم، فروسيا تتصرف كأنها المسيطر الوحيد على غالبية البلاد».

ويؤكد “معروف” لموقع «الحل نت» أن «القوات النظامية ليس بحاجة للشباب المتخلفين عن الخدمة بالسويداء في هذه الفترة، فهي استطاعت حشد آلاف المقاتلين من الميلشيات الأجنبية، وخاصة الإيرانية منها. والسويداء لا تمتلك خزاناً بشرياً كبيراً، والحرب اليوم لم تعد حرباً تقليدية. كما أن روسيا يمكنها أن تجد حلولاً كثيرة، عندما تواجه نقصاً في المقاتلين».

بينما يرى المعارضون للوجود الروسي في السويداء أن هذه التحركات «تهدف لتفتيت كل ما يعيق مشروع روسيا في السيطرة على سوريا بأقلّ التكاليف، وجعل الجنوب السوري تحت هيمنتها الكاملة، بعيداً عن تأثيرات دول أخرى، مثل #إيران والولايات المتحدة وبريطانيا، وهي دول تعدّ هذه المنطقة بالذات امتداداً طبيعياً لمصالحها».

الناشط المدني “سعيد ع”، الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل للضرورة الأمنية، قال لموقع «الحل نت» إن «عسكرة السويداء تهدف لتفريغ المحافظة من أي معارضة للمشروع الروسي التوسعي، وقطع الطريق على أي وجود خارجي غير روسي فيها، وعدم تركها محايدة وقابلة للحكم الذاتي، كما يخطط عدد من أبنائها منذ فترة طويلة».

 

أكبر فصائل السويداء تراقب عن كثب

«حركة رجال الكرامة، أكبر فصيل مسلح في السويداء، تدعم أي تحرك إيجابي، يخدم المصالح الوطنية، ومصالح أبناء المحافظة، وبالمقابل فإنها ستقف ضد أي مشروع تخريبي وأيديولوجي، يضرّ بالوطن وبأهالي السويداء»، بحسب “أبي تيمور”، من الجناح الإعلامي لحركة رجال الكرامة.

وأكد “أبو تيمور”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الحركة تراقب التطورات الأخيرة، والتحركات الروسية عن كثب، وتتابعها دون تدخل، إلى أن تتضح الصورة النهائية لما يريده الروس من أبناء المحافظة»، مبيّناً أن «الحركة رفضت سابقاً أن تكون طرفاً في #الحرب_السورية، وترفض زجّ أبناء السويداء في أي اقتتال داخلي، يزيد الشرخ، ويعمّق الجراح بين أبناء الوطن الواحد».

ورغم الثقة الواضحة في التصريحات الصادرة عن “رجال الكرامة” فإن كثيرين من أبناء المحافظة يرون أن الخيارات المتاحة للسويداء قليلة ومعقدة، وتنطوي على مخاطر جمّة مستقبلاً، فإما أن تقبل بالسيطرة الروسية المباشرة، كما هو الحال في درعا والقنيطرة، أو تفسح المجال لإيران، الطامحة للسيطرة على الجنوب السوري، أو تسمح لأبنائها بالقتال مع القوات النظامية، وكل ذلك يأتي مع إغراءات مادية كبيرة من كل الأطراف.

«يبدو الخيار الروسي أقرب للتحقق، فهو أهون الشرور»، يقولها، دون ارتياح كبير، ناشط محلي، تتعدد الأسباب التي تجعله يرفض الكشف عن اسمه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة