أبو عمر الإدلبي لـ«الحل نت»: “قسد” ليست كُردية وليست انفصالية، ولن نُسلّم “عين عيسى” للحكومة السورية

أبو عمر الإدلبي لـ«الحل نت»: “قسد” ليست كُردية وليست انفصالية، ولن نُسلّم “عين عيسى” للحكومة السورية

لعبت #قوات_سوريا_الديمقراطية (قسد)، في السنوات السابقة، دوراً شديد الأهمية، على المستويين العسكري والسياسي، في سوريا، وازدادت أهميتها بسبب دورها في مواجهة تنظيم #داعش، بالتعاون مع قوات #التحالف_الدولي.

“قسد”، التي تسيطر على مناطق ذات واقع ديمغرافي شديد التعقيد، طرف إشكالي للغاية في #الحرب_السورية، فكثيرون يعتبروها ميلشيات تعبّر عن المكون الكردي، ويتهمونها باضطهاد بقية المكونات، وخاصة العرب والتركمان، كما أنها تُتهم أحياناً بالتواطؤ مع #روسيا والحكومة السورية، فيما يرميها آخرون بالعمالة للولايات المتحدة الأميركية.

موقع «الحل نت» التقى بـ”أبي عمر الإدلبي”، قائد “لواء الشمال الديمقراطي”، التابع لقوات سوريا الديمقراطية، لمعرفة موقفه من هذه الاتهامات، والحديث عن آخر تطورات الوضع الميداني والسياسي في سوريا.

 

لواء من مناطق عربية

وتحدث “الإدلبي” في البداية عن “لواء الشمال الديمقراطي”، الذي يتكون، بحسبه، من «عدة أفواج عسكرية منظّمة، تتوزع في مدن #الرقة ودير الزور والحسكة ومنبج، وهو مكون أصيل من قوات سوريا الديمقراطية، ويعمل بالتعاون والتنسيق مع التحالف الدولي للحرب على الإرهاب».

ويبلغ عدد عناصر اللواء «ألفاً وخمسمئة مقاتل، من أبناء مدن ومحافظات #إدلب وحلب واللاذقية وحماة وحمص ودمشق والرقة ودير الزور، ويخضع أفراده، بشكل دوري، لدورات سياسية وعسكرية، لرفع مستوى قدراتهم القتالية ومهاراتهم البدنية، واكتساب الخبرات العسكرية على مختلف أنواع السلاح، وفق خطط يشرف عليها التحالف الدولي».

وأوضح “الإدلبي” أن مهمة اللواء «تتركز على محاربة الإرهاب، وملاحقة خلاياه النائمة، وتأمين الحماية للمدنيين من أي خطر محدق بهم، وحماية حدود مناطق #الإدارة_الذاتية لشمال وشرق سوريا من هجمات #تركيا، والفصائل الموالية لها».

 

أزمة عين عيسى

وعن التوتر والأعمال الحربية، التي تشهدها مدينة #عين_عيسى في محافظة الرقة مؤخراً، أرجع “أبو عمر الإدلبي” اهتمام تركيا، والفصائل الموالية لها، بمدينة عين عيسى، إلى «الأهمية الحيوية والاستراتيجية، التى تمثلها المدينة، فضلاً عن كونها عقدة مواصلات هامة جداً في الشمال السوري».

وأكد “الإدلبي” أن «قوات سوريا الديمقراطية، على جاهزية تامة للدفاع عن الأراضي السورية»، في مواجهة ما وصفه بـ«أطماع دولة الاحتلال التركي، والفصائل الإرهابية المتعاملة معها».

وحول الموقف الروسي من الأزمة السورية، وما يقال عن ضغوط تمارسها موسكو على “قسد”، لتسليم مدينة عين عيسى للحكومة السورية، نفى “الإدلبي” «وجود أي اتفاق بين قسد وموسكو، لتسليم عين عيسى»، معتبراً أن ما قيل فى هذا السياق «مجرد فبركات إعلامية، بعيدة كل البعد عن حقيقة ما يجري على أر ض الواقع».

