مع ارتفاع تكاليف الإنتاج.. مناطق «الإدارة الذاتيّة» تواجه ثاني أزمة خبز خلال ستة أشهر

مع ارتفاع تكاليف الإنتاج.. مناطق «الإدارة الذاتيّة» تواجه ثاني أزمة خبز خلال ستة أشهر

عادت بوادر أزمة جديدة للخبز تلوح في الأفق بمناطق #الإدارة_الذاتية في شمال شرقي #سوريا، بعد مرور نحو ستة أشهر، والبداية كانت مع توقف الأفران السياحية في مدينة #الحسكة عن العمل منذ ستة أيام، فيما خفّضت عدد من الأفران في مدينة #القامشلي من وزن ربطة الخبز بعد ارتفاع تكاليف الإنتاج.

وشهدت مناطق “الإدارة الذاتية” أزمة خبز خلال شهري أيار/ مايو وحزيران/ يونيو 2020، استمرت نحو شهر مع ارتفاع تكاليف الإنتاج وتوقف أفران سياحية عن العمل، الأمر الذي دفع أصحاب الأفران إلى المطالبة برفع تسعيرة ربطة الخبز السياحي، لكن بعد نحو شهر من رفض لجنة الأفران في القامشلي الاستجابة لمطالب أصحاب الأفران، رفعت اللجنة سعر ربطة الخبز من 200 إلى 500 ليرة.

وقال صاحب أفران “إيفان السياحية” في الحسكة، “أحمد حاج راغب”: إن «ارتفاع سعر صرف الدولار مؤخراً، أدى إلى ارتفاع كيس الطحين نوع “زيرو” من 25 ألف ليرة سورية إلى 38 ألف ليرة، كما ارتفع سعر أكياس الخبز بالإضافة إلى ارتفاع مصاريف العمال».

وأضاف “حاج راغب” في اتصال هاتفي لـ(الحل نت)، أن «ربطة الخبز باتت تُكلف نحو 650 ليرة، إلا أن لجنة التموين في المدينة تطالب الأفران ببيعه للمحلات بـ450 لكي يباع للمستهلك بـ500 ليرة، وهذا ما تسبب بإيقاف عمل جميع الأفران السياحية في المدينة»، حسب قوله.

وبحسب “دلوفان محمد أمين” من سكان حي “المشيرفة”، فإن «نسبة كبيرة من السكان تعتمد على الخبز السياحي مع تدني جودة خبز الأفران العامة».

وأشار “أمين” في اتصال هاتفي لـ(الحل نت)، إنه يعمل على تأمين حاجة عائلته من الخبز لعدة أيام من بلدة #تل_تمر كحال كثيرين من سكان الحسكة منذ بداية أزمة الخبز».

وتقوم كومينات الأحياء (لجان إدارة الأحياء) بتوزيع الخبز العادي عبر براكيات وضعتها “الإدارة الذاتيّة” في غالبية مناطق سيطرتها عقب الأزمة الأخيرة لانقطاع الخبز خلال حزيران/ يونيو 2020، لكن تدني جودة الخبز وتحوله إلى عجين لبقائه متكدساً لفترات طويلة قبل توزيعه، يدفع الكثيرين عن العزوف من استهلاكه، بحسب سكان من القامشلي.

ورغم ارتفاع سعر كيس الطحين، إلا أن الأفران السياحية لا تزال تعمل في القامشلي، وسط توقعات بتوقفها هي الأخرى خلال أيام قليلة قادمة.

وأوضح صاحب “فرن سيتي” السياحي، “هوزان محمود”، أنهم يعتمدون على ما تبقى من كميات من مادة الطحين في انتاج الخبز حتى الآن، بعد مطالبة لجنة الأفران برفع سعر ربطة الخبز.

وقال في اتصال هاتفي لـ(الحل نت): إن «عدم إيجاد حل خلال اليومين القادمين قد يؤدي إلى وصول الأزمة إلى القامشلي»، متوقعاً أن «تتوقف الأفران السياحية عن العمل بعد نفاذ مخزونها من الطحين».

