عودة نشاط داعش في دير الزور: هل خلايا التنظيم هي وحدها المسؤولة عن الانفلات الأمني في المحافظة؟

عودة نشاط داعش في دير الزور: هل خلايا التنظيم هي وحدها المسؤولة عن الانفلات الأمني في المحافظة؟

أثارت عمليات الاغتيال والابتزاز المتكررة، التي تنفذها خلايا تنظيم #داعش بريف #دير_الزور الشمالي الشرقي، مؤخراً، مخاوف سكان المنطقة من صعود جديد للتنظيم، على الرغم من العمليات الأمنية المتواصلة، التي تنفذها #قوات_سوريا_الديمقراطية (قسد)،  بإسناد جوي من #التحالف_الدولي، والتي تؤدي، في كل مرة، إلى اعتقال العشرات من أعضاء التنظيم.

 

قتل وترهيب تحت مسمى “الزكاة”

ووفق معلوماتٍ، حصل عليها موقع «الحل نت»، من مصادر محلية في المحافظة، فإن «خلايا التنظيم باتت ترهب الأهالي، في قرى وبلدات ريف ديرالزور الشمالي، بطرقٍ مختلفة وبوضح النهار، مثل تفجير قنابل صوتية أمام أبواب بيوتهم، وكذلك تهديدهم بالخطف والقتل ذبحاً، لإرغامهم على دفع إتاوات، تحت مسمى “الزكاة”».

وخلال الشهريين الماضيين فقط، نفّذت خلايا التنظيم  أكثر من سبع عشرة عملية، استهدفت خلالها مدنيين، وعناصر مدنية وعسكرية تابعة للإدارة الذاتية و”قسد” في المنطقة، خلّفت قتلى وجرحى.

“محمد قلاب”، مدني نازح إلى قرية “الحوايج”، يعمل بتجارة المواشي، تحدث لـ«الحل نت» عن كيفية استهداف منزله من قبل خلايا التنظيم، في الثالث من شهر كانون الأول/ديسمبر الحالي: «طالبتني خلايا التنظيم، مراراً، بدفع مبلغ مالي بقيمة ألفي دولار، تحت مسمى “الزكاة”، وعندما رفضت ذلك، تلقيت تهديداً بالقتل، عن طريق رسائل نصية على هاتفي المحمول».

ويتابع “القلاب” سرده بالقول: «الخلايا نفّذت تهديدها، ولكن لطف الله أنقذني، وأفراد أسرتي، من قنبلة يدوية، تم إلقاؤها على منزلنا، فاقتصرت أضرارها على الماديات فقط»، وفق تعبيره.

وجاءت الحادثة بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من عملية استهداف أخرى، قامت بها خلايا التنظيم، تجاه منزل مدني نازح من محافظة #إدلب، يعمل في بيع الحلويات بمدينة “البصيرة” بدير الزور، رفض بدوره دفع مبلغ ألفي دولار للتنظيم، واقتصرت الأضرار على خسائر مادية فقط، وفقاً لمصادر محلية.

من جهته أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن «خلايا التنظيم طالبت أحد المواطنين، وهو “بسام الهبالي”، مدير المواصلات لدى “مجلس ديرالزور المدني”، في بلدة “جديد عكيدات”، في الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، بدفع مبلغ مالي، وبعد رفض “الهبالي” دفع المبلغ، أقدمت خلايا التنظيم، على إلقاء قنبلة صوتية على منزله، واقتصرت الأضرار على المادية فقط. وسبق أن تعرّض مدني آخر، يدعى “محمد جمال النجم”، من بلدة “البصيرة”، لمحاولة اغتيال، خلال الشهر ذاته، بعد تهديده من قبل خلايا التنظيم، لرفضه دفع إتاوات، تحت مسمى “الزكاة”».

 

تكثيف الجهود الاستخبارية

وتقول قيادة قوات سوريا الديمقراطية إن «خلايا التنظيم نشطت في الآونة الأخيرة، في ريف دير الزور الشمالي الشرقي»، ودعت، في اجتماعات متفرقة مع التحالف الدولي، إلى «تقديم مزيد من الدعم للقضاء على خلايا داعش».

