عقب تجدد قصف السفارة الأميركية في بغداد: هل تنصّلت إيران من الميلشيات الموالية لها في العراق؟

عقب تجدد قصف السفارة الأميركية في بغداد: هل تنصّلت إيران من الميلشيات الموالية لها في العراق؟

بعدَ “هدنةٍ” مؤقتةٍ، عاد استهدافُ الوجود الأميركي في العراق مجدداً، بعد قصف صاروخي، استهدف السفارة الأميركية في #المنطقة_الخضراء، داخل العاصمة #بغداد.

الاستهداف الجديد يأتي بالتِزامن مع إحياء #البرلمان_العراقي، والأحزاب والفصائل المقرّبة من #إيران، للذكرى الأولى لحادثة اغتيال #قاسم_سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، و”أبي مهدي المهندس”، نائب رئيس هيئة #الحشد_الشعبي.

وأدانت الرئاسات الثلاث في العراق الاستهداف الجديد للسفارة، كما أعلنت أغلب الفصائل الموالية لإيران عدم صلتها به، فيما دعا مقتدى #الصدر، زعيم التيار الصدري، الولايات المتحدة لعدم الرد على القصف.

وبعد يومٍ واحدٍ من القصف الصاروخي، أعلن رئيس الحكومة العراقية مصطفى #الكاظمي، عن اعتقال مجموعة أفراد، على صلة باستهداف السفارة الأميركية في بغداد، فيما أكَّد «استمرار التحقيقات لمعرفة من يحاول إثارة المشاكل، وترويع البعثات الدبلوماسية».

 

إيرانُ ترفعُ يدها

مصادرٌ سياسيةٌ مطَّلعةٌ، في العاصمة بغداد، أكدت لموقع «الحل نت» أنَّ «”إسماعيل قآاني”، خليفة سليماني في قيادة فيلق القدس، أجرى زيارة سرية لبغداد، التقى فيها رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي».

المصادر بيّنت أنَّ «”قآاني” أكَّد للكاظمي عدم مسؤولية إيران عن القصف الأخير، الذي استهدف السفارة، وطلب منه توضيح ذلك للأميركيين».

وأضافتْ أنّ «إيران رفعت يدها عن بعض الفصائل المسلحة داخل العراق، وأبلغتْ #الحكومة_العراقية بأنّها لنْ تقومَ بأفعال تزعزع الأمن والاستقرار داخل المدن العراقية».

 

تضحيمٌ إعلاميٌ

“مؤيد الجحيشي”، الخبير في الشأن الأمني، يرى أنّ «إيران لنْ يكونَ بمقدورها الرد على الولايات المتحدة، ولن تفعل أيَّ شيء في ذكرى اغتيال سليماني».

مبيناً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «هنالك تضخيماً إعلامياً لدور إيران وقوتها العسكرية، كما جرى مع نظام صدام حسين، وطهران تعرف حجمها الحقيقي، وهي لن تورّط نفسها مع الولايات المتحدة، وستتخلى عن الفصائل الموالية لها في العراق، إذا لزم الأمر».

وأشار إلى أنّ «الرئيس الأميركي دونالد ترامب لديه النيةُ لاستهداف الوجود الإيراني في العراق، وهذه السياسة لن تتغير في عهد الرئيس القادم جو بايدن، لأن الولايات المتحدة لديها خطط، ترسمها مؤسسات الدولة، ولا ترتبط بأشخاص، لتحجيم دور #طهران، والتفرّد بالعراق».

موضحاً أنّ «زيارة قائد فيلق القدس إلى بغداد، دليلٌ على أنّ إيران تعترف بضعفها، وعدم قدرتها على مواجهة الترسانة الأميركية، وقوتها العسكرية والاقتصادية، لذلك قامتْ بتوسيط الكاظمي لمنع ضربةٍ محتملةٍ عليها، خلال الأيَّام المقبلة».

 

كردستان حلاً مؤقتاً

الكاتب والمحلل السياسي “علي البيدر” أشار إلى أنَّ «الحكومة العراقية، برئاسة الكاظمي، محرجةٌ أمام الولايات المتحدة، لعدم استطاعتها حماية السفارة الأميركية، ومنع قصفها بشكل متكرر».

لافتاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، إلى أنَّ «واشنطن تريد القيام بضربةٍ سريعةٍ، شبيهةٍ بتلك التي حدثتْ مطلع العام الحالي، ولكنها، قبل ذلك، ستقوم بتأمين سفارتها، ونقل موظفيها إلى #أربيل، عاصمة إقليم كردستان».

وبيّن أنَّه «من المستحيل أنْ تتخلى واشنطن عن العراق، سواءً في عهد ترامب أو بايدن، ولكنها تحاول تخفيف ضغط الميلشيات الموالية لإيران، عبر محاولة نقل مجموعة من موظفيها وقواعدها إلى #إقليم_كردستان، للحفاظ على أرواحهم».

 

لا غلقَ للسفارة

من جهته يرى “كاطع الركابي”، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، أنّ «أميركا ليست لديها نية لغلق السفارة في بغداد إطلاقاً، فهي تمتلك منظومةُ صواريخ، قادرة على تأمين الحماية الكاملة للموظفين».

مؤكداً، في تصريح خصّ به موقع «الحل نت»، أنَّ «سياسة الرئيس الجديد جو بايدن تختلف عن سياسية ترامب، وسيكون هنالك تفاهمٌ دبلوماسيٌ مع إيران، للتوصل لحلول، حول المشاكل العالقة بين البلدين».

واستكمل حديثه بالقول إنَّ «السفارة الأميركية في بغداد هي أكبرُ سفارة في العالم، وفيها مصالحٌ كثيرةٌ، ولن تغلقها الولايات المتحدة إطلاقاً، ومايجري الحديثُ عنه هو مجردُ تهويل إعلامي، ومحاولة للضغط على حكومة الكاظمي، لكشف المسلحين الذين يقومون بالقصف».

ولفت إلى أنَّ «البرلمان العراقي اتَّخذ قراراً، وصوَّت عليه بالإجماع، بوضع جدولٍ زمني لخروج القوات الأميركية من البلاد، ونحن ننتظر من الكاظمي العمل لتطبيق هذا القرار، ولكن بنفس الوقت نحن مع بناءِ علاقاتٍ متميزةٍ، يسودها الاحترامُ المتبادلُ، مع الولايات المتَّحدة».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.