قد تكون أعياد الميلاد في هذا العام، مختلفةً بالنسبة لوالد أحد الأطفال البلجيكيين والذي اصطحبته والدته معها إلى سوريا عام 2014 والالتحاق بتنظيم داعش، دون رغبة الأب.

عاد الصبي الصغير الذي يبلغ من العمر 9 أعوام إلى حضن والده، بعد موافقة الأم على إرساله للعيش مجدداً في بلجيكا.

«أريده أن يذهب، لا يمكنه البقاء هنا لفترة أطول، إنه مكتئب، والطفل المصاب بالاكتئاب في التاسعة ليس طبيعياً […]. إنه لا يذهب إلى المدرسة هنا لأنه مصاب بالاكتئاب»، تقول الجهادية البلجيكية واصفةً حال ابنها.

تقيم الجهادية البلجيكية مع أطفالها الثلاثة وعشرات الجهاديات الأخريات في #مخيم_روج في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على الحدود السورية التركية، فهي كانت من بين الذين غادروا بلدة #الباغوز، آخر معاقل التنظيم والذي سقط في شهر آذار 2019.

الرحلة التي قامت بها “هايدي دي باو” مديرة منظمة Child Focus، إلى سوريا مع جمعية ضحايا الإرهاب “V-Europe” وكذلك البرلمانيين البلجيكيين “جورج داليماني” و”كوين ميتسو”، ساعدت في إعادة الطفل إلى والده، بحسب (RTBF Info) الفرنسي.

فباستخدام هاتفها الذكي، تُسجّل “دي باو” إعلان الأم عن استعدادها للسماح لابنها بالرحيل، من أجل نقل الرسالة إلى السلطات البلجيكية.

تقول الأم: «أطلب أن يتمكن ابني من العودة إلى بلجيكا للالتحاق بوالده، إنه أمر صعب للغاية بالنسبة لي، ولكني أعلم أنه من أجل مصلحة ابني، وأود أيضاً ألا ننسى طفلَي الآخرين لأنهم أبرياء، فهم ليسوا مسؤولين عن خياراتي».

كان خيارها هو خيار خلافة تنظيم #داعش، ومع والد ولديها الأصغر سناً، وهو جهادي في منصب جيد في صفوف التنظيم، التقيا على الأرض هناك.

والدة الطفل لن تعود إلى بلجيكا

بالنسبة لهذه الأم الجهادية، العودة إلى بلجيكا ليست خياراً، فبلجيكا ترفض إعادة مواطنيها البالغين الموجودين في المنطقة العراقية السورية، والهروب من المخيم في محاولة لمغادرة سوريا عبر تركيا أمر محفوف بالمخاطر وغير مضمون.

أما بالنسبة لأطفالها المولودين في سوريا من أبٍ جهادي، فهي تطلب المساعدة الإنسانية على الفور لأنهم، وعلى حد قولها: «أصغر من أن يُفصلوا عني، ابنتي صغيرة جداً، فهي تبلغ من العمر 3 سنوات فقط».

وتم إرسال مقطع الفيديو الذي صورته “دي باو” إلى بلجيكا، ثم أُجريت اتصالات سرية منذ الساعات التالية بين البلجيكيين والسلطات المحلية الكردية.

ورغم عدم وجود اعتراف رسمي بالإدارة الذاتية الكردية، فإن بلجيكا تناقش وتتبادل الوثائق مع الأكراد في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد “روجافا”. ووزارة الخارجية البلجيكية تتحدث عن “تعاون مع السلطات المحلية”.

وفي منتصف شهر كانون الأول الجاري، تم التوصل إلى اتفاق بشأن موضوع إعادة هذا الطفل، وتم التصديق عليه من قبل الحكومة البلجيكية، كما تم تحضير وثائق السفر اللازمة.

من جانيه، يعتقد والد الطفل أن زوجته قد تم التلاعب بها من قبل من قام بتجنيدها ودفعها إلى المغادرة إلى سوريا بزعم “القيام بعمل صالح”، ويتابع قائلاً: «خطأها الفادح الذي ارتكبته، هو أخذها للصغير معها»، بحسب تصريحٍ لـ راديو وتلفزيون بلجيكي.

وآخر مرة رأى فيها هذا الرجل ابنه، كان يوم “عيد الأب في عام 2014”. وفي السنوات الأخيرة، تمكنوا أحياناً من التواصل عن طريق رسائل الماسنجر مع بعض الصور والرسائل الصوتية. وآخر رسالة كانت في يوم عيد ميلاد الأب. «كانت أكبر هدية عيد ميلاد لي منذ 10 سنوات. قال لي فيها: عيد ميلاد سعيد يا أبي، أردت فقط أن أخبرك أنني أحبك»، يقول الأب.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.