الرجل أيضاً يعاني من مشاكل في الهرمونات

عزيزي الرجل، قد تستيقظ في أحد الصباحات بمزاج معكر، تجبر جسدك على النهوض من السرير، تغسل وجهك، تشرب قهوتك، تسمع فيروزك، تفتح النافذة، لكن أيّاً من هذه الحيل لا ينفع في جعل صباحك أفضل، أي منها لا يشعرك بالرغبة في الذهاب إلى العمل أو برد السلام على زملاؤك، أو بالتعامل بموضوعية مع زحمة الطريق.

سيلاحظ زملاؤك أن مزاجك معكر، قد يحاولون تحاشيك ويكتفون بتعليق «مالو رايق اليوم» لكن أحد منهم لن يهمس ساخراً «شكلو جايتو الدورة»! وأحد منهم لن يسخر من قراراتك وتعليقاتك خلال الاجتماع هامساً «إنها الهرمونات»!

سيتعاملون مع تبدلات مزاجك على أنها شيء طبيعي لا يستدعي السخرية أو التهكم، ولكن ماذا لو أن هذا المزاج المتقلب كانت صاحبته امرأة؟

هل نتخد نحن السيدات قرارت غبية خلال فترة الدورة الشهريّة؟

سؤال طرحناه على البروفيسور الأكاديمي والاختصاصي الإكلينيكي بالصحة النفسية والجنسية والعلاج النفسي الجنسي ورئيس الجمعية البولندية للمعالجين “بسام عويل”، فأجاب: «من الغباء الظن أو الاعتقاد أو التفكير بأن الإناث تأخذن قرارات “غبية” خلال فترة الدورة الشهريّة»، موضحاً أن الأنثى «تمر أثناء الدورة بحالات انفعالية تضبط إلى حد ما معدل الإثارة الجنسية والانجذاب تحت تأثير الهرمونات الجنسية، ولكن ذلك لا علاقة له بالذكاء أو الغباء».

ولكن ماذا عن تبدلات المزاج وسرعة الغضب والانفعال؟

يجيب الدكتور “عويل” لـ (الحل نت): «الهرمونات تؤثر بالطبع على تقلبات المزاج، لكن هذا الأمر المشترك بين الرجال والنساء»، ويوضح البروفيسور المختص بالصحة النفسية والجنسية أن «هرمونات الرجل  تتغير بشكل يومي، وهي تؤثر أيضاً على مزاجه وعلى سرعة التهيج الجنسي لديه، كما أن كثرة المثيرات وتعددها لدى الذكور فهي أضعاف مضاعفة عن مثيلتها عند الإناث، يؤثر كذلك على تقلب مزاج ورغبات الرجل».

ويعلق الدكتور “عويل” على وصف البعض قرارات النساء خلال فترة الدورة الشهريّة بـ «القرارات الغبية»، قائلا: «الذكاء مرتبط  بطبيعة الشخص وبسرعة البديهة والتفكير، فضلاً عن وسع المعلومات والقدرة على معالجتها والتعامل معها».

وتتراوح أعراض اضطرابات ما قبل الحيض، ما بين الحزن والرغبة في البكاء إلى الاكتئاب الشديد والكسل وانقطاع الشهية أوزيادتها، كذلك الرغبة في النوم أو عدم القدرة على النوم، والشعور بالتوتر أو الغضب، وتقلبات في المزاج والرغبات، بالإضافة إلى أعراض جسدية ونفسية أخرى تختلف من سيدة إلى أخرى.

وتحدث اضطرابات ما قبل الحيض في الفترة التي تسبق الحيض مباشرة وتختفي مع بداية نزول الحيض، أي خلال الأسبوع الأخير من الدورة الشهريّة.

وتحدث هذه الاضطرابات بسبب التبدلات الهرمونية المصاحبة والسابقة لفترة الحيض، والتي ينتج عنها اختلال التوازن ما بين هرموني “الإستروجين” و”البروجستيرون”، وكلما كانت نسبة ارتفاع هرمون “البروجستيرون” أكبر كلما زاد تأثير الأعراض.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.