واعتبر القائد العسكري في “قسد” أن «بيان #مجلس_سوريا_الديمقراطية (مسد)، حول أحداث عين عيسى، وَصَف حقيقة الأطماع التركية في المنطقة، ودق ناقوس الخطر تجاه أي عدوان تركي محتمل، فى ظل ما تقوم به الفصائل، التى تدعمها #أنقرة، من انتهاكات وقصف وهجمات عدائية»، لافتاً أن البيان «شدد على حق قوات سوريا الديمقراطية في الدفاع عن السيادة السورية في وجه أي عدوان تركي، وطالب الجانبين الروسي والأمريكي بوقف ولجم تركيا عن أفعالها العدوانية»، حسب تعبيره.

 

أسباب الجمود السياسي

وحول الهدوء العسكري الذى تشهده سوريا، بعيداً عن عين عيسي، أوضح “الإدلبي” أن «هدوء الأوضاع العسكرية، يقابله جمود في العملية السياسية، رغم أن الوضع السوري وصل لمرحلة، كان يجب أن يتم فيها البدء بتطبيق الحل السياسي المنشود، عبر قرار #مجلس_الأمن رقم 2254، وكافة القرات ذات الصلة، فضلاً عن توقف الحرب بين فصائل المعارضة والحكومة السورية، بسبب تفاهمات محور أستانا، وهي أمور يُفترض أن تعزز فرص الحل السياسي».

وأرجع “الإدلبي” حالة الجمود السياسي في سوريا لـ«عدم إشراك الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في اللجنة الدستورية المنبثقة عن #الأمم_المتحدة؛ وارتهان المعارضة السورية لتركيا؛ فضلاً عن تعنّت #الحكومة_السورية، وهو ما عطل ويعطل العملية السياسية بالمطلق».

وحول مستقبل “قسد” في مرحلة توقف الأعمال القتالية والوصول إلى الحل السياسي، أكد القائد العسكري لـ”لواء الشمال” أن «قوات سوريا الديمقراطية تضمّ كافة الأطياف والقوميات السورية، وتحوي في صفوفها النساء والرجال، ولعبت الدور الأساسي في تخليص سوريا من سيطرة تنظيم داعش، لذلك فهي مؤهلة لتكون جزءاً أساسياً من المنظومة العسكرية الجديدة، التي ستتولى الدفاع عن كامل سوريا وشعبها، وهو الدور نفسه الذى تقوم به الآن في شمال وشرق سوريا».

لا صحة لتعرّض العرب للاضطهاد

الاتهامات الموجهة لـ”قسد” باضطهاد العرب غير صحيحة بالنسبة لـ”أبي عمر الإدلبي”، فهو «قائد عربي في صفوف “قسد”، ولم يشعر يوماً بالاضطهاد»، حسب تعبيره.

ويضيف أن «قوات سوريا الديمقراطية ليست جهة كردية، فهي تضم قادة ومقاتلين من كافة مكونات وأطياف الشعب السوري، ويشارك بها كثير من المقاتلين من العرب». متهماً الإعلام الموالي لتركيا بـ«نشر الأكاذيب، فيدعي أن الكُرد يُهجّرون العرب والتركمان، ليبرر الحروب التي تشنها تركيا على قوات سوريا الديمقراطية».

وحول الاتهامات، التي تصدر بشكل خاص من حكومة #دمشق، عن وجود نوايا انفصالية لدى “قسد”، أكد قائد لواء الشمال أن «الخطاب الرسمي للحكومة السورية لم يتغير منذ استلام #حزب_البعث زمام السلطة في البلاد. وتصريحاتها تعبّر عن التعنّت والبعد عن الواقع، وهو ما يجعلها منبوذة عربياً ودولياً، خاصة مع فشلها بالدفاع عن سيادة سوريا، وحماية حدودها. وفي ظل كل هذا الفشل فإن تصريحاتها، عن “نزعات انفصالية”، أشبه باسطوانة مشروخة، لا معنى لها، وبعيدة كل البعد عما يجري على الأرض».

ويري “الإدلبي” أن «الحديث عن الانتخابات الرئاسية، المزمع إجراؤها من طرف الحكومة السورية، يعبّر عن الجهل بحقيقة ومآلات الوضع السوري»، معتبراً أن الحكومة السورية «مازالت تعيش في قوقعة الخطاب البعثي، منذ عام 1963،  دون أن تدرك أن الزمن تغيّر، وأنها لم تعد صاحب القرار الوحيد، كما كانت قبل عام 2011، وأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء مطلقاً»، حسب تعبيره.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.