لخّص موقع (DISINFORMATION) وهو المشروع الرئيسي لفريق عمل East StratCom  التابع لخدمة العمل الخارجي الأوروبي، مجموعة أخطاءٍ وصفها بـ  «الخرقاء» المرتكبة خلال عام 2020 من جانب  ما أسماها بـ «منافذ التضليل» الموالية للكرملين.

وبدأ الموقع بطرح حادثة تسميم المعارض والناشط الروسي #أليكسي_نافالني، والتي صارت مصدر إحراج كبير للدولة الروسية، خاصةً بعد اعتراف أحد ضباط المخابرات الفيدرالية الروسية بمحاولة اغتيال “نافالني” في حادثة تسميمه أغسطس 2020.

حيث نجح المعارض الروسي في انتزاع الاعتراف من الضابط الروسي بكل هدوء؛ عندما اتصل به في شهر كانون الأول 2020، مدّعياً أنه ضابطٌ رفيع المستوى، فما كان من ضابط المخابرات إلا سرد تفاصيل حول كيفية التخطيط للاغتيال وتنفيذه وفشله.

ويفضح هذا الاتصال، فشل قتلة الدولة في ترك الأدلة، ويُظهر نقصاً واضحاً في احتراف ارتكاب الجرائم وتصفية المعارضين.

كما أشار الموقع في تقريرٍ له، إلى اكتشافه أكثر من 700 حالة معلومات مضللة عن جائحة كورونا منذ شهر كانون الثاني 2020.

ففي المراحل الأولى من الوباء، بحسب الموقع، اهتمت وسائل الإعلام الموالية للكرملين بمناهضي التلقيح والمتآمرين، وذلك بإجراء 180 دورة في حملة تسويقية للقاح الروسي Sputnik V””. وقوبلت الحملة بالسخرية باعتبارها لقاحات القرود، حتى دعت AstraZeneca البريطانية السويدية للتعاون حول الجمع بين هذه اللقاحات، ومنذ ذلك الحين، لم يعد هناك حديث عن القرود.

وتحت عنوان   (صانع أفلام مزيفة)، كشف الموقع  أن المخرج السينمائي الحائز على جائزة الأوسكار “نيكيتا ميخالكوف” أراد أن يوضّح كيف أن الصور التي تغطي المظاهرات الضخمة ضد “أليكساندر لوكاشينكو” في #بيلاروسيا كانت مجرد صورٍ صُمّمت بواسطة الكمبيوتر.

ولم يتوقف العالم عن الضحك على “أليكساندر لوكاشينكو”، الرئيس غير الشرعي  لبيلاروسيا، عندما شارك مقطعاً مسجلاً مزوراً بشكلٍ فاضح لمحادثة،  يُزعم أنها بين عملاء استخبارات ألمان وبولنديين يخططون فيها لتغيير النظام في بيلاروسيا، و يشكون فيها بالوقت ذاته من كون “لوكاشينكو”، من الصعب هزيمته.

كما سخر الموقع الأوروبي في تقريره، من “فلاديمير سولوفيوف” أحد الشخصيات البارزة في روسيا في نشر المعلومات المضللة، حسب وصف الموقع.

ففي برنامج تلفزيوني، عرض “سولفيوف” صوراً يُزعم أنها من القتال في #ناغورنو_كاراباخ ولكن في الواقع؛ كانت من لعبة فيديو Arma3 .، وشكّلت هذه اللعبة، التي أُصدِرت قبل 7 سنوات، نجاحاً كبيراً في الكرملين سابقاً، حيث استُخدِمت بالفعل في عام 2018 من قبل وزارة الدفاع الروسية كلقطات من الحرب في سوريا.

وتحت عنوان   (مكب نفايات مجلس الدوما)، كشف الموقع أنه كان هناك  عدد قليل من الأعضاء البارزين في البرلمان الروسي، #مجلس_الدوما، تاريخياً منتجين موثوقين للمعلومات المضللة، يتبعون ببسالة نموذج “Bullshit” ويحتلون مساحة الأخبار بعناية، فيما المشرعين الروس يقدمون أكاذيب مثلDanish Bordellos for Zoophiles” ” وأن الولايات المتحدة تهاجم روسيا بأسلحة المناخ.

وبحسب الموقع، فإن السلطات الروسية تسعى للسيطرة على مساحات الأخبار، وإذا لم يكن الكذب كافياً، فإن الخطوة التالية هي إسكات المشاركين في الخطاب العام أو إغلاق وسائل الإعلام أو حتى المساحة التي يتم فيها مشاركة المعلومات، كما حدث في شهر تشرين الثاني الماضي، عندما داهمت شرطة #سانت_بطرسبرغ وأغلقت مقهى لانتهاكه قواعد النظافة.

مالك المؤسسة “Café Zoom” مقتنع بأن السلطات أرادت بالفعل إغلاق مهرجان لـ “مجتمع الميم” (مثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي وللمتحولين جنسيا)، الذي يُعقد عبر الإنترنت على منصة مؤتمرات الفيديو Zoom.

يُشير التقرير، إلى أن أكثر ما يحرج من الأخطاء المذكورة أعلاه هو عدم الندم، لا يخجل أعضاء البرلمان الروسي من تكرار الأكاذيب القديمة إذا اعتقدوا أن بإمكانهم كسب شيء منها.

كما لا يرى “صحفيو” الكرملين أي جدوى من تصحيح الأخطاء، فلم يكن لدى “ميخالكوف” ولا “سولوفيوف” الحشمة للاعتذار عن خداع جمهورهما.

ويقوم رئيس غير شرعي للدولة بشكلٍ غير شرعي بتزوير الأدلة دون تردد، ويستخدم وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة لهذا الغرض، ويشير ممثلو الدولة الروسية بفخر إلى أن روسيا تقتل الناس بالتأكيد، لكن لا تفشل.

الإحراج يوحي بوجود الأخلاق والمبادئ، وما الأكاذيب والتزوير والهراء؛ سوى جزء من هجوم شرس على الديمقراطية.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.