ونشرت “قسد”، في تموز/يونيو الفائت، بياناً، أوضحت فيه أن «هجمات داعش تزايدت في الفترة الأخيرة، مما شكل خطراً حقيقياً على سلامة الناس وأمنهم واستقرارهم».

وأضافت: «بعد عمليات التحرّي وجمع المعلومات، بالتعاون مع قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، والتنسيق مع الجيش العراقي، بدأت قواتنا بحملة “ردع الإرهاب”، لملاحقة وتعقّب خلايا تنظيم داعش في المنطقة».

وقال مسؤول عسكري، يعمل ضمن قيادة العمليات المشتركة في “قسد”، لموقع «الحل نت»، إن «خلايا التنظيم  تتبع أسلوب  نشر الفوضى والرعب بين المدنيين، كما فعلت قبيل سيطرة التنظيم على المنطقة في عام 2014، إلا أنها الآن لا تستطيع السيطرة على منطقة محددة، لأن ذلك لم يعد يخدم التنظيم ومخططاته المستقبلية، فهو يحاول إيصال رسالة لأنصاره بأن عناصره موجودة بكثرة، ومنتشرة، وتنفّذ عملياتها بشكل مستمر، إلا أن ذلك غير صحيح، فدليل إفلاس  التنظيم هو السرقات التي تقوم به خلاياه من المدنيين، تحت مسمى الزكاة، بشكل زاد عن الحد مؤخراً»، وفق تعبيره.

ولفت المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إلى أن «العمليات، التي تنفذها خلايا التنظيم في عموم المنطقة الشرقية، تكشف عن وجود نوع من التنسيق في الهجمات بين الخلايا، رغم الاعتقاد بأن مركزية داعش في تنفيذ العمليات قد انتهت، بمقتل زعيمه السابق “أبي بكر البغدادي”».

وأوضح أن «جهاز مكافحة الإرهاب في “قسد”، بالتعاون مع قوات التحالف الدولي،  تتعقّب تلك الخلايا بشكل مستمر، كما أنها بصدد وضع خطط جديدة لمواجهة تكتيكات التنظيم الجديدة، وعدم منحه فرصة تشتيت أمن وسلامة المنطقة، لأن القضاء على خلايا التنظيم بشكل كامل،  يتم عن طريق عمليات عسكرية مدروسة، بالتنسيق مع التحالف، الذي يمتلك أنظمة متطورة في مراقبة وتحديد المواقع، التي يختبئ بها عناصر التنظيم».

وكشف عن أن «قوات سوريا الديمقراطية  نجحت، منذ تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، وحتى شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، في اعتقال ما لا يقلّ عن مئة وتسعين  عنصراً داعشياً، في مناطق متفرقة من الريف الشمالي الشرقي لدير الزور».

 

خلايا غير داعشية

ويضيف القائد العسكري في قسد: «هناك خلايا تتبع للمخابرات التابعة للحكومة السورية، أو لميلشيات موالية لإيران، وأخرى تتبع للجيش الوطني السوري، المدعوم من #تركيا، تنشط هي الأخرى في شمال شرق نهر الفرات، وتسعى جميعها لتنفيذ عمليات تفجير وقتل وخطف، لضرب وزعزعة أمن  المنطقة».

مبيّناً أن «القوى الأمنية التابعة لـ”قسد”، تمكّنت، في السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، وبدعم وتنسيق مع قوات التحالف الدولي، من القبض على خلية مؤلفة من أربعة أشخاص، بالقرب من قرية “جديد عكيدات”، تعمل لصالح المخابرات التابعة للحكومة السورية، كانت تجهّز لتنفيذ عمليات ضد “قسد” وقوات التحالف في المنطقة. واتُهموا بتنفيذ اغتيالات، طالت بعض المدنيين، خلال الأشهر القليلة الماضية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.