ولفت “محمود” إلى أن الأفران السياحية «لا تستطيع الاعتماد على الطحين العادي، ذلك أن المخالفة المترتبة على استعمال كيس من الطحين العادي في العجينة تصل إلى 100 ألف ليرة».

ويوجد في مدينة القامشلي فرنين آليين، أحدهما فرن “البعث” الذي لا تزال #الحكومة_السورية تديره في المنطقة الغربية من المدينة، والآخر هو فرن “الصناعة” الذي تديره مؤسسات “الإدارة الذاتية” في الجزء الشرقي منها.

وعلاوة على تدني جودة الخبز المنتج في الفرنين الآليين، إلا أن الكميات القليلة التي يقوم فرن “البعث”، بتوزيعها لا تكفي حاجات السكان في المنطقة، فيما يمتنع فرن “الصناعة” عن التوزيع على المدنيين غالب الأحيان، وفقاً لشهادات بعض السكان من مدينة القامشلي لـ(الحل نت).

ورغم توفر الخبز السياحي في مدينة القامشلي وريفها، إلا أن سكان يشكون من انخفاض وزن الربطة وقلة عدد الأرغفة.

وقال موزع للخبز السياحي في حي العنترية وصاحب محل بقالية، “خير الدين مراد”: إن «السبب الرئيسي لعدم توقف العديد من الأفران في القامشلي، يعود إلى تخفضيها لوزن الربطة إلى نحو 650 غراماً، وخلط الطحين العادي أحياناً مع الطحين من نوع زيرو».

ولم يتسنَ لموقع الحل الحصول على رد أو معرفة وجهة نظر لجنة الأفران في “الإدارة الذاتية” حول الأزمة.

لكن “دجلة خليل” من لجنة إدارة الأفران في “الإدارة الذاتية” كانت قد صرحت في وقت سابق لموقع (الحل نت)، إن لديهم «عقوداً مع الأفران يتم بموجبها تقديم مادة الطحين بسعر رمزي لهم ومساعدتهم على الاستمرار».

وأضافت “خليل”، أن أزمة الخبز «سببها التدهور الاقتصادي الأخير وارتفاع سعر صرف الدولار»، لافتةً إلى أنهم «سبق أن قاموا بتوزيع الخبز عبر “الكومينات”، ويعملون على تفعيلها لكونها آلية يمكنها أن تمنع التجمعات من الأفران، خاصة في مثل هذه الظروف الأمنية الحساسة، والتي يتم فيها مواجهة وباء كورونا أيضاً».

وبحسب صاحب أحد الأفران السياحية في القامشلي، فضّل عدم ذكر اسمه، فإن «لجنة إدارة الأفران في إقليم الجزيرة، قدمت الطحين لمرتين فقط خلال الفترة الماضية بسعر مدعم، في حين أن الكميات التي تقدم لهم من الطحين قليلة».

وأكد، أن «سبب مطالبتهم برفع سعر ربطة الخبز، يعود إلى أن التكاليف لا تتوقف عند الطحين فقط، فهناك تكاليف أخرى تترتب عليهم باتت مرتفعة، من أجرة العمال إلى الخميرة التي يتم شراؤها بالدولار، إلى سعر الأكياس وطباعتها»، مشيراً إلى أن طباعة الكيس فقط «ارتفعت من 7 ليرات إلى 36 ليرة حالياً».

وتتعرض “الإدارة الذاتية” لانتقادات واسعة من السكان على خلفية استمرار أزمة الخبز في المنطقة، والتي تتكرر بين مدة وأخرى، فيما تعهدت الإدارة في وقتٍ سابق بدعم مادة الخبز في أكثر من مناسبة.

وكانت قد شكلت “الإدارة الذاتية”، أواخر كانون الثاني/ يناير 2020، خلية أزمة اقتصادية في منطقة الجزيرة، متعهدةً بتقديم الدعم لسبع مواد أساسية تحتاجها العائلة، وهي الخبز وحليب الأطفال والشاي والسكر والأرز والاسمنت والحديد